نهاد الطويل - النجاح الإخباري - حطت طائرة الرئيس محمود عباس في الدوحة بعد أن نزلت في عمان والتقى العاهل الاردني عبدالله الثاني وذلك في اطار تكثيف الاتصالات واللعب على وتر تنسيق المواقف تحصينا للموقف الفلسطيني المدعوم عربيا والقاضي برفض المحاولات الأمريكية الهادفة لتصفية كل الملفات المصيرية في القضية الفلسطينية.
المحطة الرئاسية الأولى كانت في قصر الحسينية بالعاصمة الأردنية، عمّان.
وهذا اللقاء هو الأوّل، الذي يعقده العاهل الأردني مع زعيم عربي، بعد عودته من زيارته الطويلة إلى واشنطن، والتي استمرّت 40 يوماً، التقى خلالها الرئيس الأميركي ترامب، وأركان الإدارة ولجان الكونغرس.
بحسب بيان للديوان الملكي الاردني فقد جرى خلال الاجتماع بين العاهل الأردني والرئيس عباس استعراض التطوّرات الراهنة على الساحة الفلسطينية، والمساعي المستهدفة إعادة تحريك عملية السلام، إضافة إلى العلاقات الثنائيةومواجهة التحديات المحدقة بالقدس والمقدّسات الإسلامية والمسيحية.
وأكد الرئيس عباس والعاهل الأردني ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين حيال التطوّرات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس.
وأعرب الرئيس عباس عن "تقديره لمواقف الأردن التاريخية والراسخة تجاه القضية الفلسطينية"، مثمّناً "الجهود الكبيرة التي يبذلها العاهل الأردني في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في جميع المحافل الدولية".
وفي هذا الإطار يؤكد الكاتب والمحلل الأردني حمزة أبو رمان أن اللقاء يأتي في إطار تفويت الفرص للمزايدة على المواقف الأردنية الثابتة من القضية الفسطينية في كل الملفات.
وقال ابو رمان لـ"النجاح الإخباري" أن الأردن أكد على بقاء تشغيل مؤسسات الأونروا، حيث يمكن استمرار عمل قطاعات مهمة في الوكالة بدون الدعم المالي الأمريكي إذا ما توفرت المبالغ الكافية من خلال الممولين والمانحين.
وتوقع ابو رمان أن يكون ملف المصالحة الفلسطينية حاضرا بقوة على أجندة الزعيمين.
وكانت الحكومة الأردنية تحدثت عن "تفهم أوروبي" لضرورة مواصلة الوكالة في نطاق العمل والفعالية.
والجانب الأردني قدم ملفا قانونيا مفصلا حول الآليات التي يسمح بها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لتجنب "الخيار الأمريكي".
ولا تقل قمة الدوحة أهمية عن قمة عمّان.
ويرى الكاتب ابو رمان أن زيارة الرئيس للدوحة بصورة أساسية لبحثه ودراسته مع الشقيق القطري، والأهم في إطار تنويع الخيارات والاتصالات بدلا من البقاء في منطقة السيناريو الواحد.
من جهته، استقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالديوان الأميري في العاصمة الدوحة اليوم الخميس.
وقالت وكالة الأنباء القطرية قنا ، إن الرئيس عباس أطلع الشيخ تميم على مختلف تطورات الأوضاع في دولة فلسطين، والجهود المبذولة في عملية السلام، والمصالحة الوطنية، والتصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة.
كما جرى خلال المقابلة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
القمة الفلسطينية القطرية تأتي غداة لقاء جمع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اجتمع مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادنوف.
وكان الرئيس عباس زار قطر شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث التقى أمير قطر، تزامنا مع التحركات التي كانت القيادة الفلسطينية تقودها آنذاك عبر عواصم العالم لحشد مزيد من الدعم الدولي ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، واعتبارها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أمير قطر مراراً في لقاءاته واتصالاته مع الرئيس عباس ومختلف مسؤولي الفصائل الفلسطينية على موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، التي تقوم على حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف.