هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - عاد الملف الإيراني الإسرائيلي الأمريكي يتصدر الساحة الإعلامية والطاولات السياسية، بتبادل الرسائل المبطنة بين الاطراف، التي تثبت أن كل ما نستمع له حول إيران ما هو إلا أوهام، استخدمتها امريكا وإسرائيل كفزاعة للوصول إلى مصالحها ومحاولة السيطرة على الشرق الاوسط بالتحالف مع إسرائيل، كما أكد محللون لـ"النجاح الإخباري"، فلماذا لم تنسحب أمريكا من الاتفاق النووي على الرغم من قدرتها على ذلك؟ وهل ستعود ظلال الحرب بين إسرائيل وإيران تتصدر المشهد حاليًا، بصراع مفتوح بينهما؟ وما الذي جنته إسرائيل وأمريكا من إيران؟ وكيف تم استخدامها للسيطرة على المنطقة؟
الإتفاق النووي ومعارضة ترامب
المختص بالشؤون الإسرائيلية د. عمر جعارة أكد أن الموقف الأمريكي للنظام الحاكم في إيران ظهر أثناء الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، مؤكدا أنه معاد للإتفاق النووي ويعتبره لا يمثل المصالح الأمريكية وخطأ كبير من أوباما.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتفاق النووي الذي يجمع أمريكا بإيران والدول الخمس الكبرى في العالم، بـ"الفظيع" و "السخيف"، وذلك خلال اجتماع ثنائي عقده مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، في مكتب ترامب بالبيت الأبيض، في الوقت الذي شدد فيه ماكرون على أهمية الاتفاق مشيرا إلى أنه "جزء من الصورة الأكبر".
وأوضح جعارة، في تحليل خاص لـ"النجاح الاخباري" أنه على الرغم من اعتراض أمريكا للإتفاق، إلا أنها تهدف إلى تعديل الإتفاق وليس الانسحاب منه، على الرغم من قدرتها على الانسحاب.
وهذا ما تم التوصل له في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لترامب هذا الاسبوع لإقناع الاخير بعدم الانسحاب من الاتفاقية، وأعلن ماكرون أنه يعتقد أن المناقشات مع ترامب تجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد حول إيران وأنه يريد من الولايات المتحدة وفرنسا الالتزام بإيجاد اتفاق حول الاتفاق.
وقال ماكرون: "إن الصفقة لا ينبغي أن تتمزق وإنه يستطيع أن يفهم مخاوف ترامب وانتقاداته".
ونوه المحلل السياسي جعارة، إلى أن أمريكا لم تجن شيئا من اتفاق رفع العقوبات عن ايران، الذي تمثل بضخ مليارات الدولارات إلى ايران، مقابل ما يسمى بالمفاعل النووي الايراني، إلا أن قبول أمريكا أدى إلى محاربة ايران بعض الدول بالوكالة عن أمريكا.
وأوضح ان التدخل الايراني في الشرق الاوسط أسفر عن مقتل حوالي 2 مليون في العراق ومليون في سوريا.
وأشار إلى أن إيران ضجت من قصف تيفور 4 علما أن سلاح الجو الاسرائيلي موجود في السماء السورية على الدوام، وهنا تساءل جعارة ماذا كان يقصف سلاح الجو الاسرائيلي في السماء السورية؟، ما يفسر أن كل الضربات السابقة لم تكن ضد ايران، فالادارة الامريكية منسجمة مع ايران وكذلك اسرائيل.
وبين أن المعارضة الاسرائيلية ما هي إلا تعزيز لموقع ايران في الشرق الأوسط، وبذلك حصلت اسرائيل على تثبيت المساعدات الامريكية.
وأكد أن القتال توقف الان بسبب دحر كل المعارضة السورية والعراقية تحت أسماء عدة منها داعش ونصرة والجيش الحر وغيره، قائلا "أمريكا تريد الان الخروج من الشرق الاوسط، فبنظرها استطاعات تفتيت المعارضة ولا يوجد نظام جديد يشكل خطرا على النظام الجديد في بغداد أو سوريا".
