وفاء ناهل - النجاح الإخباري - بالتزامن مع التجاوب الكبير مع المبادرة التي طرحها الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن، على المستوى العربي والاقليمي والمحلي، بدأت اسرائيل بنشر الشائعات عن تدهور الوضع الصحي للرئيس.

وجاء الرد الرسمي سريعاً، من خلال مقابلة تم اجراءها في وقت قياسي عبر التلفزيون الرسمي، وأكد الرئيس من خلالها أن الفحوصات الدورية التي أجراها في الولايات المتحدة روتينية، وأضاف:" كانت فرصة مناسبة وجودنا هنا لنجري بعض الفحوصات الطبية، وفعلا أجريت هذه الفحوصات، والآن خرجنا والحمد لله كل النتائج إيجابية ومطمئنة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا".

وكانت هذه المقابلة نقطة تميز وتفوق للإعلام الرسمي الفلسطيني على نظيره الإسرائيلي الذي ذهب إلى ترويج الشائعات حول صحة الرئيس.
 

نقلة نوعية

وأشاد غازي مرتجى، مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية بالنقلة النوعية التي شهدها الإعلام الرسمي الفلسطيني والذي بات يتعامل مع الأحداث وفق حجمها ووزنها.

وأوضح مرتجى أن المؤامرة التي كانت تُحاك في الكواليس الإسرائيلية حول صحة الرئيس محمود عباس تطلبت تدخلا إعلاميا ذكيا وهو ما فعله تلفزيون فلسطين من خلال المقابلة التي خرج بها بعد منتصف الليل مع الرئيس محمود عباس من داخل المستشفى بعد أن أنهى الرئيس كل الفحوصات الطبية اللازمة وظهر بنسه ليُطمئن شعبنا على صحته ضاحضا بذلك الشائعات التي بدأها الإعلام الإسرائيلي بطريقة خبيثة.

وبين مرتجى أن الإعلام الرسمي بات يتعامل بذكاء مع كل الأحداث، منوها إلى أن المشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف استطاع إحداث نقلة نوعية وترك بصمة مميزة من خلال متابعة كل الحدث وتواجد الكاميرا في الميدان حيث تواجد الحدث، بالإضافة للنقلة على الصعيد التقني وتطوير القدرات الفنية والبشرية وافتتاح قنوات جديدة مبتعدا بذلك عن الإعلام الرسمي الكلاسيكي الذي نشهده في عدد من الدول العربية.

مواكبة الحدث

وفي تعقيب له حول التطور الكبير الذي شهده الاعلام الرسمي، قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر :" أن الاعلام الرسمي الفلسطيني ومنذ سنتين يشهد نقلة نوعية في اداءه المهني من حيث وجود أجهزة متطورة وحديثه وكوادر مهنية مدربة وقادرة وناجحة استطاعت بكل هذه الإمكانيات أن تواكب الحدث الفلسطيني، بطريقة مهنية محترفة بل أصبحت المصدر الأساسي للخبر لكل وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والدولية العاملة في فلسطين".

وأضاف أبو بكر خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري:" هذا التطور الكبير يحتاج لمزيد من الإجراءات والإمكانيات لكي يضاهي وينافس رواية الاحتلال ويدحضها لذلك نحتاج لعدة خطوات أبرزها أننا يجب أن نخاطب المجتمع الاسرائيلي بلغته والمجتمع الدولي بلغاته خاصة الانجليزية والفرنسية، واذا توفرت هذه الإماكنيات سيكون هناك نهضة غير مسبوقة في الاعلام الفلسطيني الرسمي وسيكون قادر على إحداث مزيد من التأثير بالرأي العام بداخل اسرائيل والمجتمعات الدولية".

الخروج من عباءة التقليد

فيما أكد مدير قطاع الأخبار في مركز الإعلام بجامعة النجاح بشار دراغمة، أن الإعلام الرسمي خرج من عباءة التغطية التقليدية وبات مصدرا للخبر وصانعا له، والمقابلة التي أجراها تلفزيون فلسطين مع الرئيس لطمئنة الشعب على صحته كانت صناعة محترفة للخبر، في الوقت الذي جند فيه الإعلام الإسرائيلي ماكنة قوية للحديث عن شائعات حول صحة الرئيس وتساوق مع الأنباء الإسرائيلية البعض الفلسطيني بطريقة مثيرة للاستغراب.

وأوضح دراغمة أن المتعمق والمراقب لطريقة التعاطي الإسرائيلية مع شائعات صحة الرئيس يدرك أن الأمور كانت تجري بطريقة متعمدة لخلق حالة من البلبة والتوتر في الشارع الفلسطيني، مشيرا إلا أن كل التصريحات التي خرجت عبر الإعلام والبيانات التي تنفي الشائعات حول صحة الرئيس لم تكن ذات قيمة إعلامية، بينما حضر الخبر فقط مع المقابلة التي تم إجراؤها مع الرئيس من داخل المستشفى الذي أجرى فيه الفحوصات.

المؤامرة ستتواصل

وفي هذا السياق أكد المحاضر في كلية الاعلام في جامعة النجاح الوطنية، د.فريد أبو ضهير:" أن إسرائيل سعت، وتسعى، وسوف تستمر بالسعي للإساءة للرئيس أبو مازن طالما أنه يقف بقوة أمام قرارات ترامب وسياسات إسرائيل، ومنذ فترة ووسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر أن الرئيس يدعم الإرهاب ويمثل الإرهابيين، ويقدم الحماية لهم في محاولة يائسة لعزله وإخراجه من الساحة السياسية على المستوى الدولي".

 

وأضاف:"  برأيي أن الأمريكان وإسرائيل لن تنتظرا طويلا لكي يغير أبو مازن موقفه من مسألة القدس،  وفي حال استمر في موقفه، فإنهم سيقومون بسلسلة إجراءات لإخراجه من الساحة السياسية والعمل على استبداله بقيادة جديدة ربما تقبل ما يُملى عليها".

وتابع أبو ضهير خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري:"  معلوم أن الرئيس يدرك هذا الأمر جيدا، ولذلك فإنه ملتزم بالثوابت الوطنية في موضوع القدس، ومنسجم مع الموقف الشعب الرافض التفريط بذرة تراب من ثرى القدس".

 

وأكد أن :" قيام الاحتلال بإطلاق الإشاعات ليست مسألة جديدة، بل هي مسالة مرتبطة بحرب الدعاية التي يستخدمها ضد الشعب الفلسطيني، بل وضد كل من يراه عدوا".