نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يأتي تحديد 14 مايو/أيار القادم وهو المرتبط بالنكبة الفلسطينية بإعلان تأسيس إسرائيل، كموعد لتطبيق قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة أسرع بكثير مما كان متوقعاً.
اندفاع ترامب لتطبيق قراره بهذه السرعة ترجعه المختصة بالشأن الأمريكي والباحثة لميس أندوني إلى رغبته (ترامب) في استرضاء قاعدته الانتخابية، التي يشكل المؤيدون لإسرائيل نواتها الصلبة، ولتوثيق دعائم ارتباطه بالأغلبية الجمهورية في الكونغرس، خصوصاً في ظل الهجمة المرتبطة بالشبهات حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتشير أندوني لـ"النجاح الإخباري" في اتصال هاتفي من العاصمة الأردنية عمان الى أن محدودية ردة الفعل على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة، أقنع ترامب بأنه يمكن تطبيق القرار من دون أن تسفر هذه الخطوة عن تهديد جدي للمصالح الحيوية لواشنطن في المنطقة.
استعجال يثيرغضباً فلسطينياً وعربياً.
وقال نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة "إن هذه خطوة غير مقبولة".
وأضاف:"أي تحرك من جانب واحد لن يعطي الشرعية لأي شخص وسيكون عقبة أمام أي جهد لإحلال السلام في المنطقة".
وفي هذا الصدد تعتقد أندوني قرار ترامب، سيقلص بشكل كبير هامش المناورة الضيق أمام القيادة الفلسطينية وسيدفعها لمواصلة التشبث بموقفها الرافض لعودة الولايات المتحدة لاحتكار جهود الوساطة الهادفة لحل الصراع.
"ملك القمار" ... ثلاثة خيارات ...
سابقا، كشف موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن أربعة خيارات متاحة حاليا أمام الولايات المتحدة لإقامة سفارتها في مدينة القدس المحتلة:
الأول في منقطة تسمى "مجمع ألنبي" في حي بقعة، وهي منطقة كان فيها في الماضي معسكر ألنبي البريطاني.
والخيار الثاني هو فندق دبلومات، حيث "تعود ملكية هذا الفندق إلى الحكومة الأمريكية، ويُستخدم حاليا كدار رعاية للمسنين".
وعن الخيار الثالث قالت الصحيفة إن رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات اقترح على الأمريكيين في المرحلة الأولى نقل السفارة إلى مقر القنصلية الأمريكية.
وقال 4 مسؤولين إن البيت الأبيض يدرس قبول تبرع من ملياردير أمريكي للمساعدة في تمويل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.
وذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرس ما "إذا كان من المفروض قبول الأموال التي اقترح، شيلدون أديلسون، مالك عدد من الكازينوهات، أن يقدمها لتمويل نقل السفارة".
ويعتبر "أديلسون"، المعروف بـ"ملك القمار"، أحد أكبر المانحين للحزب الجمهوري، كما أنه من مؤيدي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
( مكان نقل السفارة الأمريكية في القدس المحتلة (خريطة عن غوغل)
وما يزيد الأمور تعقيداً بحسب محللين حقيقة أن تنفيذ قرار نقل السفارة يمثل في الواقع تجسيداً عملياً لما ورد في المبادرة الأميركية لحل الصراع، والتي يطلق عليها "صفقة القرن".
تطبيق قرار نقل السفارة سيمثل بشرى سارة إلى نتنياهو، الذي تعاظمت الدعوات داخل إسرائيل إلى تنحيه بسبب جدية اتهامات الفساد الموجهة له.
لكن يبقى المستغرب في هذا التطور أن يقبل وزير خارجية ترامب ويتراجع عن تطميناته بشأن توقيت نقل السفارة المؤجل، ولو أن لا حرج لمثل هذا الانقلاب في زمن ترامب.