مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - لا تزال هناك أبراج سكنية حديثة الإنشاء مثيرة للجدل في قطاع غزة بعد أن باعها أصحابها كوحدات سكنية، دون أن يلتزموا بالمواصفات التي أبرموها مع المواطنين، خاصة في الخدمات المشتركة التي يستفيد منها جميع السكان.
فلا إجراءات أمن تضمن الحفاظ على حياة المواطنين في كل الأحوال والحوادث ولا ما يضمن حقوقهم إذا لم يلتزم المالك بالمواصفات المنصوص عليها في التراخيص وتزداد القضية تعقيدا مع مرور الوقت بعد أن عجزت الجهات المعنية عن معالجة القضية بالشكل النهائي.
بعد جولة لي في عدة أبراج سكنية للاطلاع على شكاوي المواطنين والثغرات التي من شأنها أن تكون مميتة في بعض الأحيان والتي استغفلها بعض أصحاب الأبراج.. استوقفت عند برج حديث البناء في شمال القطاع يشمخ بين عدة بنايات قليلة الأدوار مما جعله علامة بارزة في المنطقة.
اعتقدت للوهلة الأولى بأنه برج سكني مثالي لا مشاكل فيه وكل الخدمات موجودة لكن هذه النظرة تلاشت على الفور بعد أن دخلت البرج، وشاهدت عدم اكتمال التجهيزات الأساسية رغم وجود السكان فيه.
ونحن هنا أيضا لسنا بصدد الحديث عن تسلسل المراحل التي تمر بها أي بناية سكنية جديدة، بداية من المخططات الهندسية من نقابة المهندسين بعد تدقيقها وصولاً بموافقة الدفاع المدني ودوائر التخطيط والتنظيم وأيضا التدقيقات الإنشائية انتهاءً بموافقة البلديات التي تدقق من ناحية تنظيمية التي تشمل نظام ارتداد –ارتفاع –مداخل –مخارج-خدمات-تهوية-إضاءة- أدراج-خزان الماء الأرضي - مواقف سيارات –غرفة مولد كهرباء- غرفة النظافة.. الخ.
ورغم تلك المراحل إلا أن الاستخفاف بتنفيذها لاحقاً من قبل صاحب المنشأة، يعرض حياة السكان للخطر الذي قد يصل حد الموت، جراء ترك ثغرات تكاد تكون مميتة.
الدكتور بسام عيطة رئيس مجلس إدارة برج سكني في شمال القطاع، تسلم مشاكل عدة في البناية أساسها عدم التزام الباني بتفاصيل العقود التي أبرمها مع السكان.
فتحة باب المصعد لم تقفل إلا بعد أكثر من عام
وقال عيطة لـ "النجاح الإخباري": "اشتريت الشقة في البرج على المجسم وكنت اعتقد أنني سأشتري شقة في برج مثل الأبراج الأخرى المريحة، ومنذ استلامي الشقة قبل عام وأنا أطالب مالك البرج إقفال فتحة المصعد خوفا على أطفالنا أن يقعوا فيها؛ واستمرت مطالباتي له بإقفال باب المصعد، وبعد أن تقدمت بشكوى لدى البلدية والشرطة ضده لعدم إقفاله فتحة المصعد، وترمم مدخل البرج وتنظيف فتحة بئر المياه وإغلاق أبواب الشقق الموجودة بالبرج وغير مسكونة، وخصوصا أن باب البرج أيضا دائما مفتوح ولا نعلم من يخرج ومن يدخل. لافتاً إلى أن مصائب كثيرة يمكن أن تحدث جراء هذا الموضوع، وكم من جرائم قتل واغتصاب حدثت في الشقق غير المسكونة والمتروكة من غير باب، عدا عن الزواحف والحيوانات الضالة التي يمكن أن تعيش فيها فتهدد حياتنا نحن بالخطر.
وحينما سألناه عن طبلون المياه المشترك مع كوابل الكهرباء، وما قد ينتج عنه من كوارث بالمواطنين، حيث شاهدت أسلاك الكهرباء مشتركة مع خراطيم المياه، وفتحات المنور المطلة على الدرج الرئيسي مفتوحة، والمنور من الداخل غير مقصور مما سمح للزواحف والحشرات أن تتخذ من الفتحات الموجودة في الحجارة ملاذا لها، أيضا سطح البناية الذي من المفترض أن يكون بابه مغلقا حماية لأرواح الأطفال وجدناه مفتوحا ولا يخفى على القارئ مدى خطورة أن يكون سطح البناية مشاعا للجميع ومفتوحا طوال الوقت، ولا يخفى أيضا أن نهاية المنور المطل على جميع الأدوار سيكون في وسط السطح مفتوحا، وبذلك يشكل خطرا أكبر على الأطفال.
مالك البرج يرفض التصريح ويهدد
من جهته، رفض مالك البرج الحديث في الموضوع.
وأيا كانت الجهة المسئولة عن الخلل القائم نبقى أمام حقيقة معاناة سكان ينبغي العمل بشكل مسؤول ومدروس لوقفها وتصحيح الأوضاع القائمة وفقا للقانون من جانب ومن جانب آخر تشديد إجراءات الرقابة منعا للفساد.
وأمام ذلك، تقع مسؤولية المخاطر التي قد تصيب سكان البناية ليست فقط على كاهل صاحب البرج وإنما على الجهات المختصة التي لم ترغم المالك على الالتزام بالعقود بعد أن تقدم بعض السكان ضده في المحاكم.