منال الزعبي - النجاح الإخباري - احتضنت جامعة النجاح الوطنيّة حفل تكريم الأسرى الذين اجتازوا دورة تدريبيّة حول "القانون الدولي وحقوق الإنسان" بواقع (15) ساعة تدريبية امتدت في الفترة ما بين(25/2/2018 - 30/4/ 2018).
وحضر الحفل وزير هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر والقائم بأعمل رئيس جامعة النجاح الوطنية د.ماهر النتشة، ومحافظ محافظة نابلس أكرم الرجوب، ورئيس مركز كرسي اليونسكو د.جوني عاصي، ولفيف من ذوي الأسرى.
وتحدّث الوزير قدري أبو بكر عن الأسرى وتضحياتهم ودور المجتمع بكافة مؤوسساته تجاههم، وتطرق إلى السجون من أول درب المعاناة إلى اليوم كسجن عسقلان الذي أطلق عليه اسم "جهنم"، لما يلقاه الأسرى من عذابات.
وأكَّد أنَّ هذا العذاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الأسرى يعزز فيهم الإرادة والصمود ومن هنا جاء الدافع لتوحيد الصفوف وتنظيم الدورات المعرفية والتعليمية التي حوّلت السجون إلى أكاديميات ومعاهد تعليمية بحسب أبو بكر.
وأوضح أبو بكر أنّه تمَّ توقيع اتفاقيّة مع جامعة القدس المفتوحة والتي ينتسب لها (936( أسيرًا وأسيرة من داخل السجون، وتتضمَّن هذه الاتّفاقيّة تخفيض الأقسلط إلى (50%).
وكان لحركة فتح في إقليم نابلس والتي تدعم الحركة الأسيرة في السجون، دور بارز تحدَّث عنه جهاد رمضان منوّهًا إلى أهمية هذه الدورات التوعوية للأسرى خاصة في مجال القانون وحقوق الإنسان.
في حين قال رئيس مركز كرسي اليونسكو د.جوني عاصي: "إنَّ مبادرة التدريب أتت من سجن نفحة، وقد حاول الطاقم التدريبي في هذه الدورة تغطيّة مراجع مهمّة في حقوق الإنسان، رغم صعوبة توفير المراجع إلا أنَّ الالتزام الثقافي والمعرفي للأسرى هو امتداد لوعيهم السياسي ودورهم الأساس، وكان هناك تعاون بين اليونسكو والصليب الأحمر في توفير المراجع، نتمنى أن يكون أوسع في الأيام القادمة".
ونيابةً عن الأسرى الخريجين تحدّث الأسير المحرر خالد القرم الذي أتَّ الدورة في السجن وكان محاضرًا فيها.
وقال القرم إنَّ أكثر من (61) أسيرًا من مختلف السجون شاركوا في هذه الدورة، وجاءت الفكرة من الأسير ياسر أبو بكر مسؤول التعليم الجامعي في سجني نفحة وايشل.
القرم وهو ابن جامعة النجاح الوطنية متخصص بالقانون وهو أسير لسنة ونصف، أشاد بالدورة من حيث زخم المعلومات والفائدة التي تلقاها الأسرى إضافة إلى انعكاس هذا التوجّه على نفسياتهم ونفسيات ذويهم الذين يشاطرونهم الألم والعذاب، فمشاركة الأسرى في الحياة التعليميّة تضيف قيمة للأسير الذي قدّم عمره ثمنًا لحب الوطن، وحق الفلسطيني أن يحيا على أرضه بكرامه، بحسب القرم.
وأوضح القررم أنَّ عملية إدخال المراجع إلى السجون صعبة جدًا ويتم التشديد عليها من قبل إدارة السجون، في حين تسمح بدخول كتب سطحية بعيدة عن السياسة، وهذا يوضّح منهجيّة الاحتلال في مسح الفكر الفلسطيني وتحجيم العقول وهو ما يسعى الأسرى إلى تعزيزه من خلال المساقات التعليمية الجديّة التي تتفوق على الجامعات خارج السجون.
"الأسر لا يكسر عزيمتنا" عبارة تُلخّص ما قاله الأسير المحرر خالد القرم المساهم في إنجاح دورة "القانون الدولي وحقوق الإنسان"، والذي تمنى على المجتمع المحلي بقيادته ومؤسساته وأفراده بكافة توجّههم بدعم الأسرى من خلال تفعيل ملف الأسرى باستمرار، إعلاميًّا من خلال البرامج والأفلام ونشر قصص الأسر ومعاناة الأسرى، وعقد المؤتمرات التي تبحث ظروف الأسر وتعزز الاهتمام بالأسرى ثمَّ تركيز الاهتمام على ذوي الأسرى وأسرهم وسد الاحتياجات التي تفاقمت في غياب الأسير المعيل لأسرته.
ووصف خالد القرم حالة الأسرى في السجون وفرحتهم وهو يشاهدون أهلهم يُكرّمون نيابة عنهم عبر تلفزيون فلسطين وفضائية النجاح، وما يُغرس في نفوسهم من أمل سيثمر ولو بعد حين.
يبقى ملف الأسرى على سُلَّم أولويات المجتمع الفلسطيني و كل ما يُقدَّم للأسرى قليل في حق مَن صودرت أعمارهم في غياهب السجون ويقاسون أشد العذابات والانتهكات.