هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بعد حملة شرسة شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة استهدفت خلالها بالقصف الجوي والمدفعي عددا كبيرا من المناطق، ومواقع المقاومة أسفرت عن استشهاد سالم محمد صباح (17عاما) وعبدالله ايمن أبوشيخة (17عاما) من حي السلام في رفح وإصابة شابين.
وصفت حملة القصف بأنها الأعنف منذ 2014، حيث كانت ردا على تفجير عبوة على حدود غزة أصيب إثرها 4 جنود جنوبي غزة.
ورصد " النجاح الإخباري" ما تداوله الإعلام العبري فور وقوع الحادثة، والذي اعتبر ما حصل فشلا وخرقا لأمن الاحتلال، وهدد بالإنتقام، وبناء عليه رجح محللون ل"النجاح الإخباري" أن تكون هذه الشرارة الأولى التي ينتظرها الإحتلال لاشتعال التصعيد، ومع ذلك فإن اسرائيل تسعى لتقسيم المنطقة حتى تكون الدولة العظمى.
ولكن وفق المحللون فإن كافة الأطراف مستعدة ولكنها غير معنية بالتصعيد، حتى لو أظهروا ذلك عبر وسائل الإعلام وردود الفعل، فإسرائيل تعلم جيدا أن استهدافها قطاع غزة سيفتح عليها جبهة جديدة جنوب لبنان، وحماس غير معنية بالتصعيد خلال الفترة الحالية.
حماس: على الاحتلال تحمل مسؤولية التمادي الأخير
وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم الاحتلال النتائج المترتبة على تصعيده المتواصل ضد قطاع غزة، مضيفا أن حجم الاعتداءات التي طالت العديد من مواقع المقاومة يعكس نواياه المسبقة بالتصعيد وتوتير الأجواء؛ ولذا عليه أن يفهم أنه هو الطرف المعتدي والمتمادي من خلال عدوانه وانتهاكاته المستمرة.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية التي عهدها العدو جيدا في أكثر من محطة لن تتخلى عن واجبها في حماية شعبنا، وستتصرف بكل مسؤولية للدفاع عنه والتصدي لأي عدوان.
إسرائيل: سنصفي الحساب ويجب اغتيال كبار القيادات وطريقة تعاملنا مع مظاهرات غزة ستختلف
وفي المقابل كان رد إسرائيل، صباح اليوم على تفجير دوريته العسكرية، بتهديد وزير الاحتلال أفيغدور ليبرمان بملاحقة المسؤولين عن الحادثة، قائلا "سنصفي الحساب، ولن نستسلم لأحد سواء في الجنوب أو الشمال".
وقال "لن نسمح لأحد بتقويض قوتنا وصمودنا من الداخل فهم يحاولون ردع نشاطاتنا ونحن مصممون على الرد بقوة على كل محاولات الإضرار بجنودنا ومواطنينا".
فيما طالب عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "البيت اليهودي" موتي يوغيف، الحكومة الاسرائيلية بالرد عن طريق اغتيال كبار الشخصيات في حماس والجهاد الإسلامي والنشطاء المدعومين من إيران".
وهددت قيادة جيش الاحتلال في المنطقة الجنوبية بأن طريقة التعامل مع التظاهرات القريبة من السياج بقطاع غزة ستختلف تماما من الآن فصاعدا، وذلك ردا على عملية تفجير العبوة شرقي خانيونس أمس.
الإعلام العبري: نقطة ضعف الجيش
واختلف الإعلام العبري بتداول تفاصيل الحادثة، فصحفية يديعوت أحرنوت اعتبرته الحدث الأخطر منذ 2014 زعمت بأن قوة هندسية من لواء غولاني كانت تعتزم إزالة العلم الذي زرعه المتظاهرون في اليوم السابق، وهو ما يقوم به الجنود كل أسبوع، ولكن هذه المرة انتهى بشكل مختلف، وبمجرد اقتراب القوة من العلم على السياج كان هناك انفجار هائل، قد يكون هذا نتيجة التحكم به عن بعد.
اما صحيفة هآرتس فذكرت أنه سيتعين على جيش الاحتلال التحقق فيما إذا كان خطأ في الاجراء هو ما قد خلق نقطة الضعف، وسيكون من الضروري دراسة إمكانية سلوك خطأ من الجيش، وربما هو شعور مبالغ فيه من الامن، أو عدم اتباع إجراءات السلامة الكافية.