وقبيل مباحثات ترامب وماكرون حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته القوى العالمية مع طهران.
وهدد روحاني بـ"عواقب وخيمة" إذا مضى ترامب قدما وأعلن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق.
هذا ما جنته إسرائيل
فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن القدرات النووية التي تمتلكها إيران حولتها لدولة ذات امتدادات من شأنها التغيير بموازين القوى، وأكد أن إسرائيل تستخدم الأولى كفزاعة تستفيد منها بأمور عدة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنّ ظلال الحرب بين إسرائيل وإيران يتصدّر المشهد حاليًا، والحديث عن صراع مفتوح بينهما في سوريا يتزايد.
وأضافت على لسان إيشان ثارور، المتخصص في العلاقات الخارجية، : "أتت الضربة العسكرية الأخيرة على سوريا، في أعقاب ضربة إسرائيلية على منشأة إيرانية في مطار سوري، ما أسفر عن موجة من الإدانات من قبل داعمي النظام السوري في موسكو وطهران، علمًا أنّه منذ العام 2012، نفّذت المقاتلات الإسرائيليّة حوالى 100 غارة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا"، لافتًا الى أنّ مسؤولين إسرائيليين يعتبرون أنّ هذه الإجراءات ضروريّة من أجل تجنّب التهديد الدائم على الحدود والحدّ من تدفّق السلاح إلى "حزب الله".
واستبعد عبدو في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" نشوب حرب إقليمية موضحا أن إسرائيل تحاول إخافة الدول العربية من إيران حتى ترتمي هذه الدول بأحضانها كما حدث مع السعودية وتطورت العلاقات الثنائية من خلال الدعم العسكري في الحرب على اليمن ومحاولة بناء حلف أطلسي إسرائيلي.
من جانبه قال وزير قوات الاحتلال أفيغدور ليبرمان قوله: "مهما كان الثمن، لن نسمح بلفّ حبل المشنقة حول أعناقنا". وعندما سُئل عن إمكانيّة نشوب حرب جديدة، ردّ قائلاً: "آمل ألا يحدث ذلك. أعتقد أنّ دورنا الأساسي هو منع الحرب وهذا يتطلّب ردعًا حقيقيًا ومحددًا، إضافةً الى الجهوزيّة للردّ".
واتفق عبدو مع المحلل جعارة فيما يتعلق بالجانب الذي يصب بصالح إسرائيل من خلال إيران، وهو ابتزاز الولايات المتحدة بها للحصول على أفضل أنواع السلاح وتقديم الدعم الإقتصادي.
ونوه إلى ان إسرائيل استفادت من الملف الإيراني بإزاحة القضية الفلسطينية وإغلاقها عن الطاولات السياسية، وجعل ايران القضية المركزية.
كما بين أن إيران ليست كما تصفها إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكدا أنها دولة اقليمية لها مصالحها، متهمة بتصدير الثورة الايرانية، مشيرا إلى أن تضخيم الخطر الايراني يصب بصالح دولة الاحتلال لا أكثر.
يذكر أنه يتعين على ترامب اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيبقى جزءا من الصفقة بحلول 12 مايو القادم وقد أشار إلى أنه ما لم يتم إدخال تغييرات جوهرية على شروط الاتفاقية فإن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الصفقة بالكامل وقال ماكرون: "في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه لا توجد "خطة بديلة" للاتفاقية الموقعة في عام 2015.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية مع توجه ماكرون إلى الولايات المتحدة حثت الحكومة الإيرانية قادة الاتحاد الأوروبي على إقناع ترامب بعدم الغاء صفقة 2015 بين طهران والقوى الست العالمية.
بعد دقائق من وصول ماكرون إلى الولايات المتحدة قال البيت الأبيض "إنه ليس لديه أي إعلان عن الصفقة الإيرانية وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز الرئيس كان واضحا للغاية انه يعتقد انها صفقة سيئة وهذا بالتأكيد لم يتغير."