أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - لم يحمل شهادة في الالكترونيات ولا البرمجيات، ولم يدخل تخصصات هندسية في الجامعات المحلية بقطاع غزة، ولم يحتاج مساعدة أحد في تطوير مهاراته وقدراته، لكنه استطاع أن يكتسب موهبة صيانة الالكترونيات من خلال حب الاستطلاع كهواية، إلى أن تمكن أخيراً من صناعة روبوت صغير يتمكن من حمل الأشخاص والأوزان الثقيلة، ونقل المعدات إلى أماكن بعيدة.
حمادة عطية حرب (21 عاماً)، استطاع أن يسجل اسمه ضمن المبدعين في قطاع غزة، والذي تمكن من اختراع هذا الجهاز المتعدد الاغراض، بدون دخول تخصص جامعي يؤهله لذلك، سوى حب الاستطلاع في هذا المجال أوصله إلى هذا الابتكار، والالتحاق في كلية فلسطين التقنية في دير البلح لدراسة الطاقة الشمسية لمدة عام.
والتحق حمادة في الكلية لتساعده في البحث عن مشاريع يمكن أن يطورها ويصنعها لتفيد المجتمع، من خلال الدراسة الأكاديمية لعلها تساعده في الوصول لأفكار جديدة.
انطلق حمادة في هذا الابتكار، بعدما شاهد برنامج تلفزيوني حديثاً يتحدث عن ابتكار إسرائيل لناقلة جند بدون سائق، بإمكانها دخول الحرب للتقليل من مخاطر اصابة الجنود الإسرائيليين، فبدأ حينها يفكر في صناعة دبابة مثيلة لها ولكن في قطاع غزة، وبأيدي مبدعين القطاع.
لكن قلة الامكانيات حالت بينه وبين تحقيق حلمه، فبدأ يفكر من جديد بصناعة سيارة تعمل على الطاقة الشمسية، لكنه لم يفلح أيضاً بهذه الفكرة لقلة الامكانيات فقط.
فعمل على اختراع روبوت يمكن التحكم فيه عن بعد 500 متر، وبإمكانه حمل وزن يصل حتى 170 كيلو، ويتحرك بشكل محوري بدرجة 180 درجة، وبإمكانه حمل معدات وأجهزة إلى أماكن حدودية أو خطيرة بدون وجود أشخاص فيه، وبإمكانه العمل على الطاقة الشمسية، سيتم تطويره قريباً للعمل بذلك.
وبإمكان الروبوت الدخول للاماكن البعيدة وتصوير المنطقة وبث صورها إلى المتحكم عن بعد، ونقل معدات ثقيلة، وحمل عدة أشخاص بأوزان لا تتعدى 200 كيلو.
ويتحدث حمادة عن الجهاز قائلاً:" مررت بالكثير من العوائق حتى وصلت إلى هذا النجاح الذي كلفني ما يقارب 500 دولار، بعد تجارب طويلة وأخطاء وعوائق امتدت على مدار خمسة أشهر وهي عمر صناعة تاريخ هذا الروبوت".
وتوقع حمادة نجاح المشروع بعد هذا الجهد والوقت الطويل، رغم تعرضه للكثير من الصعوبات التي تمثلت في صناعة بعض القطع الالكترونية الخاصة بالروبوت، فاضطر للاستعانة بقطع موجودة في أجهزة الكترونية شبه مهجورة في قطاع غزة.
ويهدف حمادة في مشروعه إلى التطور تدريجياً بنجاحات أخرى من خلال صناعة سيارة تمشي على الطاقة الشمسية، بعدما صنع الروبوت المؤهل لحمل معدات طبية وإطفائية وإيصالها لمناطق خطيرة من خلال التحكم عن بعد.
كل هذا المشروع تمكن حمادة من انجازه من خلال ورشة صغيرة موجودة في مدخل بيته، عمل على إنشائها منذ عدة سنوات لحبه لعالم الإلكترونيات، والذي انطلق منها نحو هذا الابداع والاختراع، الذي استغرق خمسة أشهر من وقته، جلس خلالها في ورشته خمس ساعات يومياً للوصول الى هذا النموذج الناجح.
وأطلق حمادة على اختراعه اسم "سكوتر مطور" و "روبوت ذكي"، بعد تطويره ليكون متعدد الاغراض ويحمل عدة اوزان في عدة مهام.
ويتكون الجهاز من مقود تم استخدامه من جهاز رياضي لتخفيف الوزن، وأرضية واسعة للروبوت، تحتوي بداخلها على مولد وقلب الجهاز الذي يحرك العجلات، بالإضافة لبطاريات تًمكن الجهاز من السير خمس ساعات في الشارع، بالإضافة لإمكانية الروبوت سحب أجهزة ثقيلة خلفه.
كما يوجد مكان خاص لكاميرا مثبتة أمام الروبوت وبإمكانها التصوير في الليل، وبث صورها عن بعد إلى هاتف محمول يوضع أمام السائق أو إرسال الصور له عن بعد.
وانطلق الجهاز للشارع بعد أشهر عدة من العمل بعد نجاح حمادة في حلمه ومشروعه، ويطمح للحصول على التمويل المناسب لتطبيق بعض الافكار المشابهة للروبوت مثل السيارة التي تعمل على الطاقة الشمسية ومشاريع اخرى ابداعية.