نهاد الطويل - النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - نهاد الطويل - اسطوانة "توطين اللاجئين" عادت لتدور من جديد على الأرض اللبنانية متزامنة هذه المرّة مع التقارير التي تتحدَّث عن انهيار اقتصادي متوقّع في لبنان، لدرجة أنَّ المراقبين يربطون ذلك بعرض واشنطن مساعدات مالية ضخمة مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين في عدد من الدول.
ترقب دفع الأثمان
وفي هذا الإطار يؤكّد الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني علي هويدي أنَّ موقف لبنان مبدئي ورافض للتوطين والتهجير.
"اللاجئ الفلسطيني يرفض أيضًا هذه المقايضة وليس فقط اللبناني لأنَّ التوطين في النهاية يحب أن يكون برضى الطرفين.
كما يتعارض "التوطين" مع مقدمة الدستور اللبناني، وبالتالي هذا سيكون مصيره الفشل" يؤكد هويدي لـ "النجاح الإخباري" في اتصال هاتفي من بيروت.
ويلفت هويدي إلى أنَّ لبنان بات يترقب الأثمان الكبيرة التي سيدفعها جرّاء الخطة الأميركية - الإسرائيلية التصفوية لقضية اللاجئيين.
"لبنان ضمن واحدة من أهم الدول المضيفة للاجئين ولاعب إقليمي مهم في المنطقة وسيستخدم هذا النفوذ بعلاقاته مع الدول المضيفة الأخرى للتصدي لهذا المشروع إذا ما فرض عليه، وبتقديري ليس من السهولة على الإطلاق تجاوز التنوع السياسي الموجود في لبنان " تابع هويدي.
مشروع حرب!
وفي الصالونات السياسية اللبنانية ثمّة من يحذِّر من أنَّ طرح "التوطين" هو بمثابة مشروع حرب في لبنان، بشكل أو بآخر، لا يمكن التساهل معه.
ويطالب هويدي في هذا الإطار بالبحث عن وسائل أخرى لتأمين التمويل اللازم لـ"الأونروا"، خاصة أنَّ تأسيسها جاء بقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي فإنَّ القرار الأميركي لا يعني إنهاء وجودها بل تهديده من خلال قطع التمويل عنها.
بدوره يرفض الإعلامي والكاتب الصحفي اللبناني طارق أبو زينب ربط التقارير التي تتحدَّث عن انهيار الاقتصاد اللبناني بمسألة "التوطين" في ظلّ تجاوز الدين العام للبلاد ل(80) مليار دولار.
إسقاط صفة اللجوء
وقبل يومين علَّق النائب جميل السيد في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على قرار وقف الإدارة الأميركية تمويل وكالة غوْث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، معتبراً أنَّ "ذلك يعني إسقاط صفة اللجوء عنهم وتوطينهم حيث هُم وتصفية القضية لصالح إسرائيل".
ولفت إلى أنَّ "أميركا تساهم في الأونروا بـ(365) مليون دولار،والعرب بحوالي (100) فقط، وعليه فإنَّ (395) مليوناً هو مبلغ زهيد جداً للعرب، هل سيفعلون؟ أم يجب إستئذان الرئيس الاميركي دونالد ترامب".
في السياق ذاته يحذِّر الكاتب محمود الزياد من جملة المستجدات المتسارعة من قبل الإدارة الأميركية التي صعَّدت مؤخَّرًا من استهدافاتها لقضية الشعب الفلسطيني، بسلسلة خطوات استفزت العالم، بدأت باعتراف القدس "عاصمة إسرائيل" مع إشارات وتلميحات حول مصير اللاجئين وتوطينهم في الدول التي تستضيفهم.
ماذا تعمل الأنروا في لبنان؟
وتساهم "الأونروا" في أربعة قطاعات في لبنان وهي: التعليم والصحة، والخدمات الاجتماعية، وترميم البيوت الآيلة للسقوط. ففي عام (2017) مثلًا، قدّمت الوكالة خدمات لـ (240) ألف شخص قصدوها من أصل (490) ألف لاجئ مسجّل لديها.
في مجال التعليم تدفع تكلفة تعليم (37) ألف طالب فلسطيني في (66) مدرسة، إضافة إلى تقديم التدريب المهني على مستوى عالٍ أما في مجال الصحة، فقد طبّبت الوكالة (160) ألف شخص في (27) مركزًا صحيًّا خاصًا بها، هذا عدا عن تحويلها مبالغ مالية لمستشفيات خاصة متعاقدة معها لتطبيب لاجئين فلسطينيين.
على صعيد الخدمات الاجتماعية يستفيد (61) ألف شخص من خدمات إجتماعية إضافية نقديّة توازي العشرة دولارات شهريًّا، إذ يعيش هؤلاء ما دون خط الفقر.
ويتفق الخبراء السياسيون الذين تحدَّث اليهم "النجاح الإخباري" في اطار مواكبته للأزمة على أنَّ انقطاع التمويل الأميركي عن الأونروا أمرٌ خطير؛ إذ يُسبِّب حالة عدم استقرارٍ جديدة أخرى في الشرق الأوسط حيث تُعد الأونروا طوقَ النجاة لنحو خمسة ملايين لاجىء فلسطيني.
ا