هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - أربعة أشخاص من فرق الموت المنظم دخلوا بزي مدني ومتخفين بشخصيات صحافية، اقتحموا جامعة بيرزيت عصر اليوم واتجهوا الى مقر مجلس اتحاد الطلبة  الذي كان يقف على بابه رئيسه عمر الكسواني، هاجموه وانهالوا عليه بالضرب مانعين الطلبة من الاقتراب منه بعد ان اشهروا مسدساتهم التي اخفوها تحت ملابسهم.
هذه الحادثة أعادت لأذهاننا أشهر عملية للمستعربين حدثت في 12 نوفمبر 2015 عندما اقتحم المستعربون المستشفى الأهلي في الخليل وإختطفوا جريحا وقتلوا فلسطينيا آخر.


 من هم المستعربون؟
فرق الموت المنظم المستعربون أو كما تلفظ بالعبرية "مستعرفيم"  استخدمهم الاحتلال واعتمد عليهم بشكل كبير منذ الثلاثينيات حيث كان أول مستعرب ومؤسس لأول وحدة مستعربة هو "يروحام كوهن" عندما قامت عصابة الهاجاناه و"ايتسل" و"ليحي" بتشكيل فريق من أعضائها بشخصيات مزيفة وصفات مزارعين وباحثين أنثروبولوجيين وطلاب، ويعيشون مدة طويلة في بوادي وقرى بل ودول عربية، للقيام بمهام استخبارية وتنفيذ عمليات قتل وتصفية ضد الفلسطينيين والمسلمين.

ملامح شرقية بأعمال إجرامية
وأطلق مصطلح "مستعربين" عليهم كونهم رجال عصابات إسرائيليين وأفراد وحدات خاصة يتخفون بلباس عربي وينتقون من بشرة وملامح مشابهة للملامح العربية، ويخضعون لتدريبات وتكوين في معهد خاص عبارة عن قرية صناعية تشابه قرية فلسطينية لتعلم تفاصيل الحياة الفلسطينية ودراسة تاريخ العرب والفلسطينيين ولغتهم وعاداتهم.

واجهت المقاومة الفلسطينيّة المستعربين وتمكنت في أقوى عملية رد عليها من قتل الجنرال إيلي أبرام مؤسس إحدى تلك الوحدات في معركة بمخيم جنين في أغسطس/آب 1994.

وحُوّلت فرقة المستعربين إلى دوائر الاستخبارات العامة، وتقطّع استخدام المستعربين خلال العقود الأربعة الأولى بعد إقامة كيان الإحتلال ثم تجدد في في أواخر ثمانينات القرن الماضي بين عامي 1988 و1989 عند انطلاق الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصبح المستعربون تحت إدارة وتوجيه قوات الاحتلال.

وأطلقت شرطة الاحتلال فيما بعد "وحدة مستعربين سرية جديدة" بين العرب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؛ بهدف انشاء بنية تحتية استخباراتية تمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من التحري عن العرب داخل الخط الأخضر.

وحدات المستعربين

وقسم الاحتلال هذه الوحدة، وعمل على توسيع رقعة أنشطتها، وكانت على النحو التالي:
"الدائرة العربية"، إحدى وحدات البالماخ وقام أفرادها بعمليات متنوعة وهم متخفون.
وحدة ريمون، كانت وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي، وعملت بشكل متقطع بين عام 1970 و2005 وتركز نشاطهم بمحاربة الفلسطينيين في غزة.
شكيد
وحدة دوفدفان (كرز)، العاملة في الضفة الغربية بشكل خاص .
وحدة شمشون
وحدة المشاة المدرعة - وحدة عملت في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى عام 1994، حيث نقل إسمها وشعارها لوحدة مشاة "كفير"
يمام (وحدة حرس الحدود الإسرائيلية)
وحدة مسادا (وحدة تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية)
وحدة جدعون (شرطة)
ونفذ المستعربون خلال الإنتفاضة الأولى حوالي 45 عملية إغتيال، وننشطت خلال الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، فنفذت حوالي 74 عملية إغتيال.
وإزداد ظهورهم في الإعلام وعلى الأرض منذ 2015، حيث استخدمت إسرائيل وحدات المستعربين في نقاط التماس على حدود المدن مع المتظاهرين الفلسطينيين. [7]

