عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - سيناريوهات عديدة قد تحدث خلال الأيام القادمة في ظل استمرار مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والدعوات التي وجهت للمتظاهرين لاختراق الحدود مع الجانب الإسرائيلي في يوم الرابع والخامس عشر من أيار المقبل، وهو يوم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.

تجهيزات إسرائيل على حدود غزة واستعداداتها للأيام القادمة تؤكد مدى تأزم الوضع السياسي الإسرائيلي وانزعاجه من مسيرات العودة التي بدأت منذ الثلاثين من آذار الماضي، واستشهد خلالها 48 فلسطينياً وأصيب أكثر من 7000 آلاف بجروح مختلفة.

إسرائيل تقول بأن الهدف من مسيرات العودة هي أن حماس تحاول إرسال رسائل لإسرائيل للتوصل معها لاتفاق، خصوصاً وأن حماس تمر في العديد من الأزمات سواء أكان ذلك فيما يتعلق بأزمة رواتب الموظفين أو المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح وغيرها العديد.

وزعم محرر الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الاسرائيلية ألون بن دافيد بأن حماس ترسل إشارات لإسرائيل من حدود غزة لتتوصل معها إلى اتفاق يفضي إلى ترتيبات تقود إلى هدنة طويلة الأمد دون الاعتراف بإسرائيل.

وأشار بن دافيد إلى أن إسرائيل تتجاهل كل تلك الإشارات والرسائل الواردة من حماس التي قال إنها تعيش أزمة غير مسبوقة، موضحا أن الحركة تسعى لوقف إطلاق نار يتيح تحسين الوضع القائم في غزة مع بقائها الطرف المسيطر والمتحكم في شؤون القطاع، وفقا لقوله.

رسائل عديدة

وبهذا الاتجاه، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، د.وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات، أن حماس معنية بإرسال رسائل من خلال مسيرة العودة، لأنها "تمر في وضع لا يحسد عليه".

وبحسب ترجيحات أبو نصار خلال حديثه لـ"النجاح"، فإنها تحاول الآن للتوصل إلى حل سواء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال هدنة طويلة المدى.

كما وأكد أن توصل حماس لحلول مع أي طرف من الاطراف سيضمن بقائها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن حماس لا تريد الذهاب إلى حرب مع الاحتلال الفترة الراهنة لأن وضعها غير سهلا وغير جاهزة لخوض هذه الحرب.

وأضاف أبو نصار "حتى إسرائيل أيضاً لا تريد حرباً مع غزة، لكننا قد نشهد العديد من السيناريوهات خلال الأيام القادمة، في ظل توتر الاوضاع على حدود قطاع غزة".

وأشار إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل قد أوعز للجنود الإسرائيليين اتخاذ كافة التدابير للجم مسيرة العودة التي قد تطورت أحداثها يومي الاثنين والثلاثاء القادمين.

وخلال مسيرة العودة في جمعة "النذير" الأخيرة قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أنه يتمنى الشهادة في مسيرة العودة، ويخشى الموت على فراشه".

حيث رد الموساد الإسرائيلي على تصريحاته بتهديده بالاغتيال بطريقة علنية وغير مسبوقة.

وكتب الموساد في تغريدة له عبر حسابه "توتير" إن "السنوار قال في جَمعٍ من أنصاره قبل أيام، بأنه يخشى أن يموت على فراشه، وأنه يتمنى أن يموت شهيداً في مسيرة العودة".

وأضاف: "نحن عادة لا نأخذ طلبات أحد؛ ولكن بالتأكيد يمكننا أن نحدد رتبتك يوم الاثنين المقبل"، وذلك في إشارة لإمكانية تصفيته أو قتله".

تهديدات جادة

في هذا السياق، قال المختص بالشأن العسكري، اللواء واصف عريقات بأنه لا بد من أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد"، مؤكداً أنه ليس بعيداً عليها تنفيذ مثل هذه التهديدات.

وأضاف عريقات لـ"النجاح" أن إسرائيل نفذت العديد من جرائم الاغتيالات سواء داخل فلسطين أو خارجها، ومن الممكن ان تلجأ إلى الاغتيالات المرحلة المقبلة".

ويرى أيضاً أن إسرائيل قد تلجأ للتصعيد الميداني ونقل المعركة داخل قطاع غزة، مبيّناً أنه من إحدى بدائل الاحتلال لمعالجة الوضع بالنسبة لمسيرة العودة نقل المعركة داخل غزة.

وأشار الخبير العسكري إلى أن الاحتلال نشر مزيدا من الوحدات العسكرية لمواجهة مسيرات العودة ومنع وصولها للحدود، لافتاً إلى أن هناك أكثر من تفكير إسرائيلي لمعالجة مسيرات الحدود.

وبحسب عريقات فإن هناك تفكير جدي بإبعاد الأنظار عن هذه المسيرات بالعمل العسكري، لأن مسيرة العودة وضعت إسرائيل في مأزق، مشدداً على إسرائيل تعيش أزمة حقيقية هذه الفترة.

وتابع: "كانت تريد تصدير أزماتها عبر عدوان عسكري واختارت سوريا ولكنها لم تفلح أيضاً، وازدادت أزماتها بدلاً من أن تحلها".

وكانت صحيفة العربي الجديد قد نقلت عن مصادر أمريكية في القاهرة أقوالها، بأن تصوراً طرحته أطراف عربية وصفتها "بالحليفة لإسرائيل"، يقضي بعقد هدنة طويلة المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كبديل عن (صفقة القرن) في ظل تعقُّد المشهد، وصلابة موقف الشارع العربي.