خاص - النجاح الإخباري - بعد أن شيعهُ أصدقاؤه وتداولت وسائل الإعلام المحلية نبأ استشهاده جراء إصابته برصاصة حاقدة من قبل القناصة الإسرائيلية على حدود جباليا شمال قطاع غزة في رأسه، كانت القدرة الإلهية أكبر من تقديرات الأطباء، ولم يمكث طويلاً في المستشفى ليعود لبيته سالماً غانماً.
إنه الشاب "عبد المالك الرن"، من سكان بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، أصيب برصاصة إسرائيلية حاقدة اخترقت رأسه، ودخلت من أذنه اليسرى، وخرجت من أعلى أذنه اليمنى، وأعلن عنه شهيداً ثم تراجعوا عن ذلك بعد خضوعه لعملية طارئة، ويرقد في قسم العناية المركزة في مجمع الشفاء الطبي.
الأطباء أبلغوا أهله أن وضعه خطير جداً، وإن عاد للحياة سيكون مصاباً بمضاعفات نتيجة الإصابة، وقد يكون مشلولاً بشكل كامل، أو مقعداً على كرسي متحرك، أو حاملاً لعاهة مستديمة!.
شارك عبد الملك في مسيرات العودة قبل أسبوعين تقريباً، وبمجرد وصوله إلى السياج الفاصل، أصيب بعيار ناري في رأسه، وبدأ بنطق الشهادتين بعدما أيقن أنه ارتقى شهيداً جراء الإصابة.
لحظات حاسمة كانت في حياته، فقد استمر في وعيه لدقائق قليلة، وكان يسمع مطالبة أصدقائه له بنطق الشهادتين، وبدأ بنطقها عدة مرات، طالباً من الله أن يسامحه ويغفر له، حتى غاب عن الوعي تماماً، وجرى تحويله للمستشفى الأندونيسي ومن ثم لمستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، وأجريت له عملية عاجلة، ومكث في العناية المركزة عشرة أيام.
يقول عبد المالك لمراسل "النجاح الإخباري":" ما أن أصبت برصاصة في رأسي، شعرت بآلام شديدة في الرأس ودوران شديد، وأصبت بكهرباء شديدة في جسدي، ولم أتوقع أن أعود للحياة من جديد، لأشاهد فيما بعد فيديوهات تشييعي من قبل الأصدقاء، واستقبال عائلتي للمعزين في رحيلي".
وأضاف، أن الأطباء أبلغوا ذويه أن إصابته خطيرة، وسيمكث في العناية المركزة لفترة طويلة، وإن عاد للحياة سيكون مصاباً بشلل كامل، لكن طبيعة إصابته كانت تبعد عن أماكن حساسة كمركز السمع والبصر في الرأس مليمترات قليل جداً، مما ساعده على النجاة والعودة للحياة.
وأوضح أنه كان يسمع صوت صفارات التنبيه داخل العناية المركزة، حتى تمالك نفسه للحظة كان قلبه توقف فجأة، وأخرج أطرافه من المرابط، واقتلع الأنابيب الواصلة لجسده، وهنا انتبه الأطباء له، وبدأوا بإعطائه صدمات كهربائية حتى عاد قلبه للحياة من جديد.
وعرفت والدة الجريح عبد المالك الرن، أن مكروهاً أصاب ابنها بعدما شاهدت ذلك في أعين زميلاتها في المركز الطبي الذي تعمل فيه، وانطلقت إلى بيتها على الفور، فشاهدت بيت العزاء الخاص بابنها، وانهارت على الفور، ولم تصدق ما جرى، فاتجهت إلى المستشفى لتودع ابنها قبل رحيله.
وفي أول زيارة لها لابنها داخل قسم العناية، أيقنت أن ابنها شهيد، وبينه وبين الموت لحظات قليلة، فانهارت داخل القسم، وطلبت من الأطباء أن يتركوها لوحدها مع ابنها في لحظاته الأخيرة في الدنيا، وخرجت بعدها لأقاربه أمام قسم العناية المركزة، وقالت لهم سيتم الإعلان عن استشهاده خلال لحظات.
وأيقنت أن ابنها الذي يرقد في العناية المركزة قد ارتقى شهيداً خلال زيارتها له في اليوم الثالث، بعدما طلب منها الطبيب الدخول لوحدها فقط للقسم من دون الموجودين أمام قسم العناية المركزة في مستشفى الشفاء.
لكن بمجرد دخولها له، جلست بجانبه، وهنا أفاق ابنها من الغيبوبة وقال لها" أنا بخير"، فعادت لها الحياة، وبدأت بإطلاق الزغاريد داخل القسم وخارجه، وعادت لمنزلها بسرعة لتبشر أسرتها بنجاة أبنها.
وتضيف:" فرحتي كانت مضاعفة، فبعدما غادرت المستشفى صباحاً على أمل أن يعود ابني لبيتي بعد يومين كما أبلغني الأطباء، تفاجأت بخبر عودته للبيت عصر نفس اليوم، فأيقنت أن ابني وُلد من جديد، وكأنه إنسان جديد، والحمدلله أن عاد ابني بدون أي عاهة مستديمة".
وعمت الفرحة في بيت لاهيا بالكامل، وتحول بيت العزاء إلى استقبال المهنئين بعودة ابنهم سالماً غانماً إلى بيته، بدون أي مضاعفات لإصابته.