اياد عبادلة - النجاح الإخباري - وصف سياسي كبير في حكومة الإحتلال، ظهر اليوم السبت، الهجوم الامريكي البريطاني الفرنسي على سوريا بالرسالة الواضحة والصحيحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال إن الرئيس الامريكي دونالد ترامب أوضح أن استخدام سلاح كيماوي هو تجاوز للخطوط الحمراء، وزعم السياسي أن سوريا قامت بتنفيذ عمليات قتل وانشاء قواعد لذلك بمساعدة ايران، لذلك فهي تعرض اراضيها وقواتها وقيادتها للخطر، ونقل الإعلام العبري عن مصادر سياسية في دولة الإحتلال أن "تل أبيب" علمت مسبقا بالضربة العسكرية التي وجهتها واشنطن ولندن وباريس لسوريا، ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر أمنية في جكومة الإحتلال لم تسمها، أنه "تم إبلاغ قادة الإحتلال مسبقا بنية الدول الثلاثة توجيه الضربات إلى سوريا"، وذكرت "القناة العاشرة" العبرية أن التقديرات تشير إلى أن حكومة الإحتلال تلقت بلاغا عن الضربة قبل الشروع بها، دون تفاصيل أو تأكيد من الحكومة، فيما أعلن أمني "اسرائيلي" رفيع لم تحدد هويته الإذاعة العبرية، أن "حكومة الإحتلال على أهبة الاستعداد لأي سيناريو"، معتبراً أن "الوجود الإيراني في سوريا يستهدف المس بأمن دولتهم المزعومة"، بينما اتفق محللان سياسيان على أن المؤسسة الأمنية التابعة للإحتلال هي من حددت الأهداف التي تم قصفها من قبل التحالف الثلاثي خلال عدوانهم فجر اليوم السبت على سوريا، لكن الأم والأبرز هل أشبعت الضربات رغبات الإحتلال، وهل اعتبر قادة الإحتلال أنها مجدية؟ ولماذا يصرون على استهداف اركان الدولة السورية كلما استطاع جيشها من احراز تقدم في الجنوب وفي المناطق التي تقترب من الحدود السورية والأراضي التي يسيطر عليها الإحتلال"؟.
رأى الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، د. هشام أبو هاشم أن ضربات العدوان الثلاثي على سوريا فجر اليوم لم تشبع رغبة قادة الإحتلال، مشيرًا إلى أوساط سياسية وإعلامية تعالت منذ ظهر اليوم مستغربة من حجم الضرة ووصفوها بأنها لم تلبي طموحات المستوطنين، ولا قادة الإحتلال، وأشار إلى أن زيادة حجم الانقاد دفع رئيس حكومة الإحتلال لمنع التصريحات حول الضربات.
وأوعز رئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، إلى وزرائه بعدم الإدلاء بأي تصريحات بشأن الهجمات التي وقعت فجر اليوم في سوريا، وبحسب صحافيين إسرائيليين، فإن نتنياهو طلب من الوزراء عدم إجراء أي مقابلات إعلامية بهذا الشأن، ويأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤول في حكومة الإحتلال، إن الإدارة الأميركية أبلغت الحكومة في تل أبيب بالعمليات التي جرت قبل تنفيذها، واعتبر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفائه تصرفوا وفق الخطوط الحمراء التي تم وضعها في سوريا.
وكتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، معلقا على الهجوم الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا، إن "الأسد يمكنه تنفس الصعداء. الضربة كانت محدودة وهشة ولم تطل رموز النظام. الأسد باقٍ"، وتابع أن "أهداف الهجوم وحجمه تدل على أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا خشوا جدا من إغضاب روسيا وهمهم الأكبر كان عدم إيقاظ الدب الروسي أكثر منه توجيه ضربة قاسية للأسد"، واعتبر أن التحالف الأمريكي الأوروبي أراد أن يبعث رسالة للأسد أن استخدام السلاح الكيماوي سيكلفه ثمنا باهظا لكن الهجوم الذي شنه هذه الليلة لن يحقق هذا الهدف، وقال: طالما روسيا وإيران في ظهر الأسد فلا شيء سيردعه من استخدام الكيماوي ضد شعبه وحتى ضد دولة الإحتلال.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي المقرب من النظام السوري، وحزب الله، حسام عرار، أن المنظومة العسكرية الأميركية نصحت ترامب بعدم التهور، وادخال الجيش الأميركي في وحل التركيبة الجغرافية السورية، مشيرًا إلى أن طبيعة الشام الجغرافية والجبلية، وتعدد الجماعات المسحلة فيها، من شأنها أن تخلط الأوراق كافة، وتغرق ترامب في حرب استنزاف طويلة الأمد، خاصة أن خيوط التحالف فيها معقدة.
وأشار في تحليل خاص لـ"النجاح" إلى أن الإحتلال كان يتوقع الأكثر ودفع بمعلمومات أكبر عن ضربات أوسع، لكن الإدارة الأميركية ارتأت أن تكون خاطفة وسريعة، تدنبا لمواجهة الدب الروسي، الذي بات يشكل قوة بتحالف أقوى في الشرق الأوسط، إضافة إلى ذلك بأن ترامب هو في الأصل رجل أعمال ورجل صفقات، واستطاع بفضل خبرته أن ينفذ طموح الإحتلال استعدادًا لدعمه في الفترة المقبلة، دون التصادم مع روسيا وايران الحلفتين القويتين في الشرق الأوسط.
