نهاد الطويل - النجاح الإخباري - جاء الاعتداء الإسرائيلي على مطار التي فور بسوريا، قبل يومين ، ليضيف تعقيدا إضافياً في مسارات التشابكات الإقليمية والدولية المحيطة بالملف السوري المشتعل منذ سنوات.
مسلسل الوعيد الأميركي ــ الأوروبي وخاصة الفرنسي المشترك، ضد النظام السوري المتهم بتنفيذ ضربة عسكرية رداً على أي هجوم مثبت عاد مجددا الى الواجهة بعد تهديدات امتدت لأشهر طويلة وترافق بتصعيد غربي غير مسبوق ضد روسيا الحليف الأقوى لدمشق.
تهديدات بلغت ذروتها من جديد مع انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن على وقع دراسة البيت الأبيض لاحتمالات التحرك عسكريا.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عاد بدوره ليلوّح بقرار سريع حول إمكانية الرد على ما وصفه بالهجوم البشع بالأسلحة الكيميائية.
محذرا من أن إدارته ستتخذ بعض القرارات بشأن سوريا خلال الـ24 أو الـ48 ساعة المقبلة.
ويؤكد المختصون العسكريون أن ثلاثة احتمالات مطروحة أمام البيت الأبيض، أولها القيام برد محدود مثل الضربة الصاروخية قبل عام على مطار الشعيرات بعد مجزرة خان شيخون الكيميائية
أما الخيار الثاني فيتمثل في القيام بضربة أكبر، تدمر جزءاً من القدرة الجوية لنظام بشار الأسد وتستهدف سلاحه الجوي.
ويبقى الخيار الثالث الذي يتمثل في التخلي عن قرار الإنسحاب من سورية والالتزام بحضور أميركي يركز على محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي ويحتفظ بموقع للولايات المتحدة في سورية.
وفي هذا الإطار يؤكد اللواء طلعت موسى أن التهديدات الأمريكية بضربسوريا سيتم تنفيذها، لا سيما أن العادة جرت على إنه إذا هددت امريكيا نفذت.
ويرى موسى لـ"النجاح الإخباري"،أن من شأن اي ضربة امريكية او غربية لسوريا ان تشعل الإقليم ستشعل لأنها ستؤدى إلى انقسام شديد بين المؤيدين لأمريكا والمؤيدين لروسيا، وهو الأمر الذي سيضع المنطقة كلها في عواقب وخيمة، مطالبًا الولايات المتحدة بضروة إعمال صوت العقل وعدم اللجوء لاستعراض القوة على حساب الشعب السوري.
وأضاف أنه على الأمم المتحدة أن تتخذ موقف قوي تجاه تلك التهديدات.
واذا كانت "تل أبيب" المعتدية ترى أنها نجحت في تحقيق هدفين الأول بتدمير مقر لقوات إيرانية وإيصال رسالة واضحة إلى طهران، والثاني في توقيت الضربة مع كيميائي دوما وتداعياتها الدولية فإنّ أمام موسكو وطهران تحديات مختلفة يتقاطعان في بعضها.
فالإدارة الروسية تعمل على تثبيت تفوّقها وكسر أي محاولة لزعزعة استقرار النظام السوري، فيما أمام إيران مهمّة إضافية ترسي عبرها قواعد الاشتباك مع اسرائيل لتكون في مواجهة اختبار صعب في حال تكرار الاعتداء على وجودها
روسيا حذرت بدورها من النتائج الوخيمة في حال تعرُّض سوريا لضربة عسكرية.
وقال ألكسندر زاسيبكين سفير روسيا فى لبنان إن أى صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها.
وأضاف فى تصريحات بثت مساء أمس الثلاثاء أنه يستند فى ذلك إلى تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسى.
وقال زاسيبكين "إذا كان هناك ضربة من الأمريكيين سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى مصادر إطلاق الصواريخ".
إذا المنطقة امام سيناريوهات حساسة للغاية.
صحيح أن الجميع لا يريد الدخول في مواجهة شاملة لكن هناك من يسعى الى رسم المعادلة الأخيرة؟