أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - تعج المنتجعات السياحية في قطاع غزة بالمواطنين من مساء اليوم الأول من عيد الأضحى للترويح عن أنفسهم، متجاهلين كل الآهات والآلام المنتشرة في شوارع قطاع غزة، ليخلقوا أجواء الفرح رغم الوجع والألم.
ويحاول سكان قطاع غزة صناعة الفرح برغم الالام التي يمرون بها في الأيام الحالية، نتيجة الظروف السيئة المحيطة بالحياة، سواء من ارتفاع نسبة البطالة، وزيادة نسب الفقر، إلا أن العيد غير هذه المفاهيم إلى فرح، وحول المعاناة إلى بهجة.
فيختلف هذا العيد عما سبقه من أعياد سابقة، فقد تم تسجيل انخفاض كبير في نسبة الإقبال على الأضاحي، نتيجة تقليص نسبة صرف الرواتب للموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية، والتي انعكست بدورها على كافة مناحي الحياة، على اعتبار أنها محرك أساسي للاقتصاد في قطاع غزة.
هذا الانخفاض لم يقتصر في انعكاسه على إقبال المواطنين على الأضاحي، بل طال "العيديات" لتنخفض نسبتها بشكل ملحوظ عند النساء، اللواتي أعربن عن توقعاتهن لذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة ساخرة.
الشابة منال يونس، قالت إن العيدية هذا العيد كانت متوقعة بانخفاضها نتيجة انعكاس الظروف المعيشية السيئة على كافة المواطنين في قطاع غزة، فقد انخفضت العيدية الخاصة بها من 500 شيكل في الأعياد، إلى النصف تقريباً.
وتضيف: "بالعادة يزورنا أعمامي وأخوالي، وتكون إجمالي العيدية ما يقارب 500 شيكل، ولكن للأسف هذه المرة انخفضت للنصف، لان أغلبهم من فئة الموظفين، ونتيجة للظروف التي يمرون بها من انخفاض في رواتبهم انخفضت معه العيدية".
ولفتت إلى أن صديقاتها يعانن نفس ما تعانيه، فجميعهن لديهن لأقارب من موظفين يعملون في الوزارات التابعة لحماس، ويتقاضون رواتب لا تتعدى 40 بالمئة، وهذا المبلغ بالكاد يكفي عائلاتهم، وأغلبهم لم يمنح العيدية لأقاربهم من الدرجة الاولى".
وسجلت الأضاحي هذا العام انخفاضاً ملموساً في توريدها لقطاع غزة، نتيجة ضعف الاقبال عليها من المواطنين، بعد الخصومات على رواتب جميع الموظفين في قطاع غزة.
ورغم ذلك، يحاول سكان قطاع غزة أن يعيش لحظات الفرحة في عيد الأضحى، باتجاه كافة العائلات خلال أيام العيد إلى الملاهي والمنتجات السياحية المنتشرة على طول ساحل قطاع غزة.
فالمواطن يوسف رجب يوعد أسرته وأطفاله من قبل العيد، باصطحابهم إلى الملاهي في العيد، للترويح عنهم، بعد ضيف الحال، وعدم منحهم عيدية هذا العام نتيجة ضيق حاله وقله راتبه.
ويضيف:" اتقاضى راتب 40 بالمائة من حماس بغزة كموظف، وهذا الراتب لا يكفي لسد رمق عائلتي بالأساس شهرياً، ولكني سأضطر إلى اصطحاب عائلتي إلى الملاهي لإسعادهم، خاصة أن أطفالي لم يتلقو مني العيدية، ولم اشتري لهم ألعاب العيد، فكانت الملاهي ملاذي الأخير لإسعادهم، بعد حصولهم على القليل من العيدية من أخوالهم وأعمامهم".
وتعج المنتجعات بآلاف الرجال والنساء والأطفال طوال أيام العيد، لوجود ألعاب حديثة ومطورة وبرك مياه.
فعلى صرخات وضحكات ولعب الاطفال على المراجيح المختلفة تشعر وكأنك خارج قطاع غزة في هذه البقعة الصغيرة التي بنيت عليها الملاهي، فالفرح والضحك والراحة مرسومة على وجه الزوار.
"فارس قمبز" أحد زوار الملاهي، قال:" فرحتي هنا بفرحة عائلتي وأبنائي، نعيش لحظة عصيبة حقيقة في غزة، ولكن هنا يجب ان نفرح ونسعد أطفالنا وننسى واقعنا، لنعيش القليل من الامل والحياة والفرح".
وفي السياق، قال مدير منتجع شارم بارك السياحي هاني عبد الباري لـ"النجاح الإخباري"، إن العيد أعاد الحياة للملاهي خاص في ثالث ورابع أيام العيد، أما اليوم الأول والثاني فلم يزور الملاهي إلا القليل من المواطنين، وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.
وأكد عبد الباري، أن الظروف الاقتصادية بغزة أثرت على كافة المواطنين، ولا يزال الوضع الاقتصادي سئ جداً، ملاحظاً ذلك من إقبال المواطنين خلال هذا الموسم منذ مطلع الصيف الحالي، بعدد المواطنين الذين يدخلون الملاهي، والحركة الشرائية داخل الملاهي برغم الاسعار المنخفضة بداخله.
وأضاف:" انخفض الدخل في الملاهي إلى أقل من الربع منذ بداية الموسم الحالي، ونقدم خدمات كثيرة للجمهور".
ولفت عبد الباري أن عدد الموظفين داخل الملاهي يصل في أوقات الضغط والعمل إلى 100 موظف بما فيهم عمال النظافة، حيث يتم تخصيص 46 منهم داخل المدينة المائية، ولكن تم تخفيض العدد لعدم وجود كهرباء لتشغيل بعض الماكينات والألعاب، فأصبح تركيز المواطنين على العاب محدودة نتيجة انقطاع الكهرباء، وتشغيل مولد كهربائي قادر على تشغيل اعداد قليلة من الالعاب.