غيداء نجار - النجاح الإخباري - أطفال، وشباب، وشيوخ، ونساء، ورجال، وشخصيات رسمية، ومواطنون، ومتضامنون أجانب، جميعهم زحفوا ليلبوا النداء في مسيرة جماهيرية بقرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.
ولمن لا يعرف الخان الأحمر؛ فهي منطقة بدوية في الضفة الغربية، تقع في المنطقة التي أقامت بها سلطات الاحتلال مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم" عام 2010.
وكان يعيش في الخان الأحمر قرابة 100 شخص من البدو في خيام وأكواخ من قبيلة الجهالين البدوية، فيما يبلغ اليوم عددهم أكثر من 300 فرد.
والخان عبارة عن بناء عثماني من القرن السادس عشرة، وقد كان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط الضفتين شرقي النهر وغربيه حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.
رغم الحياة القاسية لبدو الخان الأحمر إلا أن سكان التجمع يواجهون مخططاً إسرائيليًا لترحيلهم، في محاولة لتنفيذ المخطط الاستيطاني الكبير المعروف باسم E1 لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بمدينة القدس المحتلة وتوسيع حدود المدينة على حساب الفلسطينيين.
وكانت قد أبلغت ما تسمى الادارة المدنية لسلطات الاحتلال أهالي الخان بإخطارات للترحيل إلى مناطق تجميع البدو الفلسطينيين في منطقة النويعمة ومناطق مجاورة لها في أريحا تمهيدا لقرار محكمة الاحتلال النهائي في 15/آب.
مسيرة ألفية رفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات والشعارات المنادية بالوحدة الوطنية،والداعية للتصدي لقرارات وإجراءات الاحتلال، مؤكدين أن كل المخططات التي يحاول الاحتلال تنفيذها لن تمر أمام صمود وإصرار شعبنا، مرددين قسم البقاء، ومجددين بيعتهم للرئيس محمود عباس والتفافهم حول القيادة الفلسطينية، في مواجهة ما تسمى بـ "صفقة القرن" التي تحاول الإدارة الأميركية من خلالها تصفية القضية الفلسطينية.
كما وشاركت بالمسيرة جمعية الكشافة الفلسطينية بعدد 1000 كشاف ومرشدة من جميع محافظات الضفة الغربية، وفي كلمة لنائب رئيس الجمعية محمد سوالمة أكد بأن هذه المشاركة هي الثالثة ضمن سلسلة ليال كشفية في الخان الأحمر ، مشددا في الوقت ذاته أن الجمعية ستستمر في دعم الأهالي حتى لو تطلب الأمر لإحضار 4 آلاف كشاف ومرشدة.
مسؤولون: الخان الأحمر ليس وحيداً
وهب آلاف المواطنين للوقوف ومساندة أبناء شعبهم في مسيرتهم الألفية، بالإضافة لمشاركة أعضاء قيادات فلسطينية بينهم محمود العالول، ودلال سلامة، وجمال محيسن، ومصطفى البرغوثي، وعباس زكي.
وفي حديث لـ"النجاح الإخباري" قال عضو اللجنة المركزية، نائب رئيس حركة فتح محمود العالول: يأتي المواطنون من كل أصقاع الارض هنا منذ ايام يرابطون من أجل هذه التجمعات البدوية المنتشرة والذين نراهم كيف يعيشون حياة قاسية فهم حراس هذه الأرض، والعقبة الأساسية امام مخططات الاحتلال والتي يسعى من أجل ازلتها".
وأضاف العالول: "نحن جميعاً هنا لنقول للبدو انكم لستم وحدكم، وانما الشعب الفلسطيني اجمع بجانبكم".
ونوه إلى أنه مطلوب من كل فلسطيني الحجيج للخان ومناصرة أهلنا هناك الصامدون رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وأشار إلى أن شعبنا مستمر في مقاومته الشعبية، وسيواصل العمل والبناء قائلا: "إن هدموا بيتاً سنعيد بناءه مرة تلو الآخرى، مثلما حدث في قرية العراقيب في النقب التي هدمها الاحتلال مئة مرة، غير أن شعبنا بإصراره على البقاء أعاد بنائها".
