منال الزعبي - النجاح الإخباري - من الرحم تبدأ الحياة لتثبت أنَّ المرأة هي كون بذاته، فالأرض أنثى، والسماء أنثى، والشجرة أنثى ومنهن كلُّ الحياة.
وقد أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من آذار من عام (1977).
وتعد المرأة الفلسطينية مثالًا ونموذجًا حيًّا للمرأة الكاملة والمناضلة والمبدعة، التي أثبتت وجودها في كلّ الميادين.
وقد ناضلت المرأة الفلسطينية على صعيدين، الأول: نضالها الوطني ضد الاحتلال الصهيوني، فكانت الشهيدة والجريحة والأسيرة، والثاني: نضالها المحلي للتحرر من سيطرة الرجل وظلم العادات والتقاليد المتمثلة في القتل بإدعاء غسل شرف العائلة، والعنف (الجنسي والجسدي)، والزواج القصري، والحرمان من التعليم والعمل".
وتحول يوم الثامن من آذار إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالظلم الذي مازالت تعاني منه ملايين النساء في العالم.
ولا يمكن اجحاف الدور الذي قامت به المرأة الفلسطينية منذ الأزل وعلاقته بالقضية الحيّة التي لا زلنا نحملها مطالبين بالحرية والحق في الأرض والوطن، وقد خرجت المرأة الفلسطينية متظاهرة وصرخت في وجه الاحتلال منذ بدايات غزوه لأرض فلسطين، فقدمت المال والولد والنفس في سبيل قضيتها وقبل كل شيء هي مصنع الرجال.
بحسب احصائيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن ما يقارب (15 ألف) امرأة اعتقلت منذ عام (1967) حتى تشرين أول (2015)، وخلال عام (2016) اعتقل الاحتلال (156) فتاة وامرأة، و(170) امرأة وفتاة في العام (2017)، وبذلك يكون مجموع ما اعتقله الاحتلال من نساء وفتيات فلسطين منذ عام (1967) وحتى اليوم ما يقارب ال(16) ألف.
ومنذ بداية العام الحالي (2018)، اعتقل الاحتلال ما يقارب ال(30) امرأة وفتاة قاصر، (18) منهن في كانون الثاني، و(9) في شهر شباط، ومواطنتين بداية آذار، ويتواجد اليوم في سجني هشارون والدامون الاحتلاليين أكثر من (60) أسيرة.
المرأة الفلسطينية التي حققت منجزات في الجوانب السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، فهي اليوم وزيرة، أو رئيسة بلدية أو عضو في المجلس التشريعي، أما على الصعيد الاقتصادي، فنجدها سيدة أعمال تدير مصنع او شركة، او نجدها إمرأة ريفية منتجة في مجال الحرف والأعمال اليدوية".
وكان دور المرأة الفلسطينية في العمل الاجتماعي والتنمية البشرية بارزاً، حيث أنها أنشأت مئات الهيئات النسوية والمؤسسات الخيرية التي قدَّمت خدمات جليلة على الصعد التثقيفية والتنموية والصحية".
قرارات وتغيرات
هذا العام استقبل رئيس الوزراء رامي الحمد الله هذه المناسبة برزمة قرارات منصفة للمرأة إذ أعلن عن الإجراءات لتطوير القوانين والممارسات التي اعتبرها "مجحفة" بحق المرأة الفلسطينية.
وجاء في الإعلان أنَّه "سيكون باستطاعة المرأة الفلسطينية أن تتقدم بطلب جواز سفر لأطفالها".
كما سيسمح للمرأة بفتح حساب بنكي لاطفالها، ويحق لها نقل أطفالها من مدارسهم.
وطالب بتعديل قانون العقوبات رقم (16) لسنة (1960)، وذلك بإضافة فقرة خامسة للمادة (99) تنص على أنَّه يستثنى من أحكام هذه المادة جرائم قتل النساء على خلفية شرف العائلة أو دواعي الشرف، وإلغاء المادة (308) من قانون العقوبات.
