إسلام الخالدي - النجاح الإخباري - بأدوات بسيطة وإمكانيات محدودة استطاعت الفنانة الفلسطينية "حنين الدواوسة" أن تشق طريق النجاح، فنمّت موهبتها واستثمرتها لتعود بمنافع ماديّة لها ولعائلتها، أتقنت الرسم باحتراف ومارست الفنون التشكيلية بدقة عالية، لاقت ترحيبًا وتشجيعًا حتى خرج مشروعها للنور.
هدايا للمناسبات الخاصة
سخرت الدواوسة، طاقتها وإمكانياتها في العمل على إنجاح مشروعها الصغير، والذي شهد إقبالاً كبيراً من الأشخاص والمؤسسات والشركات الكبرى، وصل إليهم إبداعها من رسومات ومشغولات يدوية، كالنقش على البورسلان، والرسم الاحترافي، والخط العربي، والهدايا للمناسبات الخاصة، مما لاقى إعجابا كبيراً من قبل المتابعين، ليكون "الفيسبوك" مصدر إعلان رسمي لها، دون التطرق لإعلانات مدفوعة الثمن.
وفي لقاء أجرته مراسلة "النجاح الإخباري" مع الفنانة حنين الدواوسة من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزَّة، والتي تحدثت عن فكرة تحويل موهبتها الفنية لمشروع تستفيد منه في ظلِّ ظروف الحصار والبطالة، قالت: "في بداية الأمر كانت إمكانياتي بسيطة للغاية، لأنَّ ظروف الحياة متعثرة ولم تتوفر الأدوات اللازمة لافتتاح مشروع حتى لو كان بسيطاً، ورغم كل ذلك تخطيت المعيقات بأقل الإمكانيات والموارد المستخدمة في تشكيل الأعمال الفنية، كتجربة أولية، بورشة منزلية خصصت لعرض الأعمال التي أقوم بها".
معيقات وانجازات
وتضيف الدواوسة: "بدأت بالرسم على الورق، ومن ثمَّ اتَّجهت لاستخدام ألوان عادية بالرسم على البورسلان، ثم طوَّرت أدواتي التي كنت أوصي عليها من خلال شركات ومحلات تجارية بصعوبة، فحصلت على نتيجة ممتازة.
وعن المعيقات التي تواجهها، تشير الدواوسة إلى أنَّ انقطاع التيار الكهربائي والغاز الطبيعي مع نقص بعض من الأدوات المستخدمة، هي من أكثر المشكلات التي تواجهها باستمرار، كون إنتاج المطلوب من مهام يرتكز على توفر هذه العناصر الثلاثة، فكانت تلجأ أحيانًا لبدائل قد ترغمها تكاليف لم تكن بالحسبان، كالمولد الكهربائي وما يحتاجه من مصروف يومي.
"تواصل معي الكثيرون طلبًا لمشغولاتي عبر الفيس بوك، أفراد وحتى الشركات الكبرى والمؤسسات أبرمت معها اتفاق مسبق لعمل طلبيات وهدايا حسب المناسبة الواردة عند الجهة الموصية".
وتتابع: "أعمل على تجهيز الهدايا وفق المناسبة المطلوبة، إذ يتم تزيينها بالورود والألوان حين تكون لمناسبة فرح، وتزينها بالعبارات والصور الخاصة بالأطفال حين تكون خاصة بعيد ميلاد أو أسبوع طفل، وروب وطاقية إن كانت لمناسبة نجاح أو تخرج"، ما وفّر لها مصدر دخل ممتاز في ظلِّ ظروف الخريجين العاطلين عن العمل، والذين طمست مواهبهم وطموحاتهم بسبب سياسة الاحتلال ضد أبناء قطاع غزة.
"وراء كلِّ نجاح بيئة داعمة وحاضنة للفكرة، وكان لعائلتي الفضل الأكبر في نجاحي وبلوغي الهدف، بل شاركوني العمل ليتحوّل إلى عمل جماعي بامتياز، فهذا أخي يقصُّ الخشب ويُجهّزه للرسم، وتتقن أختي فن (الماندالا) والرسم على البورسلان والقطع الخشبية، ما يدعم عملي ويحفزني" أضافت الدواوسة.
وعن المعارض التي شاركت بها، وكان لها بصمة خاصة في عرض أعمالها، قالت إنَّها لم تشارك إلا في معرض فني واحد، لكنَّها تعتبرها الخطوة الأولى على سلّم النجاح، مشيرة إلى أنَّها تسعى للمزيد و لتحسين المستوى الفني والذاتي.
"إذا أردت فإنَّك تستطيع"، بهذه الكلمات ختمت الدواوسة حديثها متمنيّة أن تلاقي الدعم والاهتمام.