حاوره عبدالله عبيد - النجاح الإخباري - ملفات كثيرة مطروحة على طاولة القيادة والساحة الفلسطينية الفترة الآنية، والتي أهمها انعقاد المجلس المركزي وملف المصالحة وحوارات القاهرة التي تجمع وفد حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى التحركات الدبلوماسية للقيادة في المحافل الدولية لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الاحتلال الإسرائيل، وليس أخيراً بملف قطاع غزة المحاصر لأكثر من 11 عاماً.
كل هذه الملفات تحدث فيها مستشار الرئيس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، الدكتور نبيل شعث، خلال حوار خاص مع موقع "النجاح الإخباري" والذي تحدث فيها بالتفصيل عن العديد من القضايا الهامة بالنسبة للقضية الفلسطينية.
حيث كشف د. شعث، عن أن محكمة الجنايات الدولية بصدد اتخاذ قراراً لتقديم لائحة اتهام ضد إسرائيل قريباً، بعد أن تقدمت القيادة الفلسطينية بالعديد من الملفات والقضايا التي تدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مشدداً على ضرورة مواصلة التحركات الدبلوماسية للقيادة الفلسطينية، حتى تصبح القرارات الدولية عقوبات فعلية على إسرائيل.
في حين أشار د. شعث في حواره مع "النجاح" إلى أن حوارات المصالحة وإنهاء الانقسام لا تزال مستمرة في العاصمة المصرية، وأن مصر تضع ثقلها هذه المرة من أجل إتمام مصالحة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن انعقاد المجلس المركزي سيكون خلال الأيام القليلة القادمة.
انعقاد المركزي
وأكد شعث أن المجلس المركزي سيتم انعقاده خلال الأيام القليلة القادمة، لافتاً إلى أنه يتم الإعداد والتجهيز لانعقاده.
وقال شعث في حوار خاص لـ"النجاح الإخباري"، اليوم الخميس: إنه تم تحديد عدة مواعيد لانعقاد المجلس المركزي"، مستدركاً " لكن تحديد موعد واضح وأخير لانعقاده سيكون قريباً".
وأضاف أن المجلس المركزي المقبل سيناقش القرارات التي صدرت خلال المجلس الوطني السابق، منوهاً إلى أهمية انعقاد المجلس المركزي لما سيتناول العديد من الموضوعات الهامة بالنسبة للقضية الفلسطينية.
وأوضح شعث أن أولى القضايا التي سيتم مناقشتها خلال المجلس المركزي القرارات التي اتخذها المركزي السابق، وتحديد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع " سيكون هناك مناقشة ومحاسبة للقرارات التي اتخذت سابقاً، وماذا علينا فعله بالنسبة لتطبيق هذه القرارات، وهذا أحد القضايا الأولى التي سيتم مناقشتها خلال المجلس المركزي القادم".
وأشار مستشار الرئيس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية إلى أن المركزي سيناقش مواجهة خطة ترمب ومشروعه، بالإضافة إلى القرارات الصهيونية الأخيرة وموضع الخان الأحمر وقانون القومية العنصري، مبيناً أن التحضيرات تسير على قدم وساق لعقد الاجتماع.
وبيّن أن بالمجلس المركزي أشياء تتعلق بخطة العمل المركزية بالإضافة إلى متابعة موضوع الوحدة الوطنية والمصالحة، وأيضاً متابعة تنفيذ قرارات المجلس الوطني السابق، مؤكداً أن كل ذلك سيكون محل مناقشة المجلس المركزي المقبل. على حد قوله.
الحوارات مستمرة
وبالنسبة لملف المصالحة وإنهاء الانقسام والزيارات المكوكية لوفدي فتح وحماس، شدد شعث على أن الحوارات لا تزال مستمرة في القاهرة، وأن الجانب المصري يقوم بالضغط من أجل تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بشأن المصالحة.
وقال " مصر تضغط على الوفدين للوصول إلى مصالحة حقيقية هذه المرة، ونأمل أن تثمر الجهود المصرية، وننتظر ما سيرسله لنا الأشقاء المصريين بهذا الشأن".
