نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكد مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين والباحث الفلسطيني علي هويدي أن "ستاتيكو" "الأونروا" لا يزال على حاله ولم يتم تحقيق أي إختراق نوعي على مستوى تغطية العجز المالي مما ينذر بالأسوأ على مستوى مستقبل توفير الخدمات وحاجات اللاجئين الفلسطينيين الأساسية من التعليم والصحة والإغاثة وغيرها، وتهديد لقضية اللاجئين ولحق العودة وللقضية الفلسطينية ولدول المنطقة.
وقال هويدي في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري" الأربعاء إن بقاء الحال على ما هو يـأتي على الرغم من كثافة الحراك الدولي، العربي والإسلامي والعالمي المؤيد لإستمرار عمل "الأونروا" وتوفير الدعم المعنوي والسياسي للوكالة مع الدعوات إلى التحذير من تبعات تقليص الخدمات على المستوى الإنساني والسياسي لحوالي 6 ملايين لاجئ فلسطيني مسجّل في سجلات الوكالة في مناطق عمليات "الأونروا" الخمسة، والمخاطر الأمنية التي يمكن أن تنتج عن تلك التقليصات على مستوى اللاجئين والجوار.
وأصدرت "الهيئة 302" مؤخرا "تقدير موقف إستراتيجي حول مستقبل وكالة "الأونروا"،أشارت فيه إلى 7 سيناريوهات متوقعة لمستقبل عمل الوكالة ومستندة إلى معلومات موثقة منذ دخول ترامب البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، حتى تاريخه.
وعادت الهيئة لتنشر تقريرا جاء بعنوان "ستاتيكو "الأونروا" والدور المطلوب"تضمن آخر المستجدات المتعلقة بأزمة "الأونروا" والدور المطلوب على مستوى الأمّة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، وآليات يمكن من خلالها إفشال وإحباط خطة ترامب نتنياهو لتصفية الوكالة، مع الإشارة إلى المسار الذي تتجه إليه التطورات إذا بقي الحال على ما هو عليه.
ودعا هويدي الى الإستفادة من صفة العضو المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة والعمل على تشكيل لوبيات ضاغطة داخل المنظمة الدولية للتاثير على صانع القرار وأن يتضمن خطاب الرئيس أبو مازن المرتقب مساء الأربعاء 26/9/2018 في الجمعية العامة أهمية عمل وكالة "الأونروا".
وطالب مدير الهيئة هويدة بأن تبادر أي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لتقديم مشروع قرار للجمعية العامة يهدف إلى توسيع سياسة عمل "الأونروا" باعتماد الميزانية الثابتة للوكالة من الأمم المتحدة، وهذا سيلقى دعم من الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش الذي سبق ودعا في نيسان 2017 بأن تكون ميزانية "الأونروا" كافية ومستدامة وقابلة للتنبؤ.
وعاد هويدي للتذكير بما وصفه بـ"ثِقل" الدور التركي (رئيس اللجنة الإستشارية للأونروا) والقطري (نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة) ودول أمريكا اللاتينية للضغط وتبني دعم وكالة "الأونروا" قولاً وعملاً.
ولفت هويدي الى دخول مستشار الأمن القومي الامريكي جون بولتون على خط إستهداف الوكالة بعد الرئيس الأمريكي وسفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدةنيكي هيلي، وصهر ومستشار الرئيسالأمريكيكوشنير،ومبعوث ترامب للسلام في "الشرق الأوسط" جيسون جرينبلانت وسفير أمريكا في دولة الإحتلال فريدمان وغيرهم.
وطالب هويدي بتفعيل دور اللجنة العليا التي صادق على تشكيلها الرئيس محمود عباس في 1/8/ 2018 لمتابعة أزمة "الأونروا" بهدف كما جاء في قرار المصادقة "متابعة كل ما يتعلق بالمحافظة على الوكالة وتوفير الدعم المالي لتمكينها من النهوض بمسؤولياتها".
ولفت هويدي الى استمرار "ستاتيكو" الأونروا على الوضع الذي هو عليه الآن، وإن لم يتم الأخذ بمبادرات نوعية على مستوى الأمّة وعلى مستوى المجتمع الدولي والداخل الفلسطيني المحتل وعلى مستوى الحراك الشعبي في المخيمات وأماكن انتشار الفلسطينيين في العالم، فإن "سيناريو مواصلة ترامب ونتنياهو " في نهجهما حيال الوكالة سيكون سيد الموقف.
سيناريو نتنياهو - ترامب
وردا على سؤال يتعلق بطبيعة السيناريو اكد هويدي انه يتمثل في "الإستمرار بالضغط من قبل حكومتيْ ترامب ونتنياهو لتجفيف منابع الدعم المالي للوكالة وإرغامها على التخلص من نفسها بنفسها بمساعدة موظفين كبار من داخل الوكالة، وتوجيه الغضب المُحكم من قبل اللاجئين بشكل عام وموظفي "الأونروا" بشكل خاص تجاه الوكالة وإدارتها التي يجري إضعافها بشكل منهجي والتسبب بحالة الفوضى فيها وزعزعة الثقة بين الإدارة والعاملين واللاجئين، من خلال تقليص المزيد من الخدمات وتسريح المزيد من الموظفين بالتدرج السريع وتكريس "ضعف وعدم قدرة الوكالة على تقديم خدماتها الإنسانية والحماية" مما يحتم على الأمم المتحدة (تلقائياً) نقل خدماتها أو جزء من الخدمات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالتنسيق مع الدول المضيفة، في الوقت الذي يقف فيه صانع القرار الأمريكي والإحتلال الإسرائيلي موقف المراقب و"المُصحِح" لمسار إنهاء عمل الوكالة حيث لزم، على أن تقوم الإدارة الأمريكية وبدعم من "الحلفاء" على التوازي بإعداد صيغة مشروع يُقدم إلى الجمعية العامة تكون نتيجته إستصدار قرار أممي جديد من الجمعية العامة يلغي عمل الوكالة أو يحد من تقديم خدماتها، والمرحلة القادمة ستكون لخلق مُناخ وتمهيد لاتخاذ القرار، وهو بتقديرنا السيناريو الأرجح ان لم يكن هناك من حراك جدي كابح ولاجم، والأهم الإعتقاد الدائم بأن هذه الخطة ليست بقدر ويمكن إفشالها".
ماذا عن الخطاب؟
"من المهم أن يتناول خطاب الدول المضيفة للاجئين في مناطق عمليات "الأونروا" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضرورة الإلتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين من خلال "الأونروا" والإعلان عن عدم القدرة على تحمل أعباء إنتقال خدمات الوكالة إليها، وتبني معادلة (عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أماكن سكناهم في وطنهم فلسطين مقابل إنهاء خدمات "الأونروا". تابع هويدي لـ"النجاح الإخباري".
الحراك يجب ان يستمر
وشدد هويدي على أن الحراك الشعبي في المخيمات والتجمعات والمناطق المختلفة في العالم ممثلاً بالمنظمات غير الحكومية المحلية والإقليمية والدولية يجب ألا يتوقف لتوعية الفئات والشرائح المستهدفة على المخاطر السياسية والأمنية والإنسانية على اللاجئين في حال إستمرار إستهداف "الأونروا" والضغط على صانع القرار الأممي.