هبة محمود منصور - النجاح الإخباري - تعددت الأسماء على منصات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الكترونية التي تهتم بالتجارة والتسويق، مقدمةً العروض المغرية في شتى المجالات، بحيث أصبحت هذه المواقع تشكل وسيلةً ومصدر رزق للكثير من الفلسطينيين خاصة فئة الشباب.
ولم يترك الإنترنت مجالاً إلا اقتحمه وطوره، لتكون التجارة الإلكترونية آخر تلك الإقتحامات، لدرجة أن العديد من المواقع الإلكترونية أصبحت تشكل جزءاً من الإقتصاد، فسرعان ما انتشرت هذه التجارة حتى فتحت فلسطين لها الأبواب على مصراعيها، لسهولة التعامل بها فكل ما يحتاجه الشخص ليواكب هذا المجال هو حصوله على فيزا بنكية تمكنه من الشراء عبر المواقع العالمية.
فما هي أسباب التوجه للعمل بالتجارة الإلكترونية؟ وما هو تأثيرها على أصحاب المحلات التجارية؟ وما هو سبب تفضيل الناس للتسوق الإلكتروني؟
البطالة وقلة الفرص ....
الشاب أحمد خريج كلية الهندسة، وهو أحد العاملين في هذا المجال قال لـ"النجاح الإخباري":" قررت العمل بالتجارة الإلكترونية لعدم وجود فرص عمل، حيث بدأت بشراء عشرين قطعةٍ من الملابس النسائية بماركات معينة وقمت ببيعها للأقارب فرأيت مدى الإقبال الشديد للنساء على الشراء".
وأضاف:" ولا أخفي الربح الجيد الذي حصلت عليه فبدأت بتوسيع تجارتي وأنشأت صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي فتفاعل عدد جيد من المواطنين معها، وبدأت أحصل على دخل شهري يصل لحوالي أربعة الآف شيقل أو أكثر".
وتقول الشابة مها وهي خريجة كلية الإقتصاد:" لم أفكر يوماً بالعمل بالبيت وكنت أطمح بالعمل في أحد البنوك أو الشركات ولكني لم أجد وظيفة، فاتجهت للعمل بالتجارة الإلكترونية بتخصص "الميك أب وفساتين المناسبات والسهرات" بما أنها تشكل عوامل ضعف لا يمكن مقاومتها من قبل الفتيات، وبفضل الله استطعت خلال سنتين ارجاع رأس المال الأساسي وتحقيق ارباح إضافية".
أوقات فراغ كبيرة والأوضاع الإقتصادية الصعبة...
" كان عندي وقت فراغ كبير لم أكن أفعل به شيء مفيد، فقررت العمل بتجارة الأحذية والعطور، والحمدلله رأيت اقبالاً كبيراً من أقاربي ومعارفي وأصدقائي، ولا أنكر أنني اكتسبت المