عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يتواصل الفلسطينيون في التظاهرات السلمية بمسيرات العودة على الشريط الحدودي لقطاع غزة، للأسبوع السادس على التوالي، على الرغم من سقوط عشرات الشهداء وآلاف الإصابات، والتي ستستمر حتى اليوم الأكبر لهذه المسيرات يوم 15 آيار المقبل المتزامن مع الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية.
جمعة "عمال فلسطين" هي الجمعة السادسة لمسيرات العودة والتي تحمل رسالة تقدير لشريحة العمال التي لها باع كبير في مسيرة البناء والنهضة والنضال الوطني، حيث صادف يوم الثلاثاء الماضي 1/5 عيد العمال.
وفي الأسبوع السادس لمسيرة العودة أصيب 170 مواطناً بجراح مختلفة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، والاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء استهداف الاحتلال المتظاهرين السلميين.
منذ الأمس والاحتلال الإسرائيلي يتوعد الفلسطينيين المتظاهرين قرب السياج الزائل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، بإسقاط الطائرات الورقية قبل وصولها إلى الأراضي المحتلة خشية من سقوطها في الحقول الزراعية والتسبب باشتعال الحرائق، إلا أن الفلسطينيون فاجأوا جيش الاحتلال بقدراتهم البسيطة على اسقاط طائرتين "إسرائيليتين" شرق خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة، لينقلب "السحر على الساحر".
واستخدم الفلسطينيون الحجارة فقط لإسقاط الطائرتين الإسرائيليتين، وبعد إسقاط الطائرتين تبين بأن الطائرتين تقومان بالتصوير وتم السيطرة عليهن ونقلهن إلى جهة مجهولة.
فيما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي، تهديدات وتحذيرات للمشاركين في مسيرو العودة، قرب السياج الفاصل شرق مدينة غزة، عبر مكبرات الصوت باللغة العربية.
وبحسب مراسلنا فإن جنود الاحتلال أطلقوا التحذيرات للمشاركين بأن "القناصة ينتظرونهم لقتلهم"، وأن "كل الجدار معزز بقوات...ونحن حذرناكم...وشو عملتم الجمعة الماضية انتم غلطانين".
تهديدات الاحتلال لم ترعب شباب "جمعة العمال" بل إنها زادتهم قوة وإصراراً على مواصلة عملهم المقاوم بطريقتهم السلمية، وكأنهم يرددون تراتيل أشعار محمود درويش بقصيدة "سجل أنا عربي".. ( ولكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي... حذار حذار من جوعي ومن غضبي) حيث تمكن المئات منهم من اقتحام السياج الامني المحيط بقطاع غزة أكثر من مرة.
وقال مراسلنا إن العشرات من الشبان اقتحموا السياج الامني شرق جباليا بعد ان انتقلوا بشكل مفاجئ مسافة كيلو متر الى الشمال من مخيم العودة حيث عدد جنود الاحتلال اقل بالمقارنة مع المتواجدين شرق المخيم بشكل مباشر.
وقص الشبان السياج الامني ودخلوا عدة دقائق قبل ان يبدأ جنود الاحتلال باستهدافهم بالرصاص وقنابل الغاز ما اوقع عدد كبير من الاصابات.
ولأن مسيرات العودة السلمية في كل يوم تثبت نجاحها وسلميتها فإن الاحتلال الإسرائيلي عجز كل العجز من التخلص من هذه المسيرات، فاستخدم كل الوسائل والأساليب للقضاء عليها من عنف من إرهاب من قناص وأسلحة وقنابل.
وتستخدم قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، والطائرات دون طيار لقمع المواطنين على حدود القطاع في انتهاك واضح لحقهم في التظاهر السلمي، حيث أكدت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قنص قوات الاحتلال للمتظاهرين على حدود القطاع دون أن يشكلوا أي خطر على الاحتلال وجنوده.
واستشهد 45 مواطناً منذ بدء مسيرات العودة، بينهم صحفيان، و5 أطفال دون سن الـ (18) عاماً، وأصيب قرابة 7000 مواطن .