نهاد الطويل - النجاح الإخباري - بينما قدّم مؤتمرٌ للمانحين عُقد في روما 100 مليون دولار من أصل عجز قدره 446 مليوناً تعاني منه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، كانت واشنطن تجمع عشرين دولة للنقاش حول الوضع الإنساني المتدهور في غزة، في وقت قاطعت فيه القيادة الفلسطينية هذا الاجتماع متهمة من دعا اليه بمحاولة مفضوحة للالتفاف على أصل المشكلة المتمثلة في استمرار الاحتلال
ولعل طبيعة الحضور الفلسطيني عكس فحوى ومغزى الرسالة الفلسطينية للعالم عبر المؤتمر.
الوضع مقلق
"النتائج المتواضعة" للمؤتمر رأى الكثيرون بأنها مؤشر خطير حول مستقبل الخدمات التي تقدمها الوكالة لنحو خمسة ملايين فلسطيني داخل وخارج فلسطين، في ظل استمرار الحصار على غزة والحرب في سورية إلى جانب الأوضاع المتردية في مخيمات لبنان والأردن والضفة الغربية.
ويؤكد علي هويدي الباحث في الشأن الفلسطيني ومديرعام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين، في تصريح خاص لـ"النجاح الإخباري" أنه موضوع التعهدات المالية التي تم الإعلان عنها في مؤتمر روما لسد عجز ميزانية الأونروا مقلق للغاية.
وأن السؤال المطروح ايضا هل سيلتزم من تعهد بدفع (100 مليون دولار) بدفعها أم لا..!
"يذكرنا هذا بمؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار مخيم نهر البارد الذي عقد في فيينا في حزيران/يونيو 2008 وتعهداتها بدفع 445 مليون دولار خلال ثلاث سنوات ولم يتم الالتزام فيها".أضاف هويدي.
وتابع هويدي:"أيضاً بمؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة في شهر تشرين الأول/أوكتوبر 2014 وتعهداتها بدفع 5.4 مليار دولار ولم يتم الإلتزام فيها".
ويأمل هويدي ألا تكون تعهدات مؤتمر روما كتعهدات مؤتمريْ فيينا والقاهرة.
ويأتي فشل ممثلين عن تسعين دولة من تجديد بوليصة التأمين الدولية للاجئين من حقيقة أنه يمس الخدمات المعيشية الأساسية مثل الصحة والتعليم والإغاثة، الأمر الذي سيتسبب بتداعيات قد تزرع فتيلاً لإشعال المنطقة ككل.
وبعد انتهاء المؤتمر ورغم الارتياح الذي يسود الأوساط الفلسطينية نتيجة الحضور الكبير الذي شهده المؤتمر إلا أن المبلغ الذي تم التعهد به لم يأت كما كان متوقعاً، بل ولا يلبي الطموح.
خيبة عبر عنها الناطق الرسمي للأونروا سامي مشعشع إذ قال إن نتيجة المؤتمر مقبولة لكنها لا تلبي الطموح الذي كنا نتوقعه.
في المقابل ثمة من يرى بأن لبمؤتمر حمل رسالة سياسية قوية، في وجه محاولات اقصاء الوكالة واضعافها وتجفيف مواردها المالية.
ومنذ مطلع العام الفين وسبعة عشر ووتيرة إستهداف وكالة "الأونروا" تتسارع بشكل غير مسبوق.
ومع بدايات سنة 2018 بدأت تلك الوتيرة تتسارع أكثر فأكثر، مع تجميد واشنطن مساعداتها المالية للوكالة ردا على قرار القيادة الفلسطينية بعدم العودة الى المفاوضات مع اسرائيل.