هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - الساعات القادمة حاسمة لقطاع غزة الذي عاش حصارا خانقا على مدار 12 عاما، تسببت بأزمات إنسانية صعبة، وكافة الأطراف الآن تنتظر ما سيصدر عن اجتماع الكابنيت الإسرائيلي اليوم الذي يدرس خطة مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف حول عقد تهدئة بين حماس وإسرائيل بالتنسيق مع مصر.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن المقترح يشمل رفع القيود عن المعابر وتوسعة مساحة الصيد مقابل وقف الطائرات الحارقة والعمليات على الحدود.
وأشارت إلى أنه في المرحلة الثانية من المقرر إجراء مفاوضات تبادل أسرى وإعادة جثث الجنود مقابل دفع المشاريع الإنسانية الممولة من المجتمع الدولة.
فما السيناريوهات المتوقعة من اجتماع الكابنيت؟ هل ستخرج قرارات مصيرية عنه؟ وما الملفات التي ستبقى عالقة بين الطرفين؟ وهل يوجد خيار بديل لإسرائيل أو علاقة شرطية بين حرب أو تهدئة؟ في أي مسار ستتجه إسرائيل؟ وما علاقة تنفيذ المصالحة بالتهدئة؟
وحول هذا أكد المحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي د. عدنان أبو عامر أن التقديرات الأولية تشير إلى أن اجتماع الكابنيت سيقر التهدئة بشروط معينة على حماس، مشيرا إلى أن أغلبية أعضاء الكابنيت تؤيد هذا المقترح.
وأوضح أبو عامر في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أنه لا يوجد علاقة شرطية في فرض "تهدئة أو حرب" منوها إلى أن حدوث انتكاس في الساعات الأخيرة قد يعيد غزة لما كانت عليه قبل أيام من مسيرات العودة، والطائرات الورقية، والبالونات الحارقة.
واستدرك أن فشل التهدئة سيقصر الخيارات أمام الأطراف، ويجعل من خيار المواجهة السيناريو المتوقع.
وحول قبول إسرائيل بصفقة تبادل للأسرى، رأى أبو عامر أنه ملف مؤجل لدى الأطراف، وسيتم عقده بعد مرور أشهر على التهدئة والتزام كل الاطراف بها، مع وقف إطلاق النار.
وتوقع أبو عامر أن لا تكون الصفقة على أجندة الطرفين، فالمرحل التي ستشهدها أولا وقف اطلاق النار، وتقديم التسهيلات لبعض المشاريع الاقتصادية، وفتح المعابر، وإدخال الرواتب.
المضي بشكل متواز
وعن العلاقة بين المصالحة والتهدئة، أكد المختص بالشأن الإسرائيلي أن المصالحة خيار استراتيجي للشعب في حين أن التهدئة خيار تكتيكي، لافتا إلى أنه إبرام المصالحة والذهاب لتهدئة بشكل موحد مع إسرائيل كان الخيار الأفضل.
وقال أبو عامر "في ظل تعثر المصالحة الآن من الصعب رفض المسارين لذلك يجب المضي بهما بشكل متواز.
وتوقع أبو عامر أن مع عدم وجود أوراق رسمية من مصر وحماس واسرائيل، والتخمينات المسربة، قد تبقى صفقة التبادل هي العقبة بين الطرفين.
ذكرت القناة السابعة العبرية، صباح اليوم الأحد، أن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، وعضو الكابينت، يوسي كاتس، يشترط إعادة الجنود قبل تقديم أي مساعدات لغزة.
وبحسب القناة العبرية، غرد الوزير كاتس، على حسابه بتويتر صباح اليوم قائلا: "الوضع بغزة يقترب من الحسم، إما تهدئة أو حرب".
وأضاف: "سوف أعرض اليوم خطة بديلة عن مقترح التهدئة، خطة متعلقة بالانفصال الكامل عن غزة، وربطها بمصر، برا وبحرا وجوا، عبر مراقبين دوليين".
وتابع، "على المدى القصير، يجب أن تكون أي تسهيلات لغزة، مشروطة بإعادة الجنود المحتجزين لدى حماس، بقطاع غزة".
الحفرة التي وقع بها الأطراف
بدوره أكد المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن اجتماع الكابينت اليوم حاسم ومفصلي، خاصة بعد تصريحات كاتس.
وتوقع منصور في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن تعثر التهدئة، يعني الاتجاه نحو تصعيد، مشيرا في الوقت ذاته أن تصريحات وزراء حكومة الاحتلال إيجابية وتشير إلى إبرام اتفاق وتنتظر مصادقة الكابينت.
وأضاف أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لا يطرح ملفا داخل المجلس الوزاري المصغر، من الصفر دون ضمان رأي الأغلبية.
وأشار منصور إلى أن الشروط التي تضعها إسرائيل بشكل أساسي، ان تشمل التهدئة عودة جنودها، موضحا "لا يمكن أن تذهب إسرائيل لأي تسوية مع حماس حتى لو كانت برعاية مصرية دون وجود رؤية واضحة وآلية للوصول إلى تبادل على الأقل في المراحل القادمة.
ونوه إلى أن الخطير في التهدئة، وما وقع به الأطراف، محاولة التفاوض مع إسرائيل بطريقة غير مباشرة، مؤكدا أن الأخيرة تعتبر عدم التوصل لاتفاق يعطي الشرعية بضربها غزة أمام العالم.
ورجح منصور أن تستغل إسرائيل الأجواء المواتية لها دوليا، لاستخدام أي ذريعة تحسم موضوع غزة عسكريا.
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية أكد المحلل السياسي منصور أنها حل جذري، ولكن المسار الحالي لدى الأطراف يشير إلى أنها عامل يمكن تحقيقه أو السير بدونه.
وتحتجز حركة حماس، منذ عام 2014، أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان، لم يعرف حتى الآن مصيرهم، حيث ترفض الحركة تقديم معلومات عما اذا كانوا أحياء أو لا، قبل إطلاق الحكومة الإسرائيلية سراح معتقلين من الضفة الغربية.
وسبق أن أعلن ميلادنوف في سلسلة تغريدات على حسابه في " تويتر" في الأيام الأخيرة، عن عقد اجتماعات "بناءة" في إسرائيل ومصر وغزة والضفة، "لوقف التدهور في غزة وحل القضايا الإنسانية"
كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ألغى زيارة خارجية، بعد أنباء عن تطورات في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" حول الأوضاع الإنسانية في غزة.
وقالت وسائل الإعلام ، بما فيها الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، إن نتنياهو ألغى زيارة مخططة إلى كولومبيا في أمريكا الجنوبية بعد الإشارة إلى "التطورات في الجنوب".
وأضافت:" يأتي قرار نتنياهو بإلغاء الزيارة الخارجية بعد تقارير عن تقدم في المحادثات بين إسرائيل وقيادة حماس في غزة بوساطة مصرية في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة.