وفاء ناهل - النجاح الإخباري - باتت التوعية حول سرطان الثدي أكثر حضوراً في السنوات الأخيرة في المنطقة العربية، بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص، لا سيما مع حملات أكتوبر الوردي للتوعية حول سرطان الثدي، الذي يعد المسبب الأول للوفيات بين السيدات.
وفي هذا السياق قالت د.نفوز مسلماني مدير مركز دنيا المتخصص بأورام النساء، أن هناك العديد من البرامج التوعوية على مدار العام للتوعية حول هذا المرض، ولكن اكتوبر هو شهر التوعية وكل العالم يحاول القيام بنشاطات مميزة ".
وتابعت خلال حديثها لـ"النجاح الاخباري": نحن نعمل في هذا النشاط التوعوي منذ العام (2011) ولكن هذه السنة تعتبر الثالثة لنا ضمن الحملة العربية التي نتشارك فيها مع العديد من الدول تحت شعار واحد وهو "الكشف المبكر هو سر النجاة".
وأكدت:" الهدف من الحملة التوعية بالدرجة الاولى، وان نقوم بإيصال رسائل للمجتمع، بأن الكشف المبكر هو سر الشفاء والنجاة من هذا المرض، وبالرغم من أن (80%) من الأورام حميدة، ولكن هناك نسبة عالية من الوفيات بسبب سرطان الثدي، ولكن نسبة الشفاء التام من المرض وصلت لـ(90%) عند القيام بالكشف المبكر".
وأضافت مسلماني:" في كل عام الحملة تكون موجهة من فئة معينة للمجتمع، وفي هذا العام الرسالة ستكون من قبل سيدات ناجيات من المرض، حيث ستوجه السيدات من دول متعددة رسائلهن حول تجاربهن مع المرض، وكيف ساعدهن الكشف المبكر بالشفاء، وسيتم عرض رسائلهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي خلال شهر اكتوبر".
وحول انطلاقة الحملة تابعت :" في كل عام الانطلاقة تكون من منطقة معينة، وهذا العام كانت من الخليل، وخلال الشهر سيكون لنا لقاءات تلفزيونية واعلامية ونشاطات للناجيات من المرض، كما وأطلقنا العيادة الوردية، التي تحتوي على جهاز للفحص المبكر عن سرطان الثدي، اضافةً لفريق تثقيف متكامل ومختص".
وأكدت مسلماني على زيادة عدد السيدات اللواتي يتوجهن لاجراء الفحص، ففي بداية عمل مركز دنيا كان هناك (500) سيدة اجرين الفحص، وخلال العام الماضي ارتفع لـ(2400) سيدة، كما أن المجتمع بدأ يتجاوب ويتفهم بشكل أكبر هذا المرض، كما وأن الاعلام قام بدور كبير بتسليط الضوء على الحملات السنوية وأهميتها، اضافةً لمؤسسات المجتمع المدني التي تحاول تقديم المساعدة، فكل هذه العوامل ساهمت بتغيير نظرة المجتمع".
من جهتها قالت المثقفة الصحية في لجان العمل الصحي، تهاني القيسي:" أن هذه الحملات ساهمت بشكل كبير برفع مستوى الوعي بأهمية الفحص المبكر عن سرطان الثدي، والعلامات والاعراض والية الفحص الذاتي، اضافةً لتشجيع السيدات وكسر حاجز الخوف، من التوجه للطبيبة والفحص السريري، وصولاً للفحوصات الاخرى".
وتابعت القيسي خلال حديث لـ"النجاح الاخباري": اذا ما قارنا بين اول حملة والتي كانت منذ (3) سنوات نلمس فرقاً كبيراً، من ناحية نسبة الإقبال لعيادات ومراكز الفحص، ونسبة الخوف لدى السيدات ايضاً اصبحت بمستويات اقل، كذلك اصبح لديهن وعي بطريقة الفحص والعلامات والتوقيت الشهري والسنوي، وأي السيدات يتوجب ان يتوجهن للفحص بشكل أكبر".
وأضافت:" من خلال الحملات والفحصوات فإن نسبة الناجيات اللواتي اجرين الفحص المبكر هي (9/10)".
يّذكر أن السرطان بالمجتمع الفلسطيني، يعتبر القاتل الثالث، وفي فئة النساء يعتبر المسبب الأول للوفيات، فبعد أن كان سرطان الثدي المسبب الثاني للوفيات عام (2015) أصبح المسبب الأول للوفيات عام (2016) حسب الاحصائيات.