هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بعد كثرة التصريحات بشأن المصالحة ومحاولة مصر دفع عجلتها إلى الامام، ما زالت الأمور معقدة كما أوضح محللون لـ"النجاح الإخباري"، ولكن ما خيارات حركة حماس في حال فشلت المصالحة في ظل الوضع الإقتصادي السيء بقطاع غزة؟ وإلى أي مدى سيعالج التدخل المصري الأخير الأمور؟، وفي ظل قلق الشعب داخل القطاع هل من المتوقع أن تكون هناك إجراءات من القيادة الفلسطينية ضد حركة حماس؟ وما الهدف من زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل للرئيس محمود عباس، وهل ستقبل حماس بتسلم القطاع كامل بوساطة مصرية؟
الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، أكد أن المصالحة حتى الآن معقدة، مشيرا إلى أن معادلة تسليم قطاع غزة، من الصعب أن تقبل بها حركة حماس، في ظل الحراك الشعبي لمسيرة العودة وإعادة لفت الأنظار تجاه غزة، وإمكانية التخفيف عن القطاع خلال فترة قريبة.
واستبعد عوكل في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن تكون مصر قد تمارس ضغوطا على كافة الأطراف من أجل حل المسألة على الرغم من أن الأخيرة أصبحت بموقف محرج، إلا أنها تحاول ايجاد معادلات مقبولة وتدريجية لتحريك الوضع الى الأمام بلا فشل.
وكانت قد خرجت تصريحات لرئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لم تؤكد من مصدر رسمي بأنه نقل إلى الرئيس محمود عباس، أثناء لقائه قبل ايام، رسالتين، تتعلق الأولى بما يسمى "صفقة القرن"، والثانية بقطاع غزة، وأنه أعطى الرئيس عباس ضمانات مصرية بتسليم قطاع غزة بشكل كامل للسلطة الفلسطينية، وطالبه بمهلة قصيرة لتنفيذ ذلك.
وحول هذا أشار عوكل إلى أنه في حال ثبت ذلك، فهذا مؤشر ايجابي لتسهيل عملية المصالحة، ما يعني أن ذلك قد يكون باتفاق مع حماس.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، استبعد في تصريحات صحافية أن ترد حركة حماس على طلب الرئيس محمود عباس بتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل بقطاع غزة، وتسليمها جميع الملفات بالكامل.
الرواتب
بدوره توقع المحلل السياسي عوكل أن تتخذ القيادة الفلسطينية إجراءات حيال قطاع غزة، مرتبطة بالتحويلات المالية لحركة حماس أو على الوضع الاقتصادي بشكل عام، لافتا إلى أن تأخر الرواتب قد يكون تهيأة لفرض إجراءات جديدة.
وأكد أن الشعب في القطاع قلق من أي خطوة، قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع أكثر.
وكان الرئيس محمود عباس قال في خطابه خلال اجتماع اللجنة المركزية أمس "إن وفدا من جمهورية مصر العربية، زارنا قبل أيام، وتحدثنا مع الأخوة المصريين حول المصالحة، وقلنا لهم بكل وضوح، إما أن نستلم كل شيء، بمعنى أن تتمكن حكومتنا من استلام كل الملفات المتعلقة بإدارة قطاع غزة من الألف إلى الياء، الوزارات والدوائر والأمن والسلاح، وغيرها، وعند ذلك نتحمل المسؤولية كاملة، وإلا فلكل حادث حديث، وإذا رفضوا لن نكون مسؤولين عما يجري هناك، مضيفا "ننتظر الجواب من الأشقاء في مصر، وعندما يأتينا نتحدث ونتصرف على ضوء مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا".
صعبة
الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أكد أن حماس لا تضع خيار فشل المصالحة، ولكنها تراها صعبة، مشيرا إلى أنها قد تذهب لخيارات أخرى من أجل تنفيذها.
وأوضح المدهون في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن حماس لا تريد العودة إلى الوراء في تحمل مسؤولية القطاع من جديد، وهدفها الحالي تعزيز مسيرة العودة الكبرى التي نجحت في إرباك الساحة الاسرائيلية وإعادة لفت الأنظار الى قطاع غزة.
ولفت إلى أن هناك خطين متوازيين تسير عليهما الحركة وهما في البحث عن من يستطيع تحمل تداعيات المصالحة، إلى جانب توسيع مسيرة العودة ومشاركة الفصائل والجمهور الفلسطيني فيها.
ولفت إلى أن حماس تدرك أن هناك مخاوف لدى القيادة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والولايات المتحدة، ولكنها في الوقت ذاته تدرك أن حركة فتح ما زالت قادرة على مواجهة هذه التحديات.
وردا على احتمالية زيارة اللواء عباس كامل للرئيس عباس للمرة الثانية خلال ايام كما نشرت بعض وسائل الاعلام نفاها فيما بعد مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية اللواء سامح نبيل، توقع المدهون أن تكون مجرد إشاعات، مستدركا أنه من الطبيعي وجود مقايضة، قائلا: "حماس تؤمن بمبدأ الشراكة ومستعدة للذهاب إلى انتخابات، لذلك قد ترفض التسليم الكامل لغزة".
وشدد على ضرورة توخي الحذر في نقل المعلومات حول المصالحة، لافتا إلى أن هناك حرب إعلامية بهذا الخصوص، كونها قد تؤثر على احتواء الحالة الفلسطينية ومواجهة مشاريع الاحتلال.
الاتصالات مستمرة
نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية أشرف أبو الهول أكد لـ"النجاح الإخباري" أنه لا يوجد حتى هذه اللحظة أي معلومات حول زيارة قادمة لمدير المخابرات المصري للرئيس محمود عباس، مشيرا إلى أنه لم يخرج أي بيان رسمي بهذا الخصوص يؤكد او ينفي ذلك.
فيما أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي لـ"النجاح الإخباري" أن الإتصالات المصرية ما زالت مستمرة بشأن ملف المصالحة بين الطرفين، لافتا إلى أن آخرها تمثل بزيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية، للرئيس عباس، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك ترتيب البيت الفلسطيني، كونها دولة محورية تهمها التطورات على المستوى الفلسطيني.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط فإن معلومات تسربت حول توصل مصر إلى اتفاق مع حماس يتضمن تسليم القطاع، مع إقامة لجنة وطنية للتأكد من عدم استخدام سلاح الفصائل ضد السلطة.
وكان اللواء سامح نبيل، مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية، صرح بأن مصر تتحرك في غزة على ثلاثة مسارات، وهي إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة، وتسهيل فتح معبر رفح، وإنعاش الوضع الاقتصادي في القطاع، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية وإقامة المشاريع الاقتصادية الكبرى والضرورية.
يذكر أن الإتفاق الذي وقع في القاهرة في أكتوبر من العام 2017 ينص بنده الأول على تمكين حكومة الوفاق الوطني من مباشرة عملها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية.