وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تساؤلات وسيناريوهات متعددة تطرح نفسها، بعد القرار الذي أتخذ بتمديد المناورات الإسرائيلية الامريكية، "جونيبر كوبرا 18"، التي بدأت في الرابع من آذار الحالي، والتي كان من المقرر أن تستمر حتى منتصف الشهر.
الا ان الجنرال ريتشارد كلارك قائد القوة الأميركية أكد أن المناورات ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
كل الإحتمالات متوقعة
الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات، أكد" أن أسباب التمديد لم تعلن من الجانب الإسرائيلي ولكن الإحتمالات متعددة، أولها أن هناك حاجة فعلية لتغطية نواقص ظهرت من خلال التدريبات الأولية، حيث أن هناك (2500) جنديا من المشاة البحرية الأمريكية و2000 جنديا من منظومة قوات الإحتلال، إضافة إلى الوحدات اللوجسيتة (الأمريكية- الإسرائيلية)، المتواجدة على سفينة حربية عملاقة في ميناء حيفا، يتواجد عليها 30 مقاتلة ومروحية، وربما من خلال التدريب ظهر نقاط ضعف ولذلك يحاولون تغذية وتكملة نقاط الضعف".
وتابع عريقات، خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": "من المحتمل أيضاً أنه ومن خلال السيناريوهات التي وضعت للتدريب على أرض الواقع، وجدوا أن التهديدات أكبر منها فتم تعديل التدريبات لتتناسب مع حجم التهديدات القادمة، وكذلك فإن ما تسرب على صفحة "الرأي اليوم العبرية"، ان نتنياهو اقنع الأمريكيين بضرورة ضرب حزب الله، وبالمقابل الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتسديد ضربة لحزب الله، لكن إسرائيل تمتنع حتى الان حتى لا تقع بسوء تقدير ويحصل ما لم يكن بالحسبان".
وأضاف عريقات:"كل الإحتمالات واردة لكن هناك قلق حقيقي عند القيادة الاسرائيلية من التصعيد بالوقت الحاضر".
استشعار بالخطر
الخبير في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، يقول: "الواضح أن إستشعار إسرائيل بالخطر أقوى من أي وقت مضى وشعورها بأن "الأمن القومي الإسرائيلي" في إزدياد، فهي متخوفة من تسلح حزب الله وقدرته على المواجهة، كما أن الجبهة لم تعد شمالية فقط، فهناك جبهة سورية والوجود الإيراني بسوريا".
وأضاف عطا الله:" حسابات الأمن القومي الإسرائيلي مختلفة ومن الطبيعي أن نشهد هذه المناورات وهي بمثابة إرسال رسالة للإقليم وخصوم إسرائيل أن امريكا موجودة وإن اضطر الأمر أن تكون موجودة لفترة أطول ستكون هنا، وأن أمريكا تقول إذا ما تم الإعتداء على إسرائيل نحن هنا".
وتابع عطا الله:" الشعور الإسرائيلي بالتهديد هذا العام مختلف عن السابق، واسرائيل كان لديها أمل ان تستقر الأوضاع في سوريا بسقوط النظام السوري، ومحاصرة حزب الله، ولكن ما حدث كان عكس"هواها" وهذا شكل خطراً عليها ولهذا نسمع بشكل شبه يومي نتنياهو يتحدث عن أزمة إيران والوجود الإيراني بسوريا، حتى عندما ذهب لبروكسل ذهب حاملاً معه الملف الإيراني ما يعني أن الشعور الاسرائيلي بالتهديد أعلى من أي عام سابق".
مناسيب التوتر ترتفع
المحلل السياسي طلال عوكل، أكد أن المناورات الأمريكية الإسرائيلية تدل أن العلاقات بين الطرفين على أفضل مستوى وأن هناك أعمال حربية مشتركة بالمنطقة مثل هذه التدريبات التي يقوم بها الطرفان، وخاصة أننا نتحدث عن دولة ليس لها أطماع عسكرية بالمنطقة كالولايات المتحدة، فالموضوع ليس فقط مخاوف وإنما إستراتيجيات أمريكية- إسرائيلية، لها علاقة بالتسلح واستخدام السلاح".
وأضاف:"مناسيب التوتر لدى إسرائيل ترتفع، والحديث لربما عن ضربة لسورية، نتحدث هنا عن ضربة (أمريكية- إسرائيلية) وهذا لاحقاً قد يفتح تداعيات من عدة جبهات مثل لبنان وجنوب غزة، وإسرائيل في الوقت الحالي تعيش حالة تحضير للحرب".
وتشمل التدريبات على استخدام أنظمة الدفاع الصاروخي والقبة الحديدية وباتريوت، وتنطلق المناورة لمواجهة أية سيناريوهات حرب محتملة على أي من الجبهات حيث سيجري استخدام المقاتلات والمروحيات وطائرات دون طيار.
ويتدرب الجيشان على سيناريوهات عديدة، من بينها سيناريوهات مبنية على اتفاقية، وفقها، في حالات الطوارئ وبعد اتخاذ القرار، يصل جهاز الدفاع الجوي الأمريكي لمساعدة إسرائيل في مهمة دفاعية جويّة وصد تهديد الصواريخ.