وقالت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة: " نتواجد جميعاً بالخان بجميع اشكال النضال والوطنية استكمالا واستمرارا للاسابيع الماضية في تواجدنا الفلسطيني، دعما لاهلنا البدو في الخان لمواجهة كل محاولات التقليع والتهجير من ارضهم، الخان الأحمر هو بوابة القدس، محاولات اقتلاع الشعب لوضع مائة الف مستوطن جديد في هذه الاراضي، ومصادرة الارض وطرد سكانها الاصليين".
وتابعت في تصريحها لـ"النجاح الإخباري":ابناء شعبنا يدركون ما هو الخان الاحمر وضرورة تواجدهم هنا، ولذلك نجد الوان الطيف الفلسطيني وطنياً ونضالياً متمثلاً بجميع اشكال الشعب من رجال ونساء، اشبال فلسطين وزهراتها، كباراً وصغاراً، متواجدين دفاعا عنه وتاكيداً على تمسكنا بحقنا ووجودنا لأننا الشعب الفلسطيني متجذرون بهذه الأرض وسنبقى كذلك".
ونوهت سلامة أنه "على الشعب الفلسطيني أن يشعر اهلنا في الخان أنهم متضامنيين معهم وانهم ليسوا وحدهم، فهم بحاجة لاوسع مشاركة من المجتمع ، لذلك وجودنا يعزز من ثقتهم بانفسهم، كما أن وجود المتضامنين بهذه الكثافة من شأنه أن يتصدى لآليات الاحتلال في أي لحظة يحاولون الاقتراب لهدم البيوت، ليدركوا ان محاولة هدم بيوت اهالي الخان ستواجه بشراسة".
وختمت حديثها قائلةً: "نحن هنا وسنبقى لنسقط كل مشاريع الاحتلال في هذا الجانب ولانهاء احتلال اسرائيل لأرضنا".
وبحسب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، قال: "في اليوم الثلاثين للاعتصام والرباط في قرية الخان الأحمر، هب أكثر من 3000 مواطن من كل بقاع فلسطين، ليقولوا رسالتهم أن معركة الخان هي معركتنا جميعاً وسنتصدى لها معاً".
وأرسل عساف، في حديث مع "النجاح الإخباري" رسالة تحذير لدولة الاحتلال إنه في حال "اقدم على جريمته بهدم الخان فان هذه المعركة لن تقف على بوابة الخان الاحمر بل ستنتقل لكل الاراضي الفلسطينية، فمعركة الخان الاحمر تعني الدفاع عن وجودنا وبقاءنا، سنقاوم أي نكبة ثالثة، لن نسمح بتمرير حجة جديدة وتطهير عرقي جديد".
وتابع: "سننتصر فالارادة الفلسطينية باتت ثابتة وقادرة على التصدي، وتوافد أبناء الشعب للخان هي رسالة واضحة لأهالي القرية أننا خلفكم، فالخان قضية الكل الفلسطيني".
ووجه عساف رسالة للعالم "ان صفقة القرن ستدفن وتداس هنا، ولن تمر قضية تصفية القضية الفلسطينية، وأنه في تظاهرة أمس جاء الالاف من المواطنين بنداء مدة زمنية قصيرة، ولكن في الألفية القادمة ستكون بعشرات الالاف، ولن نتخلى عن وجودنا، وتقسيم الوطن وبالتالي الغاء قيام دولة فلسطينية".
وقال عساف في كلمته أمس بين الحشود: "إن هذه معركة إنهاء الاحتلال والتصدي للاستيطان وإسقاط ما تسمى "صفقة القرن"، داعيا إلى نبذ الخلافات الداخلية والتمسك بالوحدة الوطنية لأن المعركة الحقيقية هي في وجه الاحتلال".