غيداء نجار - النجاح الإخباري - يجري جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الأسبوع المقبل، جولة في المنطقة تشمل إسرائيل ومصر والسعودية ودولاً أخرى.
وبخصوص عدم وجود الجانب الفلسطيني بأي طرف، قال المحلل السياسي رويد أبو عمشة: " الجانب الفلسطيني للآن من بعد قرار ترامب في 6 ديسمبر 2017 بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وأعلانها عاصمة لدولة الاحتلال، أعلنت القيادة الفلسطينية مقاطعتها للولايات المتحدة، وأوضحت حينها أن أمريكا لم تعد مؤهلة أن تكون وسيطاً لعملية السلام".
ورغم قرار القيادة الفلسطينية بمقاطعتها للولايات المتحدة وأنها لم تعد مؤهلة لتكون جزءا من عملية السلام لانحيازها لدولة الاحتلال، إلا أن أمريكا ما زالت للان مستمرة في وضع خططها لـ"صفقة القرن" على حد قولها.
ويقول أبوعمشة: " الولايات المتحدة ستحاول فرض خطة السلام رغم الموقف الفلسطيني، لكن اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وكانت حينها مصر اهم دولة عربية حينذاك والتي وقعت مع اسرائيل معاهدة سلام برعاية الولايات المتحدة الامريكية، وكان الشق الثاني من كامب ديفيد يتعلق بحل القضية الفلسطينية، وللآن لم تتوصل لاتفاق، فطالما لم يوافق الفلسطينيون على هذه الخطة لن يتم مرور أي شي اسمه صفقة".
وأوضح أبو عمشة، أنه لطالما لا يوجد طرف فلسطيني رحب بالصفقة فلن تمر، بالتالي ليست هدف الولايات المتحدة ان تقبل بعض الدول العربية بالخطة علماً أنه رسمياً لغاية الان لم تطرح معالم صفقة القرن بوضوح بالرغم من كل التسريبات الاعلامية التي نشرت، بينما دار الحديث أن كوشنر وغرينبلات مهتمين بالحصول على أفكار من مختلف الجهات الإقليمية حول الأسئلة التي ظلت مفتوحة في خطة البيت الأبيض للسلام، ويريدان سماع المواقف التي لدى مختلف الاطراف في المنطقة حول هذه القضية، بالإضافة أنه للآن لم تخرج أية دولة عربية وتعلن موافقتها على "صفقة القرن"".
وتابع: "صحيح أن الوضع العربي بهذه الفترة هو الأسوأ منذ خمسين عاما، وللأسف بعض من يطرح أن ايران هي عدو للعرب وليست اسرائيل هو السبب الرئيسي في التفكك العربي الداخلي، واسرائيل هي المسؤولة وهدفها تغيير الاولويات وزعزة الثقة بين من هو العدو والصديق، وهذه الفرصة الذهبية لاسرائيل لفرض شروطها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستحاول استخدام كافة وسائلها الاقتصادية والسياسية لذلك.
في ذات الوقت، أفادت المصادر الإعلامية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ الزعيم كيم جونغ أون عزمه رفع العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ إذا تحسنت العلاقات بين البلدين، وهو قرار غير متوقع بهذه الظروف، ويقول المحلل السياسي: " لغاية الان حدث لقاء بين ترامب وكيم وليس اتفاق تفصيلي على باقي الأمور، لا نتأمل ان ينتهي الموضوع في وقت قريب، فللآن لم تخرج معالم للاتفاق النهائي ما بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وإمكانية نزع اسلحتها النووية".
وفي قراءة تحليلية لخطوات ترامب وطريقة تفكيره، أوضح أبو عمشة أن سياسية الادارة الامريكية مضطربة، فلا يعقل ما فعله ترامب بلقاء رئيس سوريا بذات الوقت الذي أنسحب فيه من الاتفاق النووي الايراني، وهذا يعكس ازدواجية المعايير الامريكية عندما يتعلق الأمر باسرائيل، ترامب يتصرف خارج الاعراف الدبلوماسية السياسية الراسخة في الولايات المتحدة والاعراف الدولية، فمشاركته في قمة الدول السبع والاتفاق معهم على البيان النهائي وبعد مغادرته بساعات ينسحب عبر تويتر! وهذا يعكس عقلية رجل الكوبوي المتسرع، الذي لا يعرف الاستقرار في السياسة الدولية، وبأسلوبه هذا يقوم بضرب علاقات الولايات المتحدة مع كثير من دول العالم وخاصة الفلسطينية، فاللوبي الصهيوني ينتهز هذه الادارة بتمرير كل رغبات اللوبيات الصهيونية التي كان يرغب بتنفيذها منذ عقود.
ونوه المحلل السياسي أن القضية الفلسطينية ستشهد في الأيام القادمة ضغط امريكي كبير على جميع المستويات السياسية والاقتصاديةكما وستستخدم كافة اداوتها للضغط على العرب والفلسطينيين، مشدداً أن على الفلسطينيين التوجه لوحدة القضية لمواجهة هذه الضغوط".
وأضاف: "وما زعمته الولايات المتحدة برغبتها إيجاد حل لأزمة غزة "الانسانية" هو ليس إلا مدخل لامكانية فرض صفقة القرن".