كيف تحمي نفسك من المستعربين؟
1- وضع المتظاهرين للقميص داخل البنطال، كون المستعرب لا يستطيع فعل ذلك لأنه يخرج قميصه دائما بهدف إخفاء سلاحه.
2- التحرك في جماعات تعرف بعضها بعضا، وتجنب التحرك بشكل منفرد أو مع أشخاص غير معروفين شخصيا.
3- في حال ملاحظة أي سلوك غريب ومشبوه لشخص غير معروف يجب إبلاغ بقية أفراد المجموعة عنه والانسحاب من المكان.
4- في حال ملاحظة شخص ما يتحدث عبر الهاتف بشكل مطول، فيجب مراقبته فلربما كان يقدم إشارات معينة عن المتظاهرين.
5- المستعربون عادة يتمتعون ببنية قوية وتحركاتهم توحي بأنهم مدربون ولديهم القدرة على السيطرة على أي شخص.
6- من المهم في حال اكتشاف مستعرب أو الشك به الانسحاب بعد الإبلاغ عنه والتحذير منه، وتجنب مهاجمته أو مواجهته، فالمستعرب لا يكون أعزلا ولا وحيدا حتى لو ابتعد عن رفاقه بعض الشيء، كما أنه يتمتمع بقدرات قتالية عالية، وجنود الاحتلال يعرفونهم جيدا وسيقدمون لهم العون باستخدام السلاح، ما يجعل المعركة المباشرة معهم غير رابحة ويجب تجنبها.

أساليب المستعربين في الاندساس بين الفلسطينيين، ومهامهم

أقرّت قوات الإحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الثاني 2005 زرع المستعربين بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جدار الفصل العنصري بغرب مدينة رام الله، وذلك بعدما تمكن فلسطينيون من فضح مستعربين وكشفهم بعد تحريضهم على رشق جنود الاحتلال بالحجارة، وآخرين ألقوا الحجارة لتوتير الأجواء وتدخل جنود الاحتلال.

وتبين أن المفضوحين يحملون مسدسات، وليس معهم بطاقات هوية فلسطينية، فهاجم جنود الاحتلال المتظاهرين لسحب المستعربين وحمايتهم.
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن المستعربين يتقمصون لأجل اعتقال مطلوبين لسلطات الاحتلال دور صحفيين يحملون كاميرا أو مسعفين أو أطباء، لأن ذلك يسهل عليهم اختراق التظاهرات والاحتجاجات وتنفيذ مهمتهم الأمنية ولو اقتضى الأمر ارتداء ثياب النساء.

وتوجد وحدة المستعربين كذلك وسط سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتسمى "متسادا"، وتشرف عليها مصلحة السجون، وتتركز مهمتها في السيطرة على رهائن محتجزين في سجون بها أسرى فلسطينيون وقمع احتجاجاتهم.

وعن الأساليب التي يستخدمها المستعربون فتكون كالتالي:
1- انتحال صفة طواقم طبية، حيث يتم تجهيز الوحدة بالأدوات الطبية اللازمة لتسهيل مهماتهم في اعتقال من تعتبرهم دولة الاحتلال مطلوبين أمنيين.
2- استخدام مركبات فلسطينية.
3- التنكر بزي ملابس نسائية.
4- انتحال صفة بائعين متجولين.
5- استعمال سيارات لبيع وجمع الأدوات المستعملة.
6- انتحال صفة سائحين اجانب.
7- انتحال صفة طلاب مدارس.
8- التخفي في زي تجار خضار.
 
والدخول في صورة مسجونين يسمون "العصافير" بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وربط علاقات معهم للحصول على معلومات مهمة منهم، مما يدينهم ويبرر سجنهم وسلب حريتهم أو بين المتظاهرين في نقاط التماس.

وتُسند لوحدات المستعربين مهام أخرى بالإضافة إلى جمع معلومات، كتصفية شخصيات مقاومة حيث اغتالت العشرات من قيادات ونشطاء في الفصائل الفلسطينية سواء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حركة الجهاد الإسلامي، أو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وفصائل مقاومة أخرى.

نتيجة بحث الصور عن مستعربون


للمستعرب شروط


ويفرض الاحتلال الإسرائيلي على والديْ المستعرب داخل وحدة "متسادا" -التي قال الاحتلال إنه  أوقف التجنيد داخلها في سبعينيات القرن الماضي- التوقيع على تعهد مفاده أنه ليس من حقهما حتى مجرد السؤال عن ولدهما الذي وقع بدوره تعهدا بأنه وهب حياته لكيان إسرائيل، وانقطاع علاقتهم الإنسانية والاجتماعية بأقرب أقربائهم كوالديهم، حتى لا ينكشف أمرهم كمندسين ومزروعين وسط العرب.

ويستغرق مسار خدمة الجندي في الوحدة عدة أعوام أقلها في وحدة الدفدوفان والتي تمتد إلى نحو عام وأربعة أشهر. وفي البداية يكون المسار مشابهًا جدًّا لمسار تدريب جنود المشاة ويشمل تدريبات أساسية وتدريبات متقدّمة، ولكن في وقت لاحق تتوسّع المضامين أكثر وتشمل تدريبات قتالية خاصّة وتدريبات متخصّصة. بعد ذلك يمرّ الجنود بتدريب مواجهة المقاومة، القتال الصغير (حرب العصابات)، الهبوط، القنص، تدريبات ملاحية على مستوى عالٍ (ملاحة المناطق المفتوحة والمبنية) والقتال القريب. أيضًا، يمرّ بعض الجنود بتدريبات في دراسة اللغة العربية الفصحى والمحكية والتمويه.

المصدر: وكالات