نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تستبق الادارة الأمريكية الدورة الثالثة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الـ 18 أيلول/سبتمبر 2018 بالإعلان خلسة عن قرارها القاضي بقطع المساهمة الأميركية كلياً في موازنة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
دوافع الخطوة السياسية تبدو بحسب الكاتب والمحلل السياسي الأردني بلال العبويني واضحة واستكمالا للقرارات المفضوحة التي اتخذها ساكن البيت الأبيض وبدأ تطبيقها بالتدحرج منذ أشهر.
ويرى العبويني لـ"النجاح الإخباري" أن الخطوة مرتبطة بما ينشر عن "صفقة القرن"، وملف القدس والاجئين كانا من أعقد ملفات الحل النهائي، وترامب أعلن صراحة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل بقي اللاجئين وبالتالي وقف تمويل "الإونروا" يدخل في سياق إنهاء العقدة الثانية من الحل النهائي بإلغاء تدريجي لحق العودة.
ذريعة فارغة
وفي مقابل المزاعم التي تسوقها الإدارة الامريكية بحق الوكالة لجهة "فشلها في إجراء الإصلاحات المطلوبة" في عمل مؤسساتها يقول مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان علي هويدي واضح أن هذه الذريعة فارغة .
وردا على سؤال يتعلق بتوقيت القرار الامريكي قبيل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة يؤكد هويدي لـ"النجاح الإخباري" ان ذلك سيشكل المزيد من الضغط الامريكي ولوبي الاحتلال على الدول المانحة والدول الاعضاء لشيطنة الوكالة الأممية.
"يبقى التحدي الأكبر بالمقابل من قبل جميع الدول التي تعتبر أم الاونروا حاجة ضرورية إنسانية لستة ملايين لاجئ وعنصر أمان واستقرار في المنطقة ان تدلي بدلوها وتدحض الادعاءات الامريكية والاسرائيلية" أَضاف هويدي.
رد مباشر
وسيلقي الرئيس محمود عباس خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل ويتوقع ان يعلن مجددا وبشكل قاطع رفض القيادة الفلسطينية المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية عبر "صفقة القرن".
بدوره كشف الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة أن الرئيس محمود عباس يدرس التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لمواجهة القرار الأميركي لمنع تفجر الأمور.
في هذا الإطار صرح وزير الخارجية رياض المالكي أمس "أن القيادة ستواجه الإدارة الأمريكية ومخططاتها لتصفية القضية عبر مسارين متواجهين المسار السياسي الدبلوماسي عبر الأمم المتحدة والآخر المسار القانوني التي تضع القيادة فيه الثقة الأكبر بما يملك من قوة تنفيذية مهمة جدا ولا تستطيع به واشنطن استخدام الفيتو".موقف روسي
وقال الناطق الصحفي باسم البعثة الروسية فيودور سترجيجوفسكي في تصريحات صحفية: "روسيا صرحت مرارا بموقفها من تقليص الدعم المالي للأنروا"، وقرار الولايات المتحدة الأخير لا يسهم في دفع عملية التسوية الشرق أوسطية، التي يمثل الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين جزءا مهما منها".
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن موسكو ستواصل دعم الأونروا، التي يتعدى نشاطها الإطار الإنساني البحت ويهدف إلى تعزيز الاستقرار والإسهام في العملية السلمية في الشرق الأوسط.
وفي الاردن عاد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، التأكيد على استمرار الأردن، بحشد الدعم السياسي والمالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال الصفدي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في أول تصريح أردني رسمي، عقب أنباء عن وقف الإدارة الأميركية، دعم واشنطن للوكالة، بشكل كامل، "سيستمر الأردن ببذل كل جهد ممكن لحشد الدعم السياسي والمالي للأونروا، لضمان الحفاظ على الوكالة ودورها وفق تكليفها الأممي".
ويضاف القرار الامريكي الأخطر الى قرار اتخذه ترامب الشهر الماضي وهو ما اعلنته الخارجية الأميركية، بان إدارة الرئيس ترامب قررت سحب أكثر من 200 مليون دولار من برامج مساعدات الإغاثة للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بمراجعة المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية، وتحت شعار "ضمان أن يتم إنفاق هذه الأموال بما يتماشى مع المصالح القومية للولايات المتحدة وتفيد دافع الضرائب الأميركي"، وهي الخطوة الثانية ماليا بعدما جمدت 65 مليون دولار من مساعداتها لوكالة "الأونرو".
فيما ترى الاوساط السياسية ان كل القرارات، الني اتخذها ترامب وفريقه من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، وجاريد كوشنير، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاري الشرق الأوسط، بأنها اداة ضغط على الفلسطينيين لقبول خطة السلام المقترحة من الإدارة الأميركية.