النجاح الإخباري - كما العادة.. يودع الغزيون شهر رمضان المبارك ليستقبلوا خلال أيام عيد الفطر وهم محملون بالهموم والآهات، ويعانون الفقر والبطالة؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 11 عاماً.
في شهر رمضان خلت الأسواق من عملية الشراء والبيع رغم تنوع البضاعة، ومع استقبال العيد أيضا تخلو المحلات التجارية والأسواق من المتستهلكين رغم تكدس البضائع وتنوعها.
يقول أبو إياد محيسن الذي يقطن في مخيم جبالياً إن معاناة غزة وحصارها جعلوها معدومة من كل شيء حتى في عملية البيع والشراء.
وأضاف محيسن لـ"النجاح": هذا الأمر كان متوقعها لعدم وجود فرص عمل من الأساس، وعدم وجود أموال معهم، لذلك كيف سيشتري هؤلاء ملابس واحتياجات للعيد".
الحصار الإسرائيلي
أما المواطن خالد عيسى والذي يقطن في مخيم النصيرات وسط القطاع، فقد أرجع خلو الاسواق من المستهلكين والمتسوقين، بفعل الحصار الإسرائيلي وما خلفه من آثار كبيرة على القطاع.
وأشار عيسى خلال حديثه لـ"النجاح" إلى أن "الانقسام البغيض" قد أثر أيضاً في هذا الأمر، معللاً ذلك بأنه عمل على عدم صرف رواتب لموظفي السلطة في غزة الأمر الذى أدى لخلو الأسواق وضعف المشتريات.
وبيّن أنه اشترى قليلاً لأطفاله كسوة العيد بقدر ما يملك من نقود، فهو لا يملك اي نقود غير ثمن هذه الملابس، وقرر التأقلم مع الوضع، "فالعين بصيرة واليد قصيرة" على حد وصفه.
ويستقبل المواطنون عيد الفطر المبارك خلال أيام في ظل أسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية تمر بقطاع غزة منذ عقود، وذلك في ظل استمرار وتشديد الحصار المفروض على القطاع، واستمرار الانقسام.
عام سيء
أبو العبد نسمان بائع في محل ملابس، أكد أن هذا العام أسوأ عام قد مر عليه وذلك لأن عدد المشترين من محله قليلاً جداً، مشيراً إلى أن الأعوام الماضية كانت أفضل من هذا العام نوعاً ما.
وقال نسمان لـ"النجاح" بحرقة: " خلال أيام ونستقبل عيد الفطر، وهذا هو موسم الباعة لكن لا مشترين هناك، الأسواق مكتظة بالناس لكنهم لا يشترون أي شيء"
ويضيف " كل هذا بسبب الانقسام الذي أدى إلى تدمير حياة الغزيين، وبسبب الحصار والحروب المتكررة على غزة".
ليقول البائع راني حميد " إن العام الماضي شهد حركة تجارية أفضل بكثير عن هذا العام، فقد دخلت الأسواق في حالة موت سريري على حد وصفه، فالمتسوق ينظر بعينيه فقط ولا يتقدم للشراء".
أوضاع كارثية
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أن عيد الفطر يأتي على قطاع غزة في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية كارثية لم يسبق لها مثيل، مرجعاً ذلك إلى الحصار المفروض على القطاع وهو السبب الرئيس لهذا الأمر.
وقال الطباع لـ"النجاح": تعرض قطاع غزة لثلاثة حروب وهذا أمر أدى تردي الأوضاع الاقتصادية أيضاً، إضاف إلى خصم رواتب موظفي السلطة في غزة"، لافتاً إلى أن المؤشرات الاقتصادية في غزة تشير إلى لكارثة .
وأضاف " معدلات البطالة في قطاع غزة بالربع الاول للعام الجاري وصلت إلى 49%، ومعدلات الفقر وصلت إلى 53%، والفقر المدقع 33%، كل هذا أدى إلى انعدام القدرة الشرائية للمواطني، وانعظس على ضعف للحركة التجارية".
وأوضح ان أسبوع العيد يشهد انخفاض في نسبة المبيعات عن العام الماضي، حتى الانخفاض على الأشياء الموسمية تشهد انخفاضا، نتيجة إلى انعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين"، منوهاً إلى أن هناك بضاعة مكدسة في غزة لكن دون أي شراء او استهلاك من المواطنين.
ويواجه قطاع غزة، وفق تقرير لمنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أزمة إنسانية تزداد سوءاً، ويبقى الحصار البري والبحري والجوي الشامل المفروض من قبل إسرائيل، والذي يدخل عامه الـ12، إلى جانب الانقسام الفلسطيني واغلاق مستمر لمعبر رفح، المسبب الأساسي في تردي الأوضاع الإنسانية والاجتماعية-الاقتصادية في غزة المكتظ بـ2 مليون نسمة.