وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تصعيد مستمر، وان كان على فترات متقطعة يشهده قطاع غزة، فالإحتلال لا يريد تثبيت معادلة القصف مقابل قصف، والمقاومة تريد العكس، أي ان كل قصف اسرائيلي سيكون مقابله قصف.
محللون وخبراء أكدوا أن الوضع الحالي لن يقود لحرب عسكرية شاملة، فكل الظروف الحالية على الارض تفرض معادلة القصف المتقطع واللاهدوء، وابقاء غزة على صفيح ملتهب أحياناً، وبارداً احياناً اخرى".
تصعيد اعلامي
المحلل السياسي د.رائد بدوية، قال:" لا اعتقد ان هناك حرب على قطاع غزة كل المؤشرات، تلقي الضوء على التصعيد الاعلامي الاسرائيلي حول القطاع وفكرة الحسم العسكري، لكن الاسرائيليين مدركين تماماً ان اي تدخل عسكري او تصعيد، لحرب في غزة لن تحقق لهم اي مطلب يريدونه، واسرائيل اذا ارادت ان تصل الامور لحرب على القطاع لن تقبل بأقل من انهاء حكم حماس بغزة، وهي تدرك تماماً أن هذا لن يحصل".
وأضاف:" اسرائيل تفضل التسويات السياسية، مع غزة لذلك هي لن تذهب لحملة عسكرية، كما أنها ترغب بتدخل دولي ومصري لخلق امر واقع سياسي هادئ بغزة، وهذا ما يفضلونه، لان اي دخول لغزة من شأنه ان يكبدهم خسائر كبيرة".
وتابع بدوية خلال حديثه لـ"النجاح": القصف المتفرق ليس الهدف منه حسم عسكري بغزة وانما ردع مؤقت وهم يدركون انه ضروري على مستوى الراي العام الاسرائيلي لثبت انها ترد على اي قصف، لكن الدخول بمواجهة عسكرية شاملة خيار لا تريده اسرائيل، فهي تفضل تدخل دولي اوروبي مصري لايجاد تفاهم مع غزة وحماس ويدركون ان اي تفاهم سياسي يجب ان يكون شرطه الاساسي تخفيف مدى صعوبة الاوضاع الانسانية بغزة، وطالما الاوضاع بغزة بهذا السوء، فاسرائيل تدرك ان لا حل سوى التصعيد".
وشدد:" اسرائيل تريد حلول ليس حباً بغزة، ولكن لتخفيف حدة الاوضاع الصعبة في غزة، وليس من مصلحة غزة ولا اسرائيل الذهاب لحرب، الطرفان بحالة ترقب، وكلاهما ينتظر تسوية او ترتيبات سياسية قادمة، والانظار الان تتجه للورقة المصرية بخصوص المصالحة، والتي اذا نجحت ستستطيع مصر حينها ان تكون وسيطاً للفلسطينيين والاسرائيليين من جهة، والاوروبيين والامريكان من جهة اخرى".
عوامل الاشتباك موجودة
من جهته أكد المحلل السياسي د. احمد رفيق عوض:" أن عوامل الاشتباك موجودة والتوتر الحالي على الارض أحد اهم الاسباب التي ربما تقود الى المواجهة كما وأن غياب الاتفاق سياسي يصعد من حدة التوتر، خاصة وان اسرائيل والمقاومة كلاهما يريد وجود مستوى معين من التوتر، فالمقاومة تريد كسر الحصار، واسرائيل تريد ابقاء الاوضاع كما هي عليه، لتبقي غزة على حد السكين، فأي هدنة حقيقية تحتاج لاتفاق سياسي وهذا غير موجود".
وأضاف خلال حديث لـ"النجاح": اسرائيل تريد اخضاع غزة لشروطها، والتي تتمثل بمنع اطلاق الصواريخ والطائرات الورقية وحتى مسيرات العودة السلمية، كما ان الاحتلال يريد ان يراقب اي تطور استراتيجي وتكنولوجي تحصل عليه المقاومة، اضافة لرغبتها بضرب اي بنية تحتية، لتبقي غزة تحت الحصار، من أجل ان تقبل بأي حلول اقتصادية، وهذه خطة مدروسة وممنهجة".
وتابع عوض:" قصف الاحتلال لغزة رسالة للجبهة الداخلية الاسرائيلية، بانهم قادرون على حماية مستوطنات غلاف غزة، ولكن خيار الحرب الواسعة ليس مطروحاً حالياً، فلا احد يريد المواجهة خاصة ان الاوضاع على الجبهة الشمالية ساخنة، والمقاومة كذلك لا تريد مواجهة شاملة ولكن تريد فرض معادلاتها، فالقصف هدفه ايصال رسائل من الطرفين، واسرائيل تردك ان الذهاب لغزة لم يعد نزهة، وعلى المستوى العسكري الذهاب لغزة سيكون محرجاً اضافةً الى انه لا يوجد ثمن سياسي ستحصده اسرائيل من احتلال غزة، فاذا تم احتلالها تصبح منطقة فوضى وهذا الامر لا تريده دولة الاحتلال، فلماذا تذهب لحرب؟".
من الصعب الحديث عن "حرب"
وفي السياق ذاته قال المحلل السياسي قال د. عماد ابو عواد:" الوصول للمواجهة الشاملة لا بد منه على المدى المنظور خلال (3أو 4) سنوات ولكن في المرحلة الحالية من الصعب الحديث عن حرب عسكرية، فما يحصل جولات تصعيد ما بين الفينة والاخرى، على امل ان يصل احد الاطراف الى حلول تخدم توجهاته السياسية، نحن الان امام هذه المعادلة الا اذا حدث امر لا يمكن تفاديه لينقل الامور لساحة الحرب".
