مهند ذويب - النجاح الإخباري - أعلَن وزير حرب الإحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن تَوسيع منطقة الصّيد جنوبَ قِطاع غزّة إلى تِسعة أميال اعتبارًا من أمس الثلاثاء، وتستمرّ حوالي ثلاثة أشهر، وزعمَت قوّات الاحتلال أنّ تِلك الخطوة تأتي لمساعدة قطاع غزّة، ومن شأنِها خلق فرصٍ جديدة للعمل، بينما في الآونة الأخيرة ازداد تَحذير الكُتّاب الإسرائيليين من انهيار الوضع في قِطاع غزّة، فناحوم برينياع كتب في يدعوت أحرنوت أوّل أمس: " إذا سقطت غزّة، فإنّها ستسقط على حافّة بوابتنا"، وهذا ينافي المَساعي والمزاعم التي تسوقها حكومة الإحتلال الإسرائيليّة والإدارة الأمريكيّة لتطبيق صفقة القرن، والحديث أنّ غزّة مستقلّة منذ 12 عامًا، وهي مؤهلة كي تكون دولة فلسطينيّة مع سيناء، ورأى محلّلون أنّ هذا يأتي ضمن سياسة ليبرمان: " إبقاء الرّأس فوق الماء".
نقيب الصّيادين في غزّة نزار عيّاش قال: " بالفعل أبلغتنا قوّات الاحتلال بتوسيع مساحَة الصّيد من ستّة أميال إلى تسعة أميال، وهذه المساحَة منقوصة، لا تُلبي حاجة نَحو 4000 صيّاد، يعملون في نحو 1000 قارب".
وأكّد عيّاش في تصريح خاص لـ" النّجاح الإخباري"، أنّ هذه التّوسعة التي زعم الإحتلال أنه قام بها من ناحية انسانية هي إعلاميّة فقط، فالمنطِقة التي أضافها الإحتلال لم تغيّر شيئًا في النّتاج اليومي؛ لأنّ المساحة المَطلوبة التي تتواجد فيها الأسماك بكثافة، والتي تشكل جدوى اقتصاديّة تأتي على مساحة 12 ميلًا".
ورأى المحلّل الاقتصادي حامد جاد، أن الفائِدة الوحيدة لهذه التوسِعة هي أنّها تتزامن مع موسِم صيد السّردين، وهي من الأسماك التي تباع بكثرة في السوق الفلسطيني المحلّي؛ لأنّ أسعارها تتناسَب مع القدرة الشرائيّة للمستهلك".
وأوضح في تحليل خاص لـ"النّجاح الإخباري"، أنّ الأسماك التي تشكل جدوى اقتصاديّة تأتي على مسافة 12 ميلًا، والتّوسعة المَطلوبة أتت دونَ تطلّعات الصّيادين، حيث أنّ المساحة التي تحدّث عنها اتّفاق أوسلو هي 20 ميلًا، وهذا لم يطبّق سوى لأربعة سنوات من عُمر السّلطة الوطنية الفلسطينيّة، حيث قامت قوّات الاحتلال بإرجاع المساحة بعد انتفاضة الأقصى عام 2000".
وعن ارتباط الأمر بمسيرات العَودة قال: " إنّ هذه الزّيادة مدّتها ثلاثة أشهر، ويمكن أن لا يقوم الاحتلال بتمديدها كما حدث في نهاية العام 2016، فقد لجأ إلى إعادة تقليصها إلى ستّة أميال، وإن ارتبط الأمر بمسيرات العَودة فالمفترض أن يكون هناك تسهيلات جوهريّة تتعلّق برفع الحصار عن التّجارة الفلسطينيّة بشكل عام، وإتاحة حريّة حركة الأفراد والبضائِع".
وتعرَّض الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة، لاعتداءات يومية من قبل سلاح بحرية الإحتلال الإسرائيلي، أدت خلال العام الفائت إلى استشهاد صيادين اثنين وإصابة 47 واعتقال 39 آخرين، حيث كان عام 2017 بالنسبة إل الصيادين في قطاع غزة، والذين يقدّر عددهم بأربعة آلاف صياد، هو الأسوأ منذ عقدين من الزمن.
وأشارت نقابة الصيادين الفلسطينيين إلى أن بحرية الإحتلال الحربية الإسرائيلية تطلق النيران وتطارد الصيادين وتصادر قواربهم وتعتقلهم في المساحة المسموح الصيد فيها، وأوضحت أنّ نحو 4000 صياد يعملون في مهنة الصيد يعولون نحو 70 ألف شخص، يعانون من شُح كمية الصيد واعتراض بوارج الاحتلال الإسرائيلي لهم، الأمر الذي دفع 1000 صياد منهم للتعطل عن العمل والجلوس في البيت، وباتوا يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية.