عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يحاول الاحتلال الإسرائيلي بسط سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، خصوصاً بعد إعلان ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة الامريكية من تل أبيب إلى العاصمة القدس، الأمر الذي سهّل لحكومة اليمين المتطرف إجراءاتها التعسفية ضد الأقصى.

إجراءات عديدة يقوم بها الاحتلال لتحقيق هدفه في القدس والأقصى، فمن اقتحامات متكررة للمسجد المبارك إلى سياسة إبعاد المقدسيين وغيرها من الجرائم المتواصلة لليهود والمتطرفين وأعضاء الكنيست بحث المسجد الأقصى المبارك.

 رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، أكد أن اليهود طامحون بالمسجد الأقصى المبارك، مشدداً على أنهم يتّبعون العديد من الطرق الملتوية لبسط سيطرتهم عليهم.

وقال صبري في حوار لموقع "النجاح الإخباري": "اليهود لم يتوقفوا عن محاولاتهم للسيطرة على الأقصى، ويستغلون أعيادهم لتشجيع بعضهم البعض من أجل تكثيف اقتحاماتهم على الأقصى".

وأضاف أن هذه الاقتحامات تتم برعاية وحراسة الحكومة الإسرائيلية"، موضحاً أن موضوع الاقتحامات لم يتوقف عند الجماعات المتطرفة، بل هناك موقف سياسي رسمي حكومي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بهذا الشأن.

وأشار صبري إلى أن اليهود استغلوا كل شيء من أجل الانقضاض على المسجد الأقصى، " فهم استغلوا الدعم الأمريكي وإعلان ترامب المشؤوم، والآن يستغلون الصراعات العربية والخلافات الفلسطينية"، مشدداً على أن كل هذه الظروف تؤيدهم وتخدمهم في تحقيق مبتغاهم.

وتابع " هذه الظروف بالنسبة لهم مواتية لتنفيذ التهويد ليس فقط للمسجد الأقصى بل لمدينة القدس وفلسطين كلها، وهدم قرية الخان الأحمر دليل على ذلك".

معركة مصيرية

وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا أن إجراءات الاحتلال ضد الأقصى والقدس لأنهم يريدون دولة يهودية دون عرب دون وجود أي عنصر غير يهودي، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن معركة الأقصى والقدس مصيرية "والعرب غير قادرين على المواجهة لأنهم مختلفون مع بعضهم البعض"، على حد وصفه.

وبيّن صبري أن المقدسيين يقومون بواجباتهم بكل الإمكانيات المتاحة لحماية ودعم المسجد الأقصى ومنع تنفيذ مخططات المحتل، مستدركاً " لكن الأخطار أكبر من حجمنا، والعرب والمسلمين تركونا لوحدنا في الميدان".

وعن سياسة ابعاد المقدسيين عن الأقصى المتكررة في الآونة الأخيرة، قال خطيب الأقصى: إن اليهود لديهم سياسات عديدة بالنسبة للمسجد الأقصى وسياسة إبعاد المقدسيين تهدف إلى عدم معارضة المقتحمين".

وأضاف " أي حارس وأي مصلي يعترض على عربدة المستوطنين والمقتحمين يعتقلونه مباشرة ويبعدونه مدة معينة عن المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أن هذه السياسة باتت واضحة وواسعة الصلاحية لقادة الشرطة الإسرائيلية.

وأردف "، أصبح الشرطي الإسرائيلي له الصلاحية في أن يبعد أي مواطن وأي حارس، كي يقومون بتفريغ المصلين بحيث يتمكن للمقتحم أن يصول ويجول دون معارضة ودون أي مقاومة".

تفريغ الأقصى

ولفت صبري إلى أن سلطات الاحتلال تلاحق الحافلات التي تنقل المصلين من الداخل للمسجد الأقصى، مؤكداً أن المقدسيين يحاربون من جبهات عديدة.

وتابع "سلطات الاحتلال تحذر الشركات الناقلة التي تقوم بنقل المصلين من الداخل المحتل للمسجد الأقصى، وتقوم بتحذيرهم وترعيبهم، وكل هذا من أجل تفريغ المسجد الأقصى وتقليل تواجد المصلين فيه".

وأشار صبري إلى أن التواجد الفلسطيني بالمسجد الأقصى فلسطين أقل مما كان عليه سابقاً، بسبب سياسات الاحتلال العنجهية، لافتاً إلى أن الاحتلال يجس النبض في أي خطوة يقوم بها.

وذكر أن توجه اليهود الآن إلى الساحة الشرقية من المسجد الأقصى التي فيها باب الرحمة، مؤكداً أن المقدسيين لن يمكنوهم من أي تنفيذ مخطط لهم.

وأضاف صبري " رغم صراعنا معهم هذه السنوات الطويلة إلا أنهم لن يستطيعوا أن يحققوا ما يريدون، فهم قالوا بأنهم سيعملون على  التقسيم الزماني والمكاني وهذه مقترحات ومخططات عدوانية لن يتمكنوا من تنفيذها ولن ينجحوا في تحقيقها أبداً".

وأكد أن الاحتلال لا يريد أن يظهر أطماعه علنا حتى لا يجابه من قبل العالم الإسلامي، منوهاً إلى أنه عندما يقوم بأي عمل إذا وجد فيه معارضة يتراجع فوراً حتى لا يجابه من قبل العرب والمسلمين.

وقال الشيخ صبري: "منذ عام 1994 حينما حصلت مجزرة في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل وانقضوا على هذا المسجد، وهم يريدون أن يفعلوا بالمسجد الأقصى هكذا بعد أن حققوا أهدافهم في المسجد الإبراهيمي ".

وتابع " لن تتكرر المأساة التي وقعت في الحرم الإبراهيمي في المسجد الأقصى ونحن لها".

وطالب رئيس الهيئة الإسلامية العليا بشد الرحال إلى الأقصى، وبالتواجد المكثف والمستمر لدعم المسجد الأقصى وحمايته قدر الإمكان.