مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - العيد تلو العيد والوجع وراءه وجع أكبر، فغزة جريحة وجراحها تنزف يوماً بعد يوم، مع أيام تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك ولسان حال المواطنين يقول بأي "حال عدت يا عيد" فنحن لا نملك شيئاً نقدمه لأطفالنا لكي يفرحوا.
عائلات تنتظر عيد الأضحى لتتذوق طعم اللحم
كثيرة هي العائلات المستورة التي بالكاد تستطيع أن توفر لقمة تسندها خلال النهار والبعض منهم لا يتذوقون طعم اللحم إلا في عيد الأضحى المبارك من المساجد وأصحاب الخير. فيجودون عليهم بما تيسر من اللحم ليطعموا أطفالهم.
"إم خالد" أم لستة أطفال زوجها مريض وعاطل عن العمل وأحد أولادها يعمل في بيع العلكة والسكاكر وبعد يوم طويل بالكاد يحصل على شواقل معدودة ليطعم أخوته وأمه وأبيه.
تقول: يقترب العيد منا كسابقه لا نمتلك شيئاً ولا أستطيع أن أشتري الملابس لأطفالي ولا حتى نعطيهم عيدية مثلهم مثل الأطفال الآخرين ولكني سعيدة بقدوم هذا العيد على الأقل سوف سيتذوقون طعم اللحم مرة بالسنة أو مرتين والحمد لله.
سنفرح رغم كل شيء وبأقل القليل
عائلة أخرى لا تقل حاجتها عن حاجة عائلة "أم خالد" ولكنهم يفرحون ويبتهجون بقدوم الأعياد ولو بأقل القليل.
التقينا "أبو المجد" وتحدثنا معه عن استعداده واستعداد أسرته لعيد الأضحى قال :" نحن الحمد لله نتدبر أمورنا ونحن أفضل من غيرنا، صحيح أنني لا أملك أن أشتري لأبنائي ملابس جديدة وهذا العيد الثاني هذه السنة لم أستطع أن أشتري لهم ملابس جديدة ولكنني آخذهم للتنزه وبشواكل قليلة لكي أفرح أطفالي ببعض الترمس والفشار والبزر فنجلس على الكورنيش نأكل ونستمتع .. ولكن ..؟
هنا سكت "أبو المجد" وواصل حديثه بشيء من المرارة والحسرة :" صحيح أننا نتنزه ونفرح ونضحك لكن نظرة صغاري لغيرهم من الأطفال تطعن قلبي بخناجر فأطفال الآخرين يلبسون أجمل الثياب ومعهم نقودهم يشترون ما يحلو لهم وانا لم استطع ان أجعلهم مثلهم".
وختم حديثه معنا قائلا :"الحمد لله على كل شيء فنحن احسن بكثير ممن يعانون الفقر والمرض في غزة".
بضاعة متكدسة وجيوب فارغة
على الصعيد الآخر تستعد المحال التجارية من الآن وحتى وقفة عرفة في تزيين محالها وعرض بضاعتها الجديدة وخصوصا محلات الملابس والمطاعم.
"أبو كنان" صاحب بوتيك حمودة لبيع ملابس الرجال قال: "يبدأ موسم البيع بشكل جيد فقط في فارة الاعياد وخصوصا إذا سبق العيد صرف رواتب الموظفين وشيكات الشؤون الاجتماعية، فتكون حركة الشراء جيدة، ونستطيع بيع بعض البضاعة المعروضة فالبعض يتعبنا وبالكاد نبيعه القطعة بسعر الجملة تماشيا مع أبناء شعبنا ومراعاة لظروف التي نواجهها وبنفس الوقت نبيع بضاعتنا المعروضة بدل ان تتكدس في المخازن.
ونوه "أبو كنان" إلى أن هذا العيد يكون إقبال الناس على شراء الملابس قليلا جدا لأنه عيد ذبح الاضاحي مقارنة بعيد الفطر.
إقبال كبير على المطاعم ومحلات الكباب
"محمد جواد" صاحب محل لبيع الشاورما أخبرنا بانه سعيد جدا بقدوم عيد الاضحى وانه جهز مطعمه مثل كل عيد، ووفر كل ما يلزم ليلبي احتياجات وطلبات الزبائن وقال:" في الاعياد يتكدس الزبائن بشكل غير طبيعي على شراء فراشيح الشاورما ومعظمهم من الشباب والاطفال الذين حصلوا على عيدية "محرزة" فينفقونها على الأكل والتنزه ، والحمد لله العيد خير وبركة حتى برغم الوضع الصعب في غزة إلا اننا أصبحنا معتادين على مثل هذه الظروف"ـ
يوافقه في الرأي "أبو سليم" صاحب محل بيع اللحوم يقول بكل سرور:" في هذا العيد تكثر العزائم والشوي وعمل الكباب، فكل عائلة تحصل على نصيبها من اللحم تأتي به لنا لنشويه على الفحم كباب وشقف ، في اليوم الواحد نطحن ونشوي عشرات الكيلوات من اللحم، فنظل على هذا الحال لمدة 4 ايام ، وتلجأ العائلات لشوي اللحم لما نعانيه من انقطاع للكهرباء فبدل ان تفسد اللحوم من تخزينها في ثلاجاتهم يقومون بشويها واكلها، الاجواء جميلة جدا رغم الفقر الذي يعانيه الناس في غزة الا ان عيد الاضحى بركة وخير كبير على العائلات وخصوصا المستورة".
يذكر أن بعد غدٍ سيكون أول أيام عيد الاضحى 2018 ويستعد المسلمون في كل مكان وفي غزة بتحضير أضاحيهم لذبحها وتوزيعها على الاسر المحتاجة والاقارب والجيران.