فلسطينيات مبدعات
وسجلت الفلسطينيات إبداعًا في مختلف المجالات فقد بلغت شهرة حنان الحروب الآفاق، وصارت حديث وسائل الإعلام على إثر فوزها عام 2016 بجائزة أفضل معلم على مستوى العالم،
المعلمة فلسطينية التي اختطت لنفسها منهجًا خاصًا في التعليم يساعد الأطفال على تجاوز الصدمات.
وأميّة جحا فنانة ورسامة الكاريكاتير الفلسطينية، الحاصلة على جائزة الصحافة العربية لعام (2001). وتعد أول رسامة في العالم العربي.
وكذلك سحر خليفة (من مواليد 1942)، كاتبة وروائية، حازت جائزة نجيب محفوظ سنة (2006)
وتعتبر فدوى طوقان من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين.
وهناك أسماء كثيرة لمعت في مجال الكتابة نذكر منها :
- سميرة عزام كاتبة وصحفية فلسطينية
- أسماء الغول (مواليد 1982)، كاتبة، وأديبة، وصحافية سياسية، وناشطة في مجال المرأة وحقوق الإنسان.
- ليلى فرسخ (من مواليد 1967)، كاتبة وباحثة في مجال الاقتصاد السياسي.
غادة كرمي (من مواليد 1939)، طبيبة، وأكاديمية، وكاتبة.
- سلمى صبحي الخضراء الجيوسي، أديبة وشاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية فلسطينية.
وتعد الكتابة تمرّدًا على الواقع، وصرخة في وجه التردّي الثقافي والفكري، فحاولت المرأة الفلسطينية كسر قيود الواقع من خلالها.
ولأنَّ المرأة جوهر النسيج المجتمعي الإنساني كله، فهي عرضة لطمس دورها وشخصيتها وحرف دورها الجوهري والجبار الذي يمكن له أن يساهم بشكل جوهري في تغيير وجه التاريخ. محاولات بقفّاز حريري، وشعارات براقة وجذابة، وأموال تغدق بلا حساب، ليتم إدخالهنّ في تفاصيل، يتم تصنيعها، كما تصنّع الحلي والملابس.
وربما أهم ما تحتاجه المرأة اليوم هو الإعداد والاحتواء وتهيئتها معرفيًا وثقافيًا كأم لتربية جيلٍ واعٍ لقيم الإنسانية وحقوق الإنسان وحرية التفكير والرأي.
المرأة الفلسطينية نموذج خاص وفريد ومدرسة
وقد قالت جمعية أنصار الأسرى في هذا السياق: "إنَّ المرأة الفلسطينية سطّرت أروع آيات البطولة والصمود والتحدّي فانخرطت في النضال والمقاومة وكانت بجانب مقاتلي الثورة واستشهد العديد منهن ، وسطّرن صموداً في زنازين الاحتلال ومعتقلاته وكانت تجربة الحركة النسوية الأسيرة جزءاً أساسياً من الحركة الأسيرة بشكل عام في نضالاتها وعلى مدار تاريخها".
ونجحت المرأة الفلسطينية في تشكيل جملة من الاتحادات النسائية النشطة منها:
جمعية التضامن النسائي في القدس، وجميعة سيّدات عكا، وقامت هذه الاتحادات والجمعيات بتقديم الخدمات الإنمائية والرعاية الصحية للمرأة ولطفلها"، وفي عام (1933) شكّلت الحركة النسائية الفلسطينية (14) لجنة مهمتها شرح القضية من خلال عقد مؤتمرات محلية ودولية ومن خلال التظاهرات والمسيرات السياسية.
وتبقى مناسبة يوم المرأة احتفالية لتتويج إنجازات كلّ امرأة ومساهمتها في مجتمعها وقياس حجم مجهوداتها والمكاسب التي حققتها.