هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بعد وصول وفد حركة حماس من الخارج إلى قطاع غزة، برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري مساء الخميس الماضي، تزاحمت التوقعات حول حسم ملفات قطاع غزة، في فك الحصار وتنفيذ المصالحة، خاصة بعد ما طرحه مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف حول الهدنة بين اسرائيل وحماس، هذا عدا عن دراسة المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر (الكابنيت) غدا الخطة التي قدمها ميلادينوف، حيث ربط بعض وزراء حكومة الاحتلال قضية الجنود الأسرى بإعادة تأهيل غزة.
وأكدت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن وفد الحركة من الخارج وخاصة العاروري وزاهر جبارين حصلوا على ضمانات بعدم استهدافهم من قبل إسرائيل وذلك من خلال الجانب المصري وكذلك ملادينوف مؤكدة أن إسرائيل تعهدت بعدم المساس بالوفد.
وبينت المصادر أن المكتب السياسي يتباحث في اجتماعاته المتواصلة في عدة مقترحات قدمتها مصر وميلاد ينوف إلى الحركة من أجل التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل على عدة مراحل، بالإضافة إلى قضية ملف المصالحة مع حركة فتح.
فما مؤشرات دخول وفد حماس الى القطاع؟ وهل نحن اقرب إلى اتفاق هدنة من المصالحة؟ وماذا عن الخلاف بين أروقة حماس؟ هل ستعقد صفقة تبادل للأسرى؟ وما المراحل التي ستشهدها غزة؟
وحول هذا الموضوع أكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أننا أقرب إلى اتفاق هدنة مع الاحتلال قبل المصالحة، مشيرا إلى أن هناك ترابطا بين الأمرين، وقد يعجل الملف الأول من تنفيذ الآخر.
وأضاف الدجني في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن الهدنة قد تفتح شهية الرئيس محمود عباس في الذهاب الى ملف مصالحة وتوقيع الاتفاق بأريحية، كون التوقعات تشير إلى أن المصالحة قد تجر المنطقة إلى حصار إسرائيلي على الضفة وغزة.
ونوه إلى أن الهدنة أعمق وأهم حاليا، كونها تمس بالدرجة الأساسية كل مواطن فلسطيني عاش سنوات من الحصار بالقطاع.
وأوضح أن المسألة تعتمد على تراتبية القرار لدى حماس، والتي تتم بالتصويت داخل أروقتها، حيث تعرضها اللجنة التنفيذية في حماس على الشورى وتمنح الصلاحية لها بعد ذلك في عقد هدنة.
وأضاف الدجني أنه من المبكر الحديث عن موافقة حماس، كونها تنتظر اجتماع الكابينيت الإسرائيلي غدا، ليكون لديها رؤية كاملة حول الموقف الذي سيتم اتخاذه.
وفيما يتعلق بالحديث عن خلاف داخل أروقة حماس حول الإتفاق على هدنة، اوضح الدجني المقرب من حماس، أن التباين بكافة الملفات موجود، ولكن الحركة تحسم قراراتها بالتصويت، موضحا أن حماس مرت بمثل هذه التجارب سابقا، قائلا "قد ترفض ولكنها لا تعرقل، وقد يرى البعض أن لا تهدئة بالحرب، ولكن بالنهاية سر قوة الحركة في أنها مؤسساتية شورية".
وأكد أن صفقة تبادل الأسرى ملف عسكري بامتياز، ويعد شرطا استراتيجيا لحماس لفكفكة الملف، مستدركا لكنه الملف الأقل وزنا من حيث النقاش به في اجتماعات اليوم وأمس.
بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن وصول وفد حماس من الخارج لقطاع غزة وعلى رأسهم العاروري المطلوب لدى اسرائيل، يؤكد أن الأمور تتجه إلى المرحلة الأخيرة بين إسرائيل وحماس، وتتطلب موقف حاسم من الأخيرة.
وتوقع عوكل في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن تتجه التغييرات الأخيرة نحو ترتيب لهدنة أو عداون اسرائيلي واسع.
ورجح بأن يكون التباطؤ بملف المصالحة الهدف منه إنجاز حماس ملفاتها مع إسرائيل وبعد ذلك تنفيذ المصالحة على أرض مستقرة.
وأكد أن عقد اتفاق هدنة ليس أهم من المصالحة، ولكن المفاوضات الأخيرة غير المباشرة، تعد استحقاقا لتحسين المناخ المطلوب لتحقيق المصالحة.
وفيما يتعلق بعقد صفقة تبادل للأسرى، اضاف عوكل أنها تحتاج لوقت، قائلا "الملف لم ينضج بعد، والأهم التوصل لتفاهمات والتي ستعالج تلقائيا ما يتعلق بموضوع السلاح لفترة"، وتابع "لابد من بقاء ملفات عالقة بين الطرفين ولكن الوقت كفيل بحلها".
وعن المراحل التي ستشهدها غزة، أكد عوكل أنه لا يمكن توقع الأحداث القادمة والتي تعتمد بشكل أساسي على بنود الإتفاق، مشيرا إلى أن الإتفاق بحد ذاته كفيل برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر ودخول البضائع، إضافة إلى اعادة الاعمار، خاصة بعد تصريحات ميلادينوف حول الصحة والبنية التحتية والمياه والتشغيل، الأمر الذي يفتح الطريق أمام النشاطات الواسعة.
يذكر أن ميلادينوف، طرح جزءاً من خطته على رئيس المكتب السياسي لـحماس، إسماعيل هنية، في الأسبوع الماضي، بهدف منع التصعيد بعد استشهاد مقاومين عقب قصف العدو نقطة رصد.
ووفق المعلومات، قدم ميلادينوف حينذاك عرضاً ينفذ على 3 مراحل تبدأ بفتح كرم أبو سالم وزيادة مساحة الصيد في بحر القطاع، وزيادة الكهرباء بتأمين أربع ساعات إضافية، وتقديم مساعدات بقيمة 31 مليون دولار من قطر، وتأمين 91 مليوناً لدعم وكالة الأونروا، وزيادة 10 ملايين دولار شهرياً على رواتب السلطة لتصبح نسبة ما يستلمه موظفوها 80% بدلاً من 50%، وليس أخيراً حلّ مشكلة رواتب موظفي حماس، لكن بعد شهرين.