النجاح الإخباري - في مثل هذا اليوم وقبل 91 عاما، وبالتحديد في الساعة الثالثة وسبع دقائق من بعد ظهر يوم الاثنين 11/7/1927، اهتزت الأرض في فلسطين وشرق الأردن، لتحدث زلزالا مدمرا قوته 6.25 درجة على مقياس ريختر استمر تسعين ثانية، ليقلب حياة الآلاف، ويقتل، ويشرد، ويهدم، ويصيب، ولتعاني فلسطين من آثاره لسنوات.
كان مركز الزلزال في غور الأردن قرب جسر دامية على بعد حوالي 25 كم شرق مدينة نابلس التي كانت أكثر المدن تأثرا بهذا الزلزال، تليها مدينة السلط في شرق الأردن.
ووفق شهادات سابقة، لمواطنين من مدينة نابلس، عاصروا الزلزال وباتوا يؤرخون الكثير من الأحداث بقولهم ما قبل سنة "الزلزال" وما بعدها، "فإن المدينة كانت أشبه ما سموه "يوم القيامة"، أصوات كصوت الرعد في كل مكان، صراخ، وبكاء، وعويل، الكل يركض هائما على وجهه، بنايات تنهار، واناس يموتون أمام أعينهم".
ووفقا لإحصائية أجرتها حكومة الانتداب البريطاني ما بعد الزلزال، فإن عدد قتلى الزلزال في فلسطين بلغ 192 شخصا، وعدد الجرحى 923 شخصا، أما في شرق الأردن فقد بلغ عدد القتلى 68 شخصا، منهم 27 قتيلا في مدينة السلط، أما عدد الجرحى فبلغ 103 جرحى.
واختلفت المعلومات حول عدد ضحايا الزلزال وأضراره في نابلس، التي كانت الأكثر تضررا من غيرها، فقد ذكر إحسان النمر في كتابه "تاريخ جبل نابلس والبلقاء" أن الهزة دامت تسعين ثانية، وهدمت نحو 600 بيت، وقتلت نحو 50 نفسا وجرحت مثلهم، ويضيف ان العائلات أصبحت بلا مأوى أو تركت بيوتها وظلت نحو شهر في الخلاء.
بينما ذكر الباحث ضرغام فارس في أطروحة بعنوان "مدينة نابلس وزلزال عام 1927" أن عدد القتلى في نابلس بلغ 75، وعدد الجرحى 365، وعدد العقود (الغرف) المتضررة 1481 غرفة، منها 172 غرفة هدمت كليا.
وحسب ما يشير اليه خبراء ودراسات عدة، فإن فلسطين تتعرض في متوسط الاحوال لحدوث زلزال كبير مدمر واحد كل 80 الى 100 عام، وتتعرض لـ100 هزة أرضية، كل سنة في المتوسط، وكثير من هذه الهزات لا يشعر بها الإنسان اما لضعفها وإما لحدوثها أثناء الليل.
لكن وخلال الأسبوع الأخير فقط، تعرضت فلسطين لـ100 هزة أرضية، كما أوضح راصد الزلازل في المرصد الوطني للزلازل ولاء عجعج لـ"وفا".
وأضاف عجعج ان مجموع الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة منذ الثلاثاء الماضي تجاوز 100 هزة، تراوحت قوتها بين 1-4.5 درجة وفقا لمقياس ريختر، وان الغالبية العظمى منها حدثت في منطقة شمال طبريا، فيما ضربت هزات قليلة منطقة البحر الميت وإيلات.
ويخشى الخبراء في علم الزلازل من أن تكون هذه الهزات المتتالية مقدمة لزلزال مدمر آخر، خصوصا، وأننا نمر في الزمن الدوري لحصول الزلازل المدمرة، التي كان آخرها قبل 91 عاما.
وعادت ذاكرة المواطنين في فلسطين ومع الهزات التي حصلت للحديث عن زلزال عام 1927 المدمر، وتناول الناشطون على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين الحديث عن الزلازل، وارشادات حول كيفية التصرف حال حدوثها.
ولكن زلزال 1927 لم يكن الأكثر دمارا على فلسطين، فمن أهم الزلازل التي ضربت فلسطين زلزال الأول من كانون الثاني عام 1837 وكان مركزه مدينة صفد.
وانتشر أثره في المنطقة كلها وارتفع عدد ضحاياه إلى 5.000 نسمة، ودمرت بسببه مدينة صفد القديمة تدميرا شبه تام، وبلغ عدد قرى قضاء طبرية التي اصابها الخراب بسبب الزلزال أكثر من 17 قرية. (وفا)