واستدركت الصحيفة أن الظروف المعيشية في غزة المقترنة بنقص المياه (عدم كفاية المياه، وضعف الصرف الصحي، ومحدودية إمدادات الكهرباء وارتفاع معدلات البطالة)، قد تكون هذه الاسباب مجتمعة تتيح إمكانية المواجهة، على الرغم من عدم رغبة الأطراف الواضح.
أما موقع واللا العبري أكد أنه كان يجب على قائد المنطقة الجنوبية الميجر جنرال "ايال زامير" أن يسأل نفسه، كيف وفي هذه الفترة الحساسة حدث هذا الفشل العملياتي، مضيفا أن هذا هجوم كلاسيكي، كان يمكن أن ينتهي بأربعة جنود قتلى، على الرغم من التوتر والتحذيرات الواضحة.
محللون: إسرائيل عينها على سوريا
المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر رأى أن تفجير عبوة على حدود غزة الجنوبية؛ حدث غير عادي في السنوات الاخيرة منذ حرب 2014.
وأضاف أن الاقتراب من الحدود؛ وإخفاء العبوة؛ ثم تفجيرها مع تصوير الحدث، يعني أن هناك اتفاقا مع "رب البيت" بغزة.
ونوه إلى ان ذلك يعني أن رد إسرائيل عليها سيكون غير عادي أيضا وهو ما حدث بقصف المواقع ليلة أمس، لكن التقدير الواقعي للأحداث قد لا يتجاوز الردود التقليدية الدورية؛ فالعيون الإسرائيلية ما زالت نحو الشمال.
المحلل السياسي د. علاء أبو عامر أكد أن اسرائيل غير معنية بالحرب، مشيرا إلى أن عينها على سوريا والشمال وجنوب لبنان، كونها المناطق التي ستحد من إمكانياتها، وخاصة بعد تهديد حزب الله للاحتلال بحرب النفط والغاز.
وأضاف لـ"النجاح الإخباري" أن اسرائيل تحاول دراسة ما حدث ولن تسمح بأن تكون ايران على حدودها، وكل ما تخطط له إسرائيل هو تقسيم سوريا والعراق وابقاء الانقسام الفلسطيني، حتى تصبح دولة عظمى.
وأشار إلى ان الحدث لن يشتعل أكثر من ذلك، موضحا أنها ضربات ستتوقف عند هذا الحد خاصة وأن المناطق التي ضربتها فارغة، لافتا إلى ان تصريحات العدو مجرد تصريحات اعلامية على الحدث أمام الرأي العام.
الإقتراب من غزة يعني الموت
المحلل السياسي ابراهيم المدهون أكد أن على الاحتلال إدراك ان أي عملية عدوانية لن تمر مرور الكرام لدى المقاومة، قائلا "الاقتراب من غزة يعني الموت، مشيرا إلى أن غلاف القطاع لن يكون أمنا وأمانا للمحتل مؤكدا أن العبوة تعبير طبيعي.
واعتبر المدهون أن عملية أمس في غلاف غزة ذكية وجاءت وفي وقتها، مشيرا إلى أنها صعبة على الاحتلال.
وأضاف لـالنجاح الإخباري" أن ذلك دليل على أن شعبنا الفلسطيني يعمل دون كلل او ملل ومستعد لجميع السيناريوهات.
واستبعد أن تؤدي العملية لمواجهة كبيرة مع الاحتلال، على الرغم من استعداد المقاومة للسيناريو الأسوأ.
واختتم لافتا إلى ان من راهن على قواعد اشتباك يعربد فيها الاحتلال دون رد ومقاومة، فهذا يعني أنه لم يقرأ غزة بشكل جيد.
الحماقة الإسرائيلية ستتجه نحو الاغتيال
مدير مركز الاعلام في جامعة النجاح المهندس غازي مرتجى أكد أن انفجار العبوة الناسفة بدورية للاحتلال أمس، قد يكون المبرر لبدء تصعيد الاحتلال في قطاع غزة، وبالتالي لن يكون على جبهة واحدة تلقائيا ستفتح جبهة على جنوب لبنان.
ونوه لـ"النجاح الإخباري" إلى أن شرارة التصعيد لا يمكن توقعها، مؤكدا أن الحماقة الاسرائيلية قد تذهب لاغتيال شخصيات من القطاع أو لبنان، لافتا إلى أن كل الظروف مهيأة على الرغم من أن كل الاطراف تحاول تأخير هذه اللحظة.
وأشار إلى أن التصعيد لن يكون كبيرا ولا متدحرجا، لافتا إلى أن حماس غيرت المعادلة بالرد مباشرة على استهداف مواقع المقاومة، بقصف المستوطنات، مؤكدا أنها تقوم بذلك حتى لا تفرض المعادلة الإسرائيلية على قطاع غزة.