غيداء نجار - النجاح الإخباري - قال أطباء فلسطينيون وأجانب يخدمون في قطاع غزة: "إن نحو 1700 فلسطينيا أصيبوا في غضون شهرين بالرصاص الحي خلال مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية."
ووصف الأطباء الإصابات التي تصل إلى المستشفيات بأنها الأخطر منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، مشيرين إلى أن معظم المصابين سيعانون من إعاقة دائمة بسبب تعرضهم لإصابات مدمرة.
وقال رئيس قسم الاستقبال والطوارى في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة د. أيمن السحباني: "إنه وللاسبوع الرابع على التوالي تصل الاصابات بأعداد كبيرة حيث وصلت منذ بداية المسيرات ما يقارب الـ5000، منها ما يزيد عن 1700 اصابة بالرصاص الحي".
وأضاف لـ"النجاح":تعودنا بكل حرب على غزة أن يفاجئنا الاحتلال بأسلحة جديدة، كالرصاص الذي يخرق الجسد ويترك جرحاً دائرياً صغيراً ويخرج بنفس حجم الدخول، بينما هذه المرة الاحتلال يستخدم الرصاص المتفجر "التوتو" تحدث مدخلا صغيرا بينما المخرج يكون كبيرا بحجم قبضة اليد، مع تهشم في العظام، وتقطيع في الأوتار والأوعية الدموية، وتمزيق للعضلات".
والرصاص المتفجِّر أو رصاص الدمدم أو رصاص التوتو، هو نوع من الرصاص الخاص، صُمِّم ليتفجر في أجساد الضحايا، بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر الداخلي بهم.
ويُطلق رصاص التوتو من بندقية تسمى (روجر) ويُعين قناص خاص مغطى الوجه لهذه المهمة، و يعرف الجنود الملثمون هؤلاء باسم (قناصي التوتو)، إذ "يطلقون النار دون صوت، ويحددون مناطق حساسة بالجسم بهدف القتل، مع العلم أن المصاب لا يشعر بأنه أصيب به إلا بعد أن يسقط على الأرض.
وأوضح السحباني، أن هذه الإصابات غالباً ما تؤدي لإعاقة جزئية أو كلية، مشيراً إلى أن معالجتها وخضوعها لوقت طويل أثناء العملية الجراحية، وهناك من يحتاج جرحه لأكثر من عملية للسيطرة عليه.
وأكد أن حصار غزة والذي دام 12 عاماً مضت، مع الاستهلاك الكبير للأدوات الطبية خلال أيام المسيرات أدى لنقص شديد بقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية، منوهاً أن هناك 45% من الأدوية أي النصف غير متوفر بالقطاع.
عنف مستمر...
وبحسب الخبير القانوني د.مؤيد حطاب، فإن استخدام الاحتلال للأسلحة ،بجميع الأحوال يدل على أن الهدف واحد وهو أن الاحتلال يمارس شتى أنواع الارهاب ضد المظاهرات السلمية التي لا تشكل خطرا حقيقيا على جنوده.
وقال حطاب لـ"النجاح": إن الاسلحة غير التقليدية التي يستخدمها الاحتلال هي محرمة دولياً".
مشدااً أنه يجب رصد جميع هذه الحالات وتوثيقها بشكل قانوني ورفع الملف إلى محكمة الجنايات الدولية كون ما يحدث هو تعدي على جميع قوانين الشرعية الدولية المسموح بها.
وأشار إلى أن القانون الدولي يكفل حق الدفاع عن النفس للجميع لكن بالمقابل الاستخدام المفرط وغير المبرر للأسلحة المحرمة دوليا يعتبر انتهاك ويجب معافبة مستخدمه امام محكمة الجنائيات الدولية.
وفي تصريح سابق للخبير بالشأن العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات لـ"النجاح"، يؤكد عريقات أن الاحتلال عاجز عن قمع المظاهرات السلمية في غزة لذلك لجأ إلى استخدام كل الأساليب بما فيها الرصاص المتفجر، ونحن شاهدنا الكثير من الإصابات في صفوف الفلسطينيين بهذا الرصاص الذي هو محرم دولياً.
واستدرك اللواء عريقات: "لكن إسرائيل لا تعترف بأنه محرم دولياً ومنذ احتلالها وهي تستخدم كل الأسلحة المحرمة دولياً".
في ذات الإطار، اعتبرت المنظمات الحقوقية التوتو خطراً وفتاكاً، وتكمن خطورته في استخدامه من قناصين، يستهدفون ضحاياهم بطريقة مباشرة وقاتلة.
أما رصاص الدمدم فمن شأنه أن يحدث تغييرات مختلفة، فإمّا أن تنفجّر الرصاصة داخل الجسد محدثة شظايا فيه، وإمّا أن تعمل على زيادة الضغط الجوي حولها في داخل الجسد، ممّا سيَنتج عنه تفتيت للمكان الذي حوله، والذي تُغرس فيه الرصاصة.
وأيّما كان الأثر الناتج عن رصاصة الدمدم، يبقى من الأسلحة الخطرة جدّاً والمدمّرة، والتي غالباً ما يصعب علاج الأثر الناجم عنها.
فيما قال أطباء من منظمة أطباء بلا حدود، أن فرقها تعالج الجرحى الذين خضعوا لعمليات جراحية وتعرضوا لإصابات شديدة يصعب علاجها، مشيرين إلى أن معظم المصابين سيصابون بإعاقات بدنية حادة وطويلة الأمد.
وقالت ماري إليزابيث إنجرس رئيسة بعثة المنظمة في فلسطين أن معظم المصابين يعانون من جروح تسببت في تدمير النسيج بعد أن حطمت العظام وأن هؤلاء سيخضعون لعمليات جراحية معقدة للغاية، ومعظمهم سيعانون من إعاقات تستمر مدى الحياة. مبينة أن البعض منهم عرضة لخطر البتر بسبب عدم توفر الرعاية الكافية في غزة
وتشير المنظمة إلى أنه بالإضافة إلى المعالجة الدورية للإصابات سيحتاج المصابين إلى مزيد من الجراحة وإعادة التأهيل لفترات طويلة، وأنهم سيعانون بشدة في حال لم يتلقوا العلاج اللازم بغزة أو يتلقون تصاريح للعلاج بالخارج.
ونقلت جمعية المساعدات الطبية ومقرها لندن عن أطباء محليين في غزة إلى أن الأطباء المحليين اضطروا إلى إجراء 17 عملية بتر في الأطراف السفلية والعليا للجرحى.