وبخصوص تكليف الرئيس محمود عباس له بملف شؤون المغتربين، بيّن شعث أن مهمته الجديدة بجانب العلاقات الدولية ملف شؤون المغتربين في منظمة التحرير، لافتاً إلى أن هذا التكليف مؤقتاً لأنه ليس عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وأضاف " مهمات اللجنة التنفيذية ليست مقدمة على أساس أشخاص وليس هناك شيء اسمه أن حركة فتح لها العلاقات الخارجية أو الجبهة الديمقراطية تأخذ العلاقات مع المهاجرين والمغتربين أو تنظيم له شيء، هذه المهام تناولها يتم بالتناوب وليست مربوطة بتنظيم محدد".
وتابع القيادي شعث "بالنسبة للأخ تيسير خالد الذي كان مسئولا عن هذا الملف، سيبقى عضوا في اللجنة التنفيذية وسيحصل على ملف جديد يتولاه"، مؤكداً أن الرئيس محمود عباس هو رئيس اللجنة التنفيذية ومن حقه أن يحل محل أي عضو في أي مؤسسة.
وأشار إلى أن ملف شؤون المغتربين قضية في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس أبو مازن "ولذلك وضعها ضمن مسؤولياتها وتم تكليفي بها مؤقتاً"، حسب تعبيره.
التحركات الدولية
وعن موضوع تحركات القيادة الدبلوماسية الخارجية، يرى شعث أن التحركات الدولية في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس والقيادة الفلسطينية أجمع.
ولفت إلى أنه تم تقديم كافة الملفات لمحكمة الجنايات الدولية التي تدين الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أن الجنائية الدولية بصدد اتخاذ قرار لتقديم لائحة اتهام ضد إسرائيل بما تم تقديمه من ملفات.
وأردف شعث " كل الأمور المتعلقة بالعمل الخارجي مستمرة وكل في طريقه وهناك قضايا جديدة تريد اهتمام، واستدرك "لكن كل القضايا التي اتخذت في طريقها بالشكل المناسب لوضع الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد شعث أن القيادة الفلسطينية ستواصل خطواتها وتحركاتها الدبلوماسية حتى تصبح القرارات الدولية عقوبات على إسرائيل كي تدفع ثمن ما تقوم به في حق شعبنا، وهو مخالفاً للمواثيق الدولية وكل الاتفاقات وقرارات الأمم المتحدة، متابعاً "ما نحن بصدده الآن الطريق لجعل هذه القضايا عقوبات على إسرائيل".
غزة في القلب
وبالنسبة للقرار الذي اتخذ في المجلس الوطني السابق، بخصوص رفع الإجراءات عن قطاع غزة، قال مستشار الرئيس للشؤون الخارجية: إن غزة في القلب والعقل والفكر والوجدان ولكنها مرتبطة ارتباطا كبيراً بالوصول إلى اتفاق حول المصالحة وإنهاء الانقسام".
وأضاف " نحن لا نريد أن نبقى مشروع دولتين أو مشروع تتدخل فيه دول العالم بعيداً عن الشرعية الفلسطينية، نحن نريد حل كل ما يتعلق بشعبنا في غزة، من خلال شرعية واحدة ومن خلال مصالحة كاملة واتفاق يؤدي إلى إنهاء الانقسام".
وتابع " القيادة الفلسطينية لم تتوقف للحظة عن مسؤولياتها تجاه شعبنا في قطاع غزة فنحن دائماً قدما الكثير لهم بالنسبة للكهرباء والماء والعلاج، وبالنهاية مسؤولين بما يحدث في غزة ولكن نريد أن نتوصل لتفاهم".
وشدد شعث على أنه لا ينفع وجود سلطتين في غزة وأنه لا بد من الوصول إلى إنهاء الانقسام وهو الطريق إلى إحياء كل الأمور المتعلقة بقطاع غزة وبالحفاظ على الشرعية الفلسطينية الواحدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.