وتابع أبو عواد خلال حديث لـ"النجاح": لو ان اسرائيل تضمن انها ستضعف المقاومة فمن الممكن ان تدخل الحرب، فهي تخاف من أن المقاومة يمكن ان تحدث مفاجئة، كان تخترق الحدود، وتسيطر على غلاف غزة، فرغم ادراك اسرائيل انه بامكانها اسقاط اطنان متفجرات على قطاع غزة لكنها تعلم ان كل هذا لن يحسم الحرب فيما لو اندلعت".
نتنياهو يدرك أن النتيجة "صفر"
الخبير العسكري د.واصف عريقات أكد في حديث لـ"النجاح": انه وحسب المعلن فكلا الطرفين لا يريد تصعيد ولكن ربما يكون التصعيد هو تراكم تدريجي نتيجة معادلة اسرائيل التي لا تقبل بتثبيت معادلة "القصف مقابل القصف" ومعادلة المقاومة التي تريد تثبيت هذه المعادلة"القصف مقابل القصف"، وهذا الخلل بالتطبيق وعدم الرضا ربما سيجر الامور لتصعيد، ولكن من المبكر الحديث عن الذهاب لحرب ذات اهداف سياسية، فنحن الان نعيش مرحلة رمادية".
وتابع:" اسرائيل عندما تقول اطلاق طائرة ورقية يؤدي لعمل عسكري هذا يعني ان لديها نية ان يبقى الوضع في غزة كما هو عليه، خاصة ان نتنياهو يتعرض لاحراجات من الجبهة الداخلية، وان قبوله بهدنة القصف مقابل القصف مذلة وغير مقبولة وهناك من يدعو لتصعيد الوضع العسكري وعملية برية".
واضاف عريقات:" من ناحية ميزان القوى والتدمير، فالاحتلال مستعد من ناحية عسكرية، ولكن استخدامه لها يجلب اخفاقات وعزلة دولية ومزيد من الانتقادات حتى من طرف حلفائها، والجبهة الداخلية الاسرائيلية، فالحرب ستجلب لنتنياهو اخفاقات خاصة وان موقفه ضعيف ولا يستيطع ان يأمر بعملية عسكرية يدرك أن تنيجتها"صفر"، وربما ستجلب المزيد من الجنود الاسرى، وبالتالي هو في غنى عن هذه الاخفاقات".
ردود الفعل الاسرائيلية
يذكر أن ردود فعل قادة الاحتلال توالت صباح اليوم، رداً على بيان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والتي أعلنت فيه استنفارها لجميع عناصرها بالدرجة القصوى واستنفار جميعِ جنودها وقواتها العاملة في كل مكان.
وقالت صحيفة معاريف العبرية اليوم الخميس، بخبر نشرته على موقعها الإلكترونيnrg" " ترجمها موقع " النجاح الإخباري" إن إعلان كتائب القسام رفع الجهوزية ضوء أخضر لمواصلة استهداف جنود الاحتلال على الحدود مع غزة.
وأوضحت معاريف أنه على المستوى التكتيكي فإن إعلان الجناح المسلح لحماس هذا الصباح ينبغي تفسيره على أنه تحذير من الهجوم القادم على السياج من جانب حماس أو منظمات مقاومة أخرى وهو بمثابة ضوء أخضر لمواصلة استهداف جنود الجيش على السياج".
أما عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الكابينيت "يواف غالنت" قال:"يجب أن نسمح بمخرج إنساني للسماح بالحياة في قطاع غزة عندما تكون الحياة أكثر راحة ستخف الضغوط والإستفزازات والتحرشات " من جهته، قال المراسل العسكري الإسرائيلي ألموغ بوكير: "تقدير الجهات الأمنية أن حماس تهدف حاليا إلى استهداف الثكنات العسكرية والجنود بالقرب من السياج".
أما "إليور ليفي"، فقال: "مثل هذا الإعلان من قبل حماس هو إشارة حرب واضحة وفورية لإسرائيل. في تلك الأيام والساعات أمتنع عن السخرية من هكذا بيان للقسام". فيما قال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان خلال تصريح له للقناة الثانية العبرية اليوم الخميس ان اسرائيل تسير بخطى متسارعة بإتجاه شن عملية واسعة النطاق في قطاع غزة بعد قنص الضابط في لواء جولاني على حدود قطاع غزة. وذكر موقع واللّا العبري ان قرر أفيغدور ليبرمان، وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، فتح معبر كرم أبو سالم اليوم، الخميس؛ لدخول بعض المعدات الطبية والأدوية والأغذية والمحروقات .
وقال واللّا أن قرار ليبرمان، جاء بالرغم من حالة التوتر والتصعيد، الذي شهده قطاع غزة الليلة الماضية، وأشار الموقع إلى أنه تم منع بعض السلع من دخول القطاع، مثل الأجهزة الكهربائية والملابس والأحذية والحديد والأسمنت، بالإضافة إلى منع تصدير الخضراوات والنفايات المعدنية.
وقال تلفزيون i24news الإسرائيلي: إن هناك جهوداً دبلوماسية مصرية؛ لمنع تصعيد جديد في غزة، ومحاولة تفادي حرب أخرى.
وأوضح موقع حدشوت 24 العبري ، أن جمهورية مصر العربية ما زالت تبذل ضغوطاً شديدة على حركتي حماس والجهاد الإسلامي لعدم إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
من ناحيته، نقل موقع 0404 عن مصدر عسكري كبير قوله: إن الجولة الجديدة من التصعيد مع غزة لم تنته حتى الآن. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس رفع درجة الجهوزية للدرجة القصوى واستنفار جميع جنودها وقواتها العاملة في كل مكان.