هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - صراع الأدمغة عاد مجددا بين إسرائيل وقطاع غزة، بعد الإنفجار الذي هز محافظة الوسطى وسط غزة، والذي أسفر عن استشهاد 6 مواطنين من كتائب القسام و3 إصابات حرجة، حدثت الجريمة وسط تكتم للقسام وعدم الإدلاء بأية معلومة حول الحادثة حينذاك، واكتفت أنه في إطار عملية أمنية واستخبارية معقدة قامت بها كتائب القسام لمتابعة حدث أمني خطير وكبير أعده الاحتلال للمقاومة حدثت هذه الجريمة متهمة الاحتلال بذلك، مؤكدة على لسان داخلية غزة بأن الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق في الحادث للوقوف على ملابساته.

وأعلنت كتائب القسام في بيان اليوم أن الشهداء نجحوا بمهمةٍ أمنيةٍ وميدانيةٍ كبيرة، حيث كانوا يتابعون أكبر منظومة تجسسٍ فنيةٍ زرعها الاحتلال في قطاع غزة خلال العقد الأخير للنيل من شعبنا الفلسطيني ومقاومته، جاء ذلك بعد عملٍ وجهدٍ دؤوب في الوصول إلى تلك المنظومة الخطيرة، وتمكنوا من حماية شعبنا ومقاومته من مخاطر غايةٍ في الصعوبة، وأفشلوا هذا المخطط الاستخباري التجسسي الكبير الذي كان يعول عليه الاحتلال، وأكد القسام أن هذه المنظومة الخطيرة كانت تحمل في تركيبتها التفجير الآلي (التفخيخ) كما أعدها الاحتلال.

فيما ادعى المتحدث باسم الاحتلال بأن لا علاقة لهم بأي شكل من الأشكال بالتفجير، الأمر الذي يدفع إلى احتمالية تصعيد في الفترة القادمة، فمن أي جبهة سيبدأ اشتعال الأحداث؟ وكيف ستكون آلية التصعيد؟ وما الذي يهدف له الاحتلال بهذه الجريمة وسط إنكاره لها؟ وأي سناريوهات متوقعة في المرحلة القادمة؟

وحول هذا أكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن المعركة الصامتة في قطاع غزة مستمرة، مشيرا إلى أنها اتجهت نحو صراع الأدمغة والتكنولوجيا الممتد بين المقاومة الفلسطينية بكل ألوانها السياسية واسرائيل في كل المجالات الاستخباراتية.

وأوضح الدجني في تحليل خاص لـ"النجاح الاخباري" أن حادثة أمس جزء من المعركة التي لم تتوقف منذ 2014، مشيرا إلى أن الجريمة التي ألمح لها القسام متعلقة بعملية معقدة.

وكانت قد تداولت وسائل اعلام محلية أن الإنفجار حدث بمقسم هواتف ملغم ومعد مسبقاً، لافتين إلى أن المكان كان فيه محاولة اختراق لنظام اتصال القسام، وعند وصول وحدة الهندسة والاتصالات واستكشافهم لمحاولة الاختراق هذه، تبين أن الجهاز مفخخ بعبوات.

وأوضحت كتائب القسام في بيان مقتضب لها أمس أنه في إطار عملية أمنية واستخبارية معقدة قامت بها كتائب القسام لمتابعة حدث أمني خطير وكبير أعده الاحتلال للمقاومة الفلسطينية، وقعت جريمة نكراء بحق مجاهدينا الأبرار في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، مؤكدين أنهم سينشروا بالتفاصيل لاحقا في إطار متابعة هذه العملية.

وأكدت في بيانها الرسمي أن مسيرة الجهاد والمقاومة تسير بكل قوةٍ وثقةٍ نحو تحقيق النصر، لافتين إلى أنهم قدموا هؤلاء الشهداء في مواجهة المشروع الاسرائيلي لتتلاقى أرواحهم مع أرواح أبناء شعبنا الذين يخوضون مسيرات العودة على طريق التحرير والعودة وتطهير المقدسات من دنس الاحتلال.

