خاص - النجاح الإخباري - كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في تقرير لها، بأن حركة حماس في قطاع غزة، ومن خلال قنوات دبلوماسية عديدة، بعثت رسائل خلال الشهور القليلة الماضية إلى إسرائيل للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بينهما مقابل اقتراحات تبادل الأسرى، وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحسين البنية التحتية.
وأضافت الصحيفة، أن حركة حماس لا تزال تشهد نقاشاً داخلياً رغم الرسالة الموجهة إلى إسرائيل حول الهدنة طويلة الأمد المقترحة، كذلك إسرائيل التي لم ترسل أي رد واضح حتى الآن.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي عادل شديد، أن هذا الموضوع ليس بالجديد ولا يوجد أية مشكلة من قبل حركة حماس بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل منذ سنوات، وإسرائيل تقابلها بنفس وجهات النظر.
وقال شديد لـ"النجاح": "ما حدث بالفترة الأخيرة على حدود غزة من مسيرات العودة، واحكام الحصار، وتلكؤ مشروع المصالحة، يدفع حركة حماس بهذا الاتجاه"، مشيراً إلى وجود مساعٍ إسرائيلية حثيثة في الفترة الأخيرة حول صفقة لتبادل الأسرى وإعادة جثث الجنود، وجنود الاحتلال الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
وتابع: "من الواضح أنه وبحسب الاعلام العبري أن حركة حماس تريد صفقة كبيرة لا يتخللها تبادل أسرى فقط، بل أيضاً تخفيف للحصار المفروض على غزة، وإقامة مشاريع اقتصادية، وتحسين البنى التحتية، ومعالجة آثار الحروب الماضية".
وأكد المحلل السياسي أن هذه الرسائل الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل هي دقيقة 100%، بينما هناك مشاكل داخل حكومة الاحتلال الاسرائيلية حول الموافقة، كذلك الخلافات في اذرع حماس الداخلية والخارجية حول هذا الموضوع، خاصة ان من تبنى هذا الطرح هو التيار التركي القطري، على حد قوله.
وأردف شديد: "هناك اجماع لدى أذرع حماس الداخلية والخارجية على ضرورة العمل لوقف الحصار وتثبيت حكمها في غزة، ولكن الاختلاف على الكيفية، وكذلك الموقف العربي الذي يذهب باتجاه كبير للتعاطي مع هذا الأمر وضبط القطاع".
ونوه المحلل إلى أن الأمور تسير بالموافقة الإسرائيلية والأمريكية لوجود كيان مستقل في غزة، وعلى ما يبدو أن الامور ستسير بهذا الاتجاه، مشدداً أن لإسرائيل مصلحة ببقاء حماس باتجاهين الأول وهي سياسية اضعاف التمكين الفلسطيني وضرب الوحدة الوطنية، والثاني يتمثل بالبعد الأمني فبقاء حماس منذ 12 عام في غزة شكل ازمة أمنية لاسرائيل، فلا يمكن أن تبقي إسرائيل مستوطناتها المحيطة بالقطاع رهن التطورات الحالية.
واستدرك شديد: "وبالتالي هناك مساع جدية من قبل إسرائيل بالمفاوضات مع حركة حماس خاصة أنه بالأعوام الأخيرة، أثبتت حماس أنها قادرة على ضبط الحدود، وبالتالي تحقق المصلحة الأمنية الإسرائيلية".