غيداء نجار - النجاح الإخباري - أكثر من عشرين يوما مرت على محاولة الاغتيال واستهداف موكب رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، أثناء توجههما لافتتاح مشروع حيوي في قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ورغم ما تقدمه الحكومة والقيادة من خدمات لصالح القطاع والتصريحات الإيجابية للمضي قدما بتحقيق المصالحة ومطالبة حماس بتسليم القطاع لاسيما قضية الأمن والتمكين للحكومة تبقى المصالحة وتحقيقها متوقفة في ذات المكان في ظل إجراءات حركة حماس على الأرض وعدم تمكين الحكومة فعليا.
الزق: المستفيد هو صفقة القرن
وأكد أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق، أن مسيرة المصالحة متوقفة حتى هذه اللحظة ولم يطرأ أي جديد حيالها، فهناك من قرر افشالها من خلال عدة أساليب ووسائل تمثل آخرها باستهداف موكب رئيس الوزراء د.رامي الحمدلله، وهذا أكبر مؤشر أن هناك من يستفيد باستمرار الانقسام.
وقال الزق: "إن استمرار الانقسام لن يصب سوى في مسار التسوية الأمريكية المطروحة على شعبنا من خلال المبادرة المشؤومة "صفقة القرن" والتي في جوهرها أن غزة هي الكيان السياسي ولهذا يحاولوا جاهدين لفصل غزة عن الضفة الغربية حتى يسير هذا المشروع الامريكي".
وتابع: "للأسف الشديد هناك من يسعى لنقل هذا الانقسام إلى انفصام، وبالتالي من المفترض أن يكون هناك تحرك جاد لدى جماهير شعبنا والتحرك صوب الضغط لانهاء هذا الانقسام، فتحقيق المصالحة فعلياً على أرض الواقع مرتبط بإرادة الشعب الفلسطيني".
وأوضح الزق، أن إنهاء صفحة الانقسام السوداء هي مصلحة حياتية لشعبنا في قطاع غزة تحديداً الذي يعاني من كارثة، ومصلحة وطنية بشكل عام، مشدداً أنه على الجميع أن يدرك ان هناك من يسعى لاستمرار الانقسام وهناك خطورة بأن هناك أيضاً شرائح متنفذة لا تسعى فقط لتكريس الانقسام فقط بل للسير صوب الانفصال، وهو توافق كامل مع المشروع الامريكي المطروح.
الغول: الوضع غير مستتب
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول: "إنه لا معلومات جديدة متوفرة حول ملف المصالحة، فالوضع غير مستتب الآن، فتعرض موكب رئيس الوزراء للاغتيال في غزة ولد ردود فعل عنيفة عطلت استمرار الجهود المصرية".
وأوضح أن الاشقاء في مصر قد قطعوا شوطاً طويلاً في متابعة هذا الملف وبذلوا جهداً من خلال الوفد الأمني للقطاع لمتابعة الأوضاع ميدانيا، معتقداً انهم لن يتوقفوا الآن بل سيواصلون لمتابعة جهودهم.
وأردف الغول: "ملف المصالحة على الأرجح سيأخذ وقتاً اكثر مما كان متوقعا له، خاصة في ضوء العقبات التي مازالت قائمة".
أبو الهول: لماذا لا يتكاتف الفلسطينيون؟
وتساءل نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية أشرف أبو الهول، عن عدم تكاتف الفلسطينيين في هذه الظروف العصيبة في الوقت الذي ما زال فيه العدوان الإسرائيلي مستمرا ويتكاتف قادة الاحتلال على خلاف أطيافهم خلف حكومتهم في عدوانهم، وهذا يعطينا درسا أن المطلوب الآن هو تكاتف وتضامن وتوحد الفلسطينيين خلف قضيتهم المركزية وعليهم نبذ الانقسام؟
وفي سؤال حول الاتصالات المصرية بين حركتي فتح وحماس لمتابعة ملف المصالحة، قال أبو الهول: "بعد الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل الجمعة الماضية باستخدامها الرصاص الحي للتصدي للمسيرات السلمية، ما أدى لاستشهاد 17 شهيداً، حينها انطلقت مصر بقوة وهاتفت الشعب الفلسطيني من أجل توحيد صفهم".
وأكد أبو الهول أن الدور المصري في نبذ الانقسام لم يتوقف بل الزخم أصبح أكبر وأن الجهود مستمرة ومتواصلة.
السويلم: مصالحة رهن التمكين
وبحسب المحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم؛ فالمصالحة تسير نحو المزيد من التوتر والانسداد، وليس هناك توافق وطني على أن المصالحة مستحيلة دون أن تتخلى حركة حماس وبصورة حقيقية وجدية عن الحكم في قطاع غزة، فلا مجال لتنفيذ مصالحة دون تمكين الحكومة فعليا لتستطيع ممارسة مهامها وصلاحياتها، أو أن تمتلك اداوت السلطة، وتنفيذ الحكومة، وأدوات الجباية "المالية"، بالاضافة لملف الأمن.
وقال السويلم: "دون تسلم الحكومة لزمام الامور في القطاع يبقى الحديث عن المصالحة أقرب للمجاملات السياسية والاستعراضات الاعلامية"، مشيراً إلى أن المصالحة منذ أكثر من اثني عشر عاماً تراوح في مكانها لعدم وجود ما يكفي من الجدية والمسؤولية لمناقشة هذه المسألة بصورة حقيقية.
وبين سويلم، أن مسألة ازدواجية السلطة في القطاع هي الوصفة المضمونة لبقاء الانقسام، وعند الحديث عن وحدة وطنية ووحدة مؤسسات لدولة واحدة فمن غير المقبول ازدواجية سلطة.
وتابع: " إذا بقيت حماس مصرة ع موقفها برفض تسلم الحكومة لتولي مهامها بشكل كامل، فنحن لسنا ذاهبون باتجاه المصالحة من أي نوع كان لا خلال أسبوع أو شهر أو حتى سنوات".
مسيرات العودة تؤسس لأمل
وحول إمكانية مساهمة مسيرات العودة واعادة المصالحة لطريقها الصحيح، عقب: "بإن مسيرات العودة تتنافس فيها الفصائل بنفس الطريقة التي تتنافس بها، نعم لم ترفع اعلام ورايات الفصائل ولكن التنافس على اشده فيما من يقود هذه المسيرة؟ ومن وجهها؟ ومن يتحكم بها؟.
مسيرات العودة لن تحل مشكلة المصالحة، فاذا كان ترامب وهجومه وتعديه على القدس وحق اللاجئين لم يحرك ساكناً لانجاز المصالحة وتطبيقها والتوحد في وجه هذه التحديات والخطر المحدق بالشعب الفلسطيني، فهل ستؤثر بها المسيرات!
وكانت عملية المصالحة ماضية في طريقها بجهود مصرية ومتابعات حثيثة وتوافق بين حركتي فتح وحماس حيث عقدتا العديد من الجلسات والمتابعات إلا أن ما جرى في الثالث عشر من مارس الماضي والمتمثل بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء والوفد المرافق له خلال توجهه لافتتاح مشروع الصرف الصحي ومعالجة المياه في غزة اعاقت المسيرة نحو اتمام المصالحة وعلقت الجهود نظرا لعدم تمكين حماس الحكومة من تسلم مهامها على الأرض وعدم دفع الضرائب والجباية والأمن الامر الذي عطل اتمام انجاز الاتفاق حتى الآن.