نهاد الطويل - النجاح الإخباري - في ضوء استمرار الاشتباك السياسي الرسمي الفلسطيني مع تل أبيب من جهة وإدارة البيت الأبيض من جهة أخرى يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الغارق بالفساد والتحقيقات يلتقي في واشنطن بالرئيس دونالد ترامب لبحث معه الملفين الفلسطينيّ والإيراني.
كما يتزامن أيضا مع المُناورة العسكرية الأكبر منذ عقدٍ من الزمن الذي بدأت منذ أمس بين الطرفين لمُحاكاة حربٍ إقليميّةٍ قد تندلع في المنطقة.
لقاء خامس خلال عام واحد قد يعجل لولادة حدثَين مفصليين لا يهددان هوية مدينة القدس المحتلة فحسب، بل أساس وجود القضية الفلسطينية وهما تداعيات إعلان تفاصيل صفقة القرن التي يسعى إليها ترامب، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس في ذكرى النكبة في أيار المقبل.
الصفقة التي يرفضها الفلسطينون جملة وتفصيلا تنصّ وفق رؤية نتنياهو، على منح الفلسطينيين أقّل من دولةٍ مع سيطرةٍ أمنيّةٍ كاملةٍ للاحتلال على جميع الأراضي التي ستكون تابعة للحكم الذاتيّ الفلسطينيّ.
ويأتي هذا اللقاء تتويجا للقرارات الأمريكية الأخيرة التي شملت الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ووقف المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، و من ثم وقفها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وربطها بعودة المفاوضات المتعثرة منذ سنوات واستمرار اللاءات الفلسطيني.
وفي حين تزعم أميركا أن القرار هو "هدية لإسرائيل في عامها السبعين"، إلا أن الانطباع السائد هو أن الإدارة الأميركية، ارادت تسليم نتنياهو مكاسب سياسية شخصية في هذه الأيام، التي يواجه فيها التحقيقات بقضايا الفساد. كما أشار إلى هذا ايضا، المحلل السياسي الإسرائيلي البارز ناحوم بارنيع في مقال في صحيفة "يديعوت احرنوت" يوم الجمعة الماضي. إذ قال، إن السفير الإسرائيلي في واشنطن يطلب والبيت الأبيض يستجيب.
ومن المفترض أن يلقي نتنياهو يوم غد الثلاثاء خطابا أمام مؤتمر منظمة "ايباك" الصهيونية، اليمينية المتطرفة، التي توحد عددا كبيرا من المنظمات الاميركية اليهودية الصهيونية. وحسب التوقعات، فإن نتنياهو سيعرض مواقف يمينية متشددة، لاطمئنانه بالدعم الواسع في الحزب الجمهوري المسيطر على البيت الابيض والكونغرس.
إلا أن نتنياهو الذي يبدو أنه فلت من نزول سريع عن المسرح السياسي بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه، فإنه بات يواجه أكثر، في الأيام الاخيرة، وخاصة أمس، احتدام الأزمة مع كتلتي المتدينين المتزمتين "الحريديم"، اللتين تطالبان بسن قانون سريع يعفي كليا شبانهم من الخدمة العسكرية الالزامية، لدوافع دينية، رغم توجهاتهم اليمينية المتطرفة.
سوريا وإيران ..
وكان عضو مجلس الشيوخ الأميركيز ليندسي غراهام، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين بالحكومة، قد أكد فور عودته إلى الولايات المتحدة "قلق تل أبيب من الإستراتيجية الأميركية في المنطقة التي لا تقوم بما يكفي لمواجهة نفوذ إيران المتزايد".
وشدد على أن زيارة نتنياهو لواشنطن ستتركز على طلب إسرائيلي بضرورة توسيع مهمة القوات الأميركية في سورية، لمنع "تمركز إيران في سورية وتهديد إسرائيل".
فيما تأتي الزيارة في ظل تصاعد التهديدات بين كبار المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين على خلفية التوتر الأخير في سورية وإسقاط الدفاعات السورية المقاتلة الإسرائيلية المتطورة "أف 16" قبل أسابيع.
يشار إلى أن نتنياهو كان قد هدد في مؤتمر ميونيخ بألمانيا قبل أسبوعين بمهاجمة إيران بشكل مباشر بالقول إن "إسرائيل لن تسمح بتاتا لإيران بأن تلفّ حبل الإرهاب حول أعناقنا. وسنقوم بلا تردد بالرد ليس فقط على وكلاء إيران في المنطقة، إنما على إيران نفسها دفاعاً عن أنفسنا، إذا لزم الأمر فسنضرب طهران بقوة"، على حد تعبيره.