هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بعد تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا للأسير المحرر الجريح مبروك جرار صورا لآثار نهش كلب الاحتلال له أثناء الاعتقال، حتى تبادر إلى أذهاننا الصورة الشهيرة للمرأة التي هاجمها الكلاب ونهش بكتفها في بيت لحم، والتي ما زالت تتداول عبر وسائل الاعلام حتى اليوم.
من خمسة إلى سبعة دقائق أصعب لحظات الرعب التي عاشها أطفال الأسير المحرر مبروك جرار، وسط ساعات من سماع الإنفجارات واقتحام المنزل.
وتروي ايناس زوجة الاسير مبروك جرار تفاصيل الحادثة المروعة لـ"النجاح الإخباري" قائلة: "يوم السبت 3/2/2018 استيقظنا على أصوات الانفجارات، وأول ما تبادر لذهني تهيأة أطفالي الذي لم تبلغ أعمارهم التسع سنوات، سارعت لغرفتهم وبدأت بالحديث معهم أن الإنفجارات أمر طبيعي وقد يحدث اعتقالات او اقتحامات للمنازل في أي لحظة".
وتابعت "لم أكمل جملتي للأطفال حتى سمعنا انفجار باب الشقة بخمسة قذائف، ما أدى إلى تكسير زجاج النوافذ والأضواء، وفي ذات الوقت الجيب العسكري التابع للاحتلال أمام المنزل".
وأضافت أنه لم يقتحم البيت الجنود بعد التفجير بل أدخلوا كلب معلق عليه كاميرا وسماعة، وفوجئنا بوصوله لغرفة النوم وإذا به ينهش بكتف زوجي بوحشية".
حاولت ايناس إبعاد الكلب وتخليص زوجها بشتى الطرق، حتى كاد أن ينهش يديها، عجزت ايناس عن انقاذه وهرعت للجنود على باب تصرخ وتستغيث "خلصولي زوجي من الكلب"، فلم يستجيبوا لها، إلا بجملة واحدة "سلمي أحمد نصر جرار"، فأجابته بأنه غير موجود هنا، ورفع الجندي نبرة صوته "قائلا "لسا ما شفتي اشي، رح يصير أكثر من هيك".
وخلال ذلك كان زوجها يقاوم الكلب، ولم يستطع التخلص منه، من 5 إلى 7 دقائق وأطفال جرار يشاهدون الحادثة المروعة، والدماء تلمئ المنزل، حتى استطاع الكلب سحب الجريح جرار من غرفة النوم حتى الطابق الأرضي.
فقدت ايناس السيطرة على أعصابها وعادت لطلب النجدة من الجنود وإبعاد الكلب، فاستجاب لها أحد الجنود بلكم زوجها على وجهه وكسر أنفه.
هذه المشاهد المروعة أدت إلى اختباء اطفالهم وراء السرير، ولم يقتصر الأامر على ذلك بل أدتت إلى تبول طفلهم بشكل لا إرادي ابن الخمس سنوات من شدة الخوف، أما الطفل الآخر ابن التسع سنوات وصفته ايناس وكأنه معرض لصدمة كهربائية، فسيقانه لم يثبتا مكانهما من شدة الرعب.
وأضافت ايناس بغصة مكبوتة، تفاصيل الحادثة: الاحتلال أخرجنا اقتحم المنزل وفجر الطابق الأرضي، وكبل زوجها واعتقله رغم إصابته.
ونوهت إلى أن الاحتلال ترك زوجها أكثر من 3 ساعات ينزف في الجيب العسكري ومعسكر سالم بلا علاج، أثناء تعليقات جارحة واستهزاء بحالته وتصويره بهواتفهم.
وتابعت زوجة جرار "عندما تم نقله إلى مشفى العفولة كان بحالة سيئة جدا، ولم يستجب جسده للعلاج، وكانت الالتهابات قوية جدا".
وعلى الرغم من غياب زوجها وتفجير المنزل ورعب الحادثة، جدد الاحتلال اقتحامه للمنزل في الثامن من الشهر الحالي وفتشه وزوجته ووالدته وشقيقته (50 عاماً) بشكل عار، بواسطة مجندة إسرائيلية"علما بأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة تفتيشا دقيقا.
والتقطت أيناس انفاسها بآخر مقابلة "النجاح الإخباري" معها قائلة "بعد الإفراج عن زوجي، عرضت مستشفى رفيديا بنابلس احضاره لإستكمال علاجه اليوم".
"جيبوه وانا بعالجه مهما كلف الامر"
وحول ذلك تواصل "النجاح الاخباري" مع مدير مستشفى رفيديا في نابلس قاسم دغلس والذي وعد بدوره في تقديم العلاج للجريح المحرر جرار قائلا : "جيبوه وانا بعالجه مهما كلف الامر".
وأضاف دغلس أن رسالتهم تقديم الخدمة الطبية اللازمة لجميع المواطنين، وخاصة المتضررين من الاحتلال.
وأشار إلى ان وضع الجريح من الناحية الصحية لم يتضح بعد، مرجحا أن يكون قد أصيب بالتهابات حادة في الانسجة، وبحاجة لإجراء أكثر من عملية جراحية، وفقا للصور التي وردتنا.
وأكد أن حالته الصحية قد تتحسن خلال أسبوعين من بدء العلاج، وذلك حسب استجابة جسده لذلك.
نادي الأسير بخاطب كافة المؤسسات الدولي
بدوره أوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن اسرائيل لجأت خلال الاعتقالات إلى كثير من الأساليب الوحشية، منها الاعتداءات والتفجيرات للمانزل دون انذار مسبق، إضافة إلى استخدام أبشعها الكلاب البوليسية، والذي وصفه "بالسلوك الوحشي".
وأكد لـ"النجاح الاخباري" أن التأثير النفسي الذي يبقى بذهن المتضرر لا ينسى، مشيرا إلى أن تصرف الاحتلال مع الجريح جرار كان من واقع احساسها بالفشل والكراهية وحقدها على الشهيد احمد، مضيفا أن كل ما فعلته خلال الاسابيع الماضية كان عملا انتقاميا.
ونوه إلى ان نادي الأسير يعمل جاهدا من خلال مخاطبة المؤسسات الدولية والتي تصنفها هذه الوحشية بجرائم حرب وضد الانسانية وفقا للقانون الدولي، مضيفا أن الاحتلال لم يكتفي بذلك بل إنه يقتل بدم بارد دون أن يكترث لروح الانسان، ويتصرف "كالحيوانات".
يذكر أن الأسير مبروك اعتقل ضمن عملية عسكرية واسعة نفذها جيش الاحتلال في جنين، وذلك خلال عمليات مطاردة الشهيد أحمد جرار. وكان قد كشف في إفادته لمحامي نادي الأسير تعرضه للاعتقال بشكل وحشي وتركه ينزف لساعات في الجيب العسكري بعد أن تعرض لاعتداء وحشي من قبل جنود وكلاب الاحتلال.