عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - لا شك أن مواقف الإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب مواقف تجاه الشعب الفلسطيني هي عدائية جداً، خصوصاً في ظل القرارات التي اتخذتها هذه الإدارة والتي كان أهمها إعلان القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب للقدس، وليس أخيراً قراراتها العنصرية بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين.
القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ومعه الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله رفضت القرارات الأمريكية مراراً وتكراراً ولا زالت تؤكد موقفها الثابت تجاه هذه الإدارة العدائية، والتي أثبتت حقاً أنها تريد إجهاض القضية الفلسطينية عن طريق تمرير "صفقة القرن".
حيث وجه رئيس الحكومة الفلسطينية د. الحمد الله رسالة إلى ترمب اليوم الاثنين يؤكد فيها رفض القيادة وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس والحكومة الخضوع للابتزاز الأمريكي، ورفضها القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية والتي ستتخذها.
ويقول الحمد الله " الولايات المتحدة لم تعد شريكا في تحقيق السلام، بل هي الآن شريكة في الاحتلال، وزعزعة الاستقرار ليس فقط في فلسطين، بل في المنطقة بأكملها، ولن تقايض الحقوق الوطنية الثابتة باي مال سياسي".
الرسالة التي وجهها د.الحمدالله لترمب كانت شديدة اللهجة، وتحمل في طياتها الموقف الفلسطيني الرافض لكل قرارات الإدارة الأمريكية ومحاولات ابتزازها، بحسب محللون سياسيون.
وأكد المحللون في أحاديث منفصلة لـ"النجاح"، أن تصريحات الدكتور رامي الحمد الله كانت رسالة واضحة المعالم لتحديد أسس لأي عملية سلام قادمة خصوصاً أن توجهات ترمب باتت مكشوفة وواضحة وضوح الشمس، مشددين على أن القيادة الفلسطينية ترفض الإدارة الامريكية في عملية السلام رفضا تاماً.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، أعلنت بأنَّ إدارة الرئيس ترامب قرَّرت سحب أكثر من (200) مليون دولار من برامج مساعدات الإغاثة للفلسطينيين في قطاع غزَّة والضفة الغربية، بمراجعة المساعدات المقدَّمة للسلطة الفلسطينية، وهي الخطوة الثانية ماليًّا بعدما جمدت (65) مليون دولار من مساعداتها لوكالة "الأونروا".
رسالة قوية
المحلل السياسي، جهاد حرب اعتبر رسالة الدكتور رامي الحمد الله للإدارة الأمريكية، تأكيداً على الموقف الفلسطيني من محاولات الابتزاز الامريكية، مشدداً على أنها رسالة قوية قامت بالرد على كل مواقف الإدارة الامريكية لتحديد الثوابت الفلسطينية بما يتعلق بقضية اللاجئين ومدينة القدس وأنها عاصمة للفلسطينيين.
وقال حرب لـ"النجاح": وهذا يتناسق مع موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المعلنة وموقف القيادة الفلسطينية من الإدارة الامريكية"، لافتاً إلى أن تأثير الرسالة سيكون قويا في الوقت الحاضر.
وأضاف " هذه التصريحات والمواقف المعلنة من قبل رئيس الحكومة والقيادة الفلسطينية ستؤثر بعد الانتخابات الرسمية ووجود تغير في تركيبة الإدارة الأمريكية ومحاولات ابتزازها".
وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد كشفت قبل ثلاثة أسابيع فحوى رسائل إلكترونية بعث بها، جاريد كوشنر، صهر ومستشار ترامب لعدد من كبار موظفي البيت الأبيض، حيث دعا فيها إلى "إنهاء عمل الأنروا لأنَّها تعمل على تأبيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال تخليد قضية اللاجئين".
ووصف كوشنر في مراسلاته "الأنروا" بأنَّها "مؤسسة يعتريها الفساد ولا تسهم في توفير حلّ سياسي للصراع بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل".وذلك في تحريض مباشر على الوكالة التي أسّست بقرار أممي.
موقف متكامل
في السياق ذاته، اتّفق المحلل السياسي أحمد رفيق عوض مع سابقه عن أن رسالة الحمد الله تنسجم مع موقف القيادة الفلسطينية ويؤكد الرفض لهذه السياسات الأمريكية والتأكيد على أن هناك موقف واحد ومتكامل ومنسجم مع كل المكونات الفلسطينية الرافضة لسياسات امريكا الحالية.
وبحسب المحلل عوض خلال حديثه لـ"النجاح"، فإن موقف رئيس الحكومة مهم جداً وتأثيرها ينسجم مع تأثير موقف القيادة، لافتاً إلى أن الحمد الله اختار رسالته في التوقيت الصحيح، حسب تعبيره.
وتابع " دائماً الحكومة عندما تطلق موقف هي تؤكد الجهاز التنفيذي للسلطة الفلسطينية كي تنفذ هذه القرارات (..) لذلك جاء أهمية رسالة د. رامي الحمد الله في ظل موقف الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني في غاية الأهمية".
وكان رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله دعا الكل الفلسطيني إلى الالتفاف حول القيادة وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس لمواجهة كافة التحديات التي تعصف بقضيتنا، خاصة ما تسمى "صفقة القرن"، فهذه المرحلة تتطلب من الجميع التّحلي بالمسؤولية الوطنية تجاه قضيتنا ومقدساتنا".