غيداء نجار - النجاح الإخباري - تفاعل نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في فلسطين، خلال الأيام الماضية، بشكل واسع مع ظاهرة نبش الصور القديمة، التي تقوم فكرتها على إعادة نشر صور قديمة للأصدقاء من خلال التعليق عليها ليتم تفعيلها وتظهر على الواجهة من جديد.
ذكريات وألم
وتقول الشابة إباء عبد الدايم لـ"النجاح الإخباري": "هذه الظاهرة ضربت فئة الرجال أكثر، فقليل من النساء من ينشرن صورهن الخاصة، وبذات الوقت الفتيات يأخذن احتياطهن مسبقاً، بينما الرجال لا تفرق لديهم إن ظهرت الصورة وملامحهم القديمة مضحكة".
وأضافت: "صديقاتي قاموا منذ بداية هذه الحملة بالعودة لصفحاتهم الشخصية وتعديل قائمة صورهن العامة إلى خاصية "أنا فقط"، وبالتالي لا يستطيع أحد نبش صورهن القديمة والمضحكة".
وأردفت "هناك خاصية "مشاهدة ذكرياتك" من قبل الفيسبوك شبيهة بحملة "نبش الصور" وهي تخلق لحظات عدة منها ما يتخلله الفرح والضحك والسخرية ومنها ذكريات حزينة تجر خلفها الحزن والفقدان والشوق وربما يتسبب بذرف الدموع".
وتابعت بأسى لوحظ على صوتها "فقبل فترة أظهر لي الفيسبوك صورة لأبنت أخي المتوفاة قبل خمسة سنوات، حينها تجمعت كل ذكريات الألم والغصة في قلبي تلاها ذرف للدموع، وتذكرت أنَّها بالتأكيد ظهرت لأخي أيضاً فحين نشرتها عملت له إشارة".
"وحدة بوحدة"
ويقول الثلاثيني حسن صدام لـ"النجاح":"احرجت صديقي بأحد المواقف أمام الجميع في الجامعة، فتوعد أن يرد الموقف لي بنفس كمية الإحراج، وفي مساء يوم أمس وصلني إشعار من صديقي على الفيسبوك وإذا به قد نبش ملفي الشخصي والصور القديمة وخرج بصورتي قبل 11 سنوات".
وأوضح أنَّه لحظة رؤيته للصورته القديمة صدم بدايةً، ومن ثمَّ انتابته موجة ضحك، وقال: "وتشاركت أنا وأصدقائي الضحك والسخرية على ملامح وجهي الطفولية، ومن ثمَّ اتفقنا أنا وصديقي على تصفية حساباتنا، وبدأنا نخطط نبش صور أصدقائنا جميعهم".
وأشار صدام إلى أنَّ حملة النبش بشكل عام هي خاصية جميلة ومسلية، تعود بالشخص لسنوات عمره الماضية لتنبش بذاكرته قديماً، ليمر أمامك شريط للحظات ومواقف حياتك بكل ما تحمله من اختلاطات للمشاعر ".
هروب من الواقع
وبحسب الاستشاري النفسي د.محمد مرعي، فإنَّ نبش الصور القديمة يسبب الإحراج لمعظم الأشخاص، فالشخص يتطور مع الوقت وتفكيره يتغير وملامحه تتبدل، كما أنَّ الحياة اختلفت.
وقال لـ"النجاح": "هي نوع من الدعابة أو تذكير الطرف الآخر بالماضي، فالإنسان عادة يحاول تجنب الحديث عن مراحل مرَّ بها ومواقف من الممكن أن تكون غير مقبولة بالوقت الحالي"، مشيراً إلى أنَّ الفيسبوك جميعه هو أسلوب للهروب من الواقع، فأكثر الشعوب التي تستخدم الفيسبوك هو الفلسطيني مستخدمينه كنوع من الهروب من الواقع المرير وغير السعيد، فهم يخلقون نوعًا من الفرح والسرور.
وكان قد أوضح أحد الخبراء في مجال السوشال ميديا، أنَّ المستخدمين الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة نهم دائم وبحث مستمر عن كلّ ما هو جديد وطريف، مثل تحدي "كن مثل بلال"، وأخيرًا تحدي نبش الصور، فكل غريب وطريف ينتشر ويصبح له صدى أوسع.
وقد لاقت الحملة إقبالاً كبيراً من قبل مستخدمي الفيسبوك، ولم تقف على الشباب فقط، بل وصل النبش صور قادة سياسيين وشخصيات اعتبارية ومغنيين وممثلين، مما أعطاها بعداً جديداً وتفاعل أكبر.
ورصد أول انطلاق لهذه الحملة في (31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي) في اليمن، حيث لوحظ قيام عدد كبير جدًا من النشطاء والمغردين هناك بنبش الصور،خاصة بعد تدشين حملة بعنوان « يوم النبش العالمي »، وفعليا وصلت إلى فلسطين وقطاع غزة تحديدًا يوم (10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري) ومن ثمَّ انتشرت في عموم فلسطين والمنطقة.