نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تشير كل التصريحات التي ترشح عن المسؤولين السياسيين الى خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحد غدا قد يكون "الفرصة الأخيرة للسلام" ومفترق طرق، ويمهد لمرحلة جديدة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا".
وفي هذا الإطار يؤكد العضو السابق في المجلس الوطني عبد الفتاح القيسي أن الرئيس عباس سيتخذ في خطابه "التاريخي" قرار سياسيا مهما وحاسما وينهي عمليا مؤامرة مشروع "صفقة القر"ن ، والمشروع الذي يطبخ لفصل غزة عن الضفة الغربية وتكريس الإنقسام.
وتوقع القيسي في تصريح مقتضب من العاصمة الأردنية عمان لـ"النجاح الإخباري" أن يجدد الرئيس ابو مازن دعوته للمجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطينية، تحت الاحتلال، على حدود عام 1967.
محذرا من محاولات اسرائيلية للتشويش على الخطاب المرتقب وتعطيل مؤتمر ينظمه الرئيس عباس على هامش الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تحت شعار "إنقاذ حل الدولتين".
وبيّن القيسي أن الخطاب سيعبر عن رؤية استراتيجية وطنية شاملة ستترك أثرها الكبير على كل الملفات.
ويتوقع أن يضع الرئيس العالم من أعلى منبر دولي أمام خيارين:
1- إما إنقاذ حل الدولتين من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام، برعاية الرباعية أو الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، مع رفض ما كان يتم سابقاً بالآحادية الأميركية، التي ثبت انحيازها الكامل للاحتلال، وينتج عن هذا المؤتمر آلية دولية لرعاية مفاوضات ضمن فترة زمنية ومرجعية محددتين.
2- أو تدمير هذا الحل، وبالتالي ليتحمل الجميع مسؤولياتهم.
انطلاقة دبلوماسية
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف صرح في وقت سابق لـ"النجاح الإخباري" أن الرئيس سيطلب من دول الاتحاد الأوروبي، التي لم تعترف بدولة فلسطين، أن تبادر إلى الاعتراف بها، وأن تدعو إلى مؤتمر دولي للسلام ليكون بديلا عن الرعاية الأمريكية التي تحتكرها للعملية السلمية.
وسارعت إسبانيا إلى الإعلان قبل اسبوعن أنها بصدد دراسة الاعتراف بدولة فلسطين.
وفي هذا الصدد اكد نبيل شعث مستشار الرئيس للشؤون الخارجية أنه أجرى خلال الأسابيع الأخيرة جولة مكوكية في نيوزلندا وفرنسا التقى خلالها مسؤولين اوروبين.
وقال شعث في تصريح لـ"النجاح الإخباري" إن توجه إسبانيا في بحث الاعتراف بدولة فلسطين، يدعونا إلى التفاؤل بنضج الموقف الأوروبي قد تمهد لانطلاقة دبلوماسية كبيرة.
وعملت الدبلوماسية الفلسطينية على مدى السنوات الأخيرة على الحصول على اعتراف من دول الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية وخاصّة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا.
وسارعت السويد الى تسجيل سبق سياسي من خلال اعترافها قبل سنوات بالدولة الفلسطينية فيما صدرت توصيات عن العديد من البرلمانات الأوروبية بوجوب اتخاذ خطوة مماثلة.
وسجل الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة مواقفا سياسية متقدمة حيال الإجراءات الإسرائيلية، خاصّةً الاستيطان، كما عارضت دول الاتحاد القرارات الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ورفض تبنّي حل الدولتين وإدانة الاستيطان.