وفاء ناهل - النجاح الإخباري -  لم يتبادر لذهن الشاب محمد سويدان من مدينة نابلس، أنَّ رحلته إلى أريحا ستكون الأخيرة، وأنَّه سيلقى حتفه هناك.

حتى الآن الشرطة لم تنه التحقيقات للوقوف على ملابسات ما حدث مع الشاب سويدان، في منطقة النبي موسى جنوب أريحا، فكلُّ ما تمَّ نشره أنَّ  شاباً من مدينة نابلس لقي مصرعه نتيجة سقوطه من مرتفع جبلي، والشرطة تباشر التحقيق.

هذه الحادثة أثارت سؤالًا حول من المسؤول عن توفير إجراءات السلامة لمثل هذه الرحلات والمسارات التي تنفَّذ بتنسيق فردي؟ ومن الجهة التي يجب أن توفر مرشدين سياحين على دراية تامة بالمناطق السياحيّة؟  وهل كانت عائلة محمد سويدان لتفجع لو كانت الرحلة منظمة بطريقة رسمية، مع اتخاذ كافة إجراءات السلامة العامة، مع توفير مرشدين على دراية تامة بالمنطقة؟.

مدير السياحة الداخلية في وزارة السياحة أحمد نعيرات قال في حديث لـ"النجاح الإخباري": "إنَّ هذا النوع من الرحلات (المسارات) أصبح نمطاً من أنماط السياحة الرائجة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، والوزارة تسعى لتنظيمها، وهو ليس بالأمر الهين فقانون السياحة الفلسطيني لم يشمل أنظمة تقوم بتنظيم المسارات السياحية".

وتابع: "نحن نعمل بصدد إعداد القانون الفلسطيني، حيث سيكون هناك إجراءات لتنظيم هذه المسارات السياحية، والوزارة ستقوم بإصدارمجموعة من التعليمات لمنظمي هذه الرحلات، منها التأكيد على المخاطر، وأن يرافقها مسعف ودليل سياحي، خاصة وأنَّه لدينا مجموعة خريجين من الأدّلة السياحين تحت برامج السياحة المجتمعية والبيئية".

وأضاف نعيرات:" كما وأنَّه سيمنع مزاولة المهن السياحية بدون ترخيص على أن تكون عن طريق مكتب سياحي مرخص، والمعضلة التي نواجهها أنَّ القانون القديم لم يتطرق للمسارات السياحية بالاسم، لكن لاحقاً سيشمل القانون السياحي المسار السياحي والمجموعة التي تنظمه والشروط المطلوبة".

وحول المسارات السياحية التي أصبحت منتشرة وبشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، قال: "لا يمكن أن نقول عن أيَّة رحلة يتم تنظيمها مسار، فالمسار السياحي له مؤشرات ومقاصد ويجب أن يكون معلن من وزارة السياحة والاثار، ونحن حتى الآن لم نتمكن من السيطرة على هذا النوع من المسارات، ولكن بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار وبعد إصدار الوزارة مجموعة من التعليمات، سيتم تحديد المسارات السياحية وشروطها، هذا موضوع نعمل عليه بالشراكة مع وزارتي البيئة والزراعة، لأنَّ معظم المسارات تنظَّم لمحميات طبيعية، ونأمل أن يكون قانون السياحة الفلسطيني منجز قبل نهاية العام وسيتطرق لكلِّ هذه التفاصيل".

وحول القوانين الجديدة التي سيتم العمل عليها أضاف نعيرات: "عبر قانون السياحة سيتم تنظيم  الرحلات من خلال مكاتب سياحة وسفر، فالمسارات الآن تنظَّم بمبادرات فردية، سنعمل على تنظيمها لأنَّها أصبحت مهنة سياحية، ونتج عنها دلالة مجتمعية ومرشدين، لذا قمنا بعمل دورات مع شركائنا لمساري ابراهيم والروزنا، وبدأنا بترسيم المسارات، كما أنَّنا بصدد إصدار دليل للمسارات من المتوقع خلال هذا الشهر، إضافةً لمجموعة من التعليمات هي من وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة".

وتابع:" كما أنَّ التعليمات ستشمل كلَّ هذه المسارات وتلزمها بإبلاغ الوزارة وضرورة أخد دليل سياحي مرخص من وزارة السياحة، ومسعف، وسيتم تعميمها على شرطة السياحة والآثار، كما أنَّنا بدأنا بإرسال إخطارات للمجموعات التي تنظّم رحلات لداخل الخط الأخضر، تفيد بضرورة الالتزام وتنظيم رحلاتهم من خلال مكاتب سياحة مرخصة أو فتح مكاتب سياحية، ومن لا يلتزم يطبق عليه قانون السياحة والإجراءات المختلفة من إخطارات أو إغلاق لمكاتب سياحية".

من جهته ناشد الناطق باسم الشرطة العقيد لؤي رزيقات خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري" الجميع بضرورة توفير مرشد سياحي لتوعية المواطنين قبل البدء بالمسير وإبلاغ الجهات المختصة كالشرطة والهلال الأحمر والدفاع المدني، حتى تكون على أهبة الاستعداد في حال حدوث أي طارئ، كما وشدَّد على ضرورة توفير مواد الإسعافات الأوليَّة".

وأكَّد ارزيقات أنَّ نسبة هذه الحوادث قليلة جدًا لكن نحن بحاجة لقوانين وتعليمات أكثر صرامة، ودقة وإلا فإنَّ محمد سويدان لن يكون الضحية الأخيرة لمثل هذه الحوادث المأساوية، أمّاالسؤال الذي يطرح نفسه، فلماذا ننتظر مثل هذه "الحوادث" لنعمل على إيجاد قانون كان يجب أن يكون موجوداً كخطوة استباقية!.