منال الزعبي - النجاح الإخباري - المشاكل الاجتماعية وعلى رأسها الطلاق، أفعى تنهش جسد الأُسَر وتفتك بأفرادها لا سيما الأطفالَ منهم، والذين يروحون ضحيَّة قرار أهوج.
الطفل أحمد فرج غنَّام والذي قرَّر إنهاء حياته بعد أن انتهت علاقة والديه بالطلاق، أحبَّ الحياة وتمتع بالحيويّة التي انطفأ وهجها بلا ذنب وفي عمر الورد.
نشر أحمد صوره على صفحته الشخصية على الفيس بوك، يحمل أملًا في الحياة وحبًا للسيارات.
وفي ملامحه بدا الألم واضحًا من عبارة كتبها "بلاد الظلم أوطاني"، فأيُّ ظلمٍ يحسه ابن الأربعة عشر ربيعًا؟ ويعود ليواسي نفسه قائلًا: "إنَّ مع العسر يسرا"، ربما ذهب لصلاة الجمعة وسمع هذه العبارة فردفت قلبه غيرَ كثير، إذ غلبه شعوره بالظلم لينهي حياته شنقًا ويترك لذويه جثته المعلقة في قلب بيتهم.
وفتحت النيابة العامَّة والشرطة تحقيقًا في ظروف وملابسات الفتى أحمد فرج غنَّام (14) عامًا، في بلدة جبع جنوب جنين شرقًا.
وذكر بيان الإدارة العامّة للعلاقات العامّة والإعلام في الشرطة أنَّ غرفة العمليات في شرطة المحافظة تلقَّت بلاغًا من مركز شرطة جبع حول قيام مواطن بالإبلاغ عن انتحار نجله في منزله.
وبحسب مدير العلاقات العامَّة والإعلام في الشرطة لؤي رزيقات الذي تحدث حول القضيَّة موضِّحًا أنَّ النيابة العامَّة والشرطة في محافظة جنين فتحت تحقيقًا في ملابسات الحادث بعد أن وردت إليها المعلومات التي تفيد بوجود هذا الطفل معلَّقًا في منزل والده، فتحركت قوَّات من الشرطة برفقة النيابة العامَّة إلى المكان، وتمَّ نقل الجثمان إلى المستشفى، وقرَّرت النيابة التحفُّظ عليه وإحالته لمعهد الطب العدلي من أجل التشريح وتَبيُّن أسباب الوفاة الحقيقة.
وأضاف ارزيقات في تصريحات لـ"النجاح" : "نحن في انتظار هذا التقرير حتى يتم استكمال مجريات التحقيق الذي لا زال جاريًّا حتى اللحظة وأن ما يقف وراء هذه الحادثة كان مشاكل وخلافات اجتماعية."
مشاكل اجتماعية يدفع ثمنها أطفال لا ذنب لهم فيها، وحق على كلِّ من قرَّر الإنجاب أن يحفظ لهؤلاء حياة نفسيَّة وصحيَّة واجتماعية سويَّة، فإنَّ أعظم الخسارات إنسان.
وتحدَّث الدكتور فاخر الخليلي رئيس قسم علم النفس في جامعة النجاح الوطنية، عبر إذاعة صوت النجاح عن حادثة الانتحار فقال: "إنَّ فعل الانتحار يتنافى مع عقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وثقافتنا."
وشدّد الخليلي على العوامل التي تسبَّبت مؤخرًا في ارتفاع نسبة حالات الانتحار، وهذا نتيجة الضغوطات والتوتر الذي نشهده هذه الأيَّام في أغلب المجتمعات وعلى مستوى عالمي.
وعن الفئات التي قد تقبل على الانتحار قال الخليلي: "إنَّ بعض الفئات تتعاطى بطريقة حسَّاسة مع ضغوط الحياة من قبل فئة الأطفال والشباب في ظلِّ غياب الرعاية الاجتماعية وغالبًا يحاول الواحد منهم معاقبة الجماعة ولفت انتباههم، أو يأتي القرار إنهاءً لمعاناة نفسية عاشها الطفل أو الشاب.
وأضاف مجرد الحديث عن هذه الحالات يحوِّل المسألة إلى عادة أو أمر طبيعي ما يدعونا إلى التريث في تناول هذه القضايا وتصويب توجهها.
وأكَّد الخليلي على أنَّ الأزمات النفسية التي قد يعاني منها المراهق الفاقد أو غير القادر على تحديد هويّته الشخصية تنمي نزعة الانتحار في ظلِّ النزاعات الأسرية، فالمناكفات والخلافات والصراعات الزوجية تفتح الباب أمام الانتحار.
العامل الأسري قد يكون حاسمًا في مثل هذه الإشكاليات.