واعتبر محلل الشؤون العسكرية، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي، الضربة بأنها "ليست مجدية"، ولن تردع الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام السلاح الكيميائي من جديد، وأضاف، "طالما أن الأسد يتمتع بالغطاء الذي تقدمه له روسيا، فلن يرتدع عن استخدام السلاح الكيميائي من جديد ضد مواطنيه، وربما ضد إسرائيل في المدى البعيد".وتابع محلل الشؤون العسكرية، إن واشنطن ولندن وباريس أرادوا رفع "البطاقة الحمراء" في وجه الأسد وبوتين، لكنهم فعليا رفعوا "بطاقة صفراء" وبصعوبة أيضاً.
ولفت المحلل عرار إلى أن الهدف من الضربات لم يكن "مسرحية الكيماوي" في دوما، التي الفتها وأخرجتها الولايات المتحدة والاحتلال بالتحالف مع الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية، لكنه أشار إلى أن الإحتلال يحاول قدر الإمكان منع الجيش السوري من استكمال سيطرته على المناطق القريبة من الحدود الفاصلة بين سورية والاراضي التي احتلتها "اسرائيل"، مشيرا إلى أنه كلما تقدم الجيش السوري، في هذه المناطق بالتحديد عاد الإحتلال وحلفائه إلى مسرحية الكيماوي من جديد.
وبين أن الذي يخيف الإحتلال هو تمركز الجيش السوري وحلفائه من القوات الإيرانية وحزب الله على الحدود مع دولة الإحتلال، الأمر الذي يدب الرعب في حكومة الإحتلال، ويرون أنهم باتوا محاطين بهلال المقاومة.
واتفق معه أبو هاشم بأن الإحتلال يخشى من تمركز حزب الله على الحدود، وتأمين خطوط الإمداد بين دمشق وبيروت، فضلًا عن أنها رسالة لإيران في ظل التهديدات الاسرائيلية المتتالية وخشيتها من الوجود الإيراني في سورية وتكوين قواعد لها تكون قريبة من دولة الإحتلال المزعومة.
وكان وزير حرب الإحتلال أفيغدور ليبرمان، زعم قبل أيام أن "قبولنا ببقاء الإيرانيين في سوريا، كالقبول بالسماح لهم بشد الخناق حول رقابنا"، وشدد خلال زيارته قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل، على أن "اسرائيل" لن تسمح لإيران بترسيخ أقدامها في سوريا، مهما بلغ الثمن، مضيفا أنه "لا يوجد لنا خيار آخر"، وقال، إن "سلاح جو الإحتلال الإسرائيلي عاد للعمل في سوريا مرة ثانية"، قبل أن يأتي بنفي المسؤولية الرسمية للإحتلال عن الهجوم، وسبق أن قصف طيران الإحتلال المطار ذاته في شباط/ فبراير الماضي.
وأكد عرار على أن ضربات العدوان الثلاثي، فجر اليوم السبت على سورية، قلبت معادلة الشرق لأوسط من جديد، ومنحتها اصطفاف أكبر في ظل العزلة التي عانت منها فترة من الزمن نتيجة التجاذبات السياسية في المواقف العربية، مشيرا إلى أن التغير في المواقف بات واضحا من البيانات التي صدرت عن عدة أطراف كانت تعارض مسير الدولة السورية.
وشدَّد عرار، على أن الإدارة الأميركية لن تتجرأ مرة أخرى على ضرب سورية، خصوصا أنها أحدثت شرخًا في توازنات المنطقة، لافتا إلى أن الاصطفاف الشعبي العربي كان رافضًا للعدوان، ورأى أنه مصلحة اسرائيلية بامتياز، عدا عن ذلك روسيا لن تسمح بتكرار التجربة، وايران وحزب الله قد يقلبون المعادلة بفتح جبهات أخرى عبر التحالفات مع فصائل المقاومة في فلسطين وخلايا الحزب وايران في أوروبا.
ونوه عرار، إلى أن الشعب السوري اصطف إلى جانب قيادته أكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد أن تمكنت الدفاعات الجوية السورية من اسقاط أكثر من 70 صاروخًا، وحطمت آمال الإحتلال، وأفشلت نظرية التآمر الغربي.
وبثت الرئاسة السورية لقطات فيديو تظهر الرئيس بشار الأسد لدى وصوله لمقر رئاسي لممارسة مهام عمله، بعد ساعت من الضربة العسكرية الثلاثية التي قادتها الولايات المتحدة، وعنونت صفحة الرئاسة على "فيسبوك" الفيديو بعبارة "صباح الصمود"، وظهر الأسد في الفيديو الذي لم يزد على عدة ثوان، مرتديا حلة ورابطة عنق ويحمل حقيبة أوراق، ويسير في مدخل رخامي لأحد المباني.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هجمات صاروخية، فجر السبت، على مواقع سورية بأكثر من 100 صاروخ، فيما أعلنت موسكو أن دمشق تصدت لأكثر من 70 صاروخ منها، وأن المواقع التي تضررت كان قد تم إخلائها مسبقا، زاعمين أنها جاءت ردا على هجوم سوري على دوما في الغوطة الشرقية، وسط تقارير عن استخدام أسلحة كيماوية به، وحاولت دمشق التقليل من تأثير الهجوم، حيث قالت وزارة الخارجية السورية إن الهجوم الغربي "لن يؤثر بأي شكل في عزم الجيش السوري على محاربة المتشددين واستعادة السيطرة على البلاد بأكملها".