وأوضحت كتائب القسام أن جوانبُ مهمةٌ في هذا الحدث الكبير ستكشفها وستضع تفاصيلها خلال مرحلةٍ لاحقة، وحملت الاحتلال المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة وعن جرائم أخرى سابقة، متوعدة بأن الاحتلال سيدفع  الثمن غالياً، قائلة في بيانها "تسديد فاتورة الحساب قادمٌ لا محالة بإذن الله، وإن النتائج ستكون مؤلمةً لهذا العدو الغاصب".

قواعد اللعبة استنزفت إسرائيل

من جهته نوه الدجني، إلى أن إسرائيل تريد تصعيدا محدودا ضمن حسابات إسقاط مسيرات العودة، نظرا لخشيتها من امتداد التصعيد أو حدوث عمليات.

وتوقع الدجني، أن إسرائيل تحاول وضع غزة في دائرة العمل العسكري بعيدا عن المسيرات السلمية كون المقاومة استفادت من قواعد اللعبة التي فرضتها اسرائيل، مشيرا إلى أن السلمية استنزفت حسابات اسرائيل وجعلت غزة رافعة للمشروع الوطني.

وأكد أن إسرائيل تحاول احتواء أي أزمة في ظل التطبيع وتمرير صفقة القرن، مستدركا أن فرض دخول المعركة بقطاع غزة باتت ضئيلة لكنها ما زالت قائمة في حال أدركت اسرائيل أن مسيرة العودة قد تتمدد إلى ما هو أبعد من القطاع.

ورأى الدجني، أن ما حدث لا يصنف بالإغتيال بقدر ما هو صراع أدمغة مستمر، متوقعا أن تذهب إسرائيل لمعركة أوسع في الجبهة الشمالية بإيران وسوريا بعيدا عن القطاع.

من جهته قال الصحفي والمحلل في صحيفة معاريف تال ليف رام: إنه على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما حدث في غزة، إلا أن الاحتمالات التي قد تؤدي إلى حدوث تصعيد "موجودة".

وقال نوعم أمير من القناة 20: أُذكّر قبل نحو أسبوعين، أن ليبرمان، وعد بالتطرق لأي سيناريو لإفشال تهديدات حماس.

احتمالية التصعيد بالقصف

الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله أوضح أن المعركة الهادئة بين فلسطين وإسرائيل لم تنتهِ، مشيرا إلى أن إسرائيل اعتادت على أسلوب التنصت وتفخيخ أجهزة الإتصالات.

وأكد في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن إسرائيل سبق واستخدمت تفخيخ طائرة بقطاع غزة ولبنان لاصطياد الشبان الفلسطينيين.

ولفت إلى ان حماس غير معنية بالتصعيد وتعول كثيرا على مسيرة الخامس عشر من أيار.

وأكد أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل لإفشال مسيرة العودة، متوقعا أن تذهب إسرائيل نحو التصعيد بقصف مواقع في غزة واحتمالية اغتيال رموز معينة.

وأوضح أن إسرائيل لم تعترف بالجريمة كعادتها، لافتا إلى انها لن تعترف إلا إذا ضبطت متلبسة.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، موقعاً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمال قطاع غزة، بحسب موقع (0404) الإسرائيلي.

وأوضح الموقع ذاته، أن القصف الإسرائيلي، جاء رداً على إحراق مساحات واسعة من قبل الشبان الفلسطينيين على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ويذكر أن صحة غزة أكدت أن الإنفجار نتج عنه ستة شهداء وصلوا المستشفى عبارة عن أشلاء، اضافة إلى ثلاث اصابات، وكشفت عن هوية الشهداء في وقت متأخر من ليلة أمس، وهم  الشهيد طاهر عصام شاهين ٢٩ عامًا، والشهيد وسام أحمد أبو محروق ٣٧ عامًا، والشهيد موسى إبراهيم سلمان ٣٠ عامًا، والشهيد محمود وليد الأستاذ ٣٤ عامًا، والشهيد محمود محمد الطواشي ٢٧ عامًا، والشهيد محمود سعيد حلمي القيشاوي 27عامًا من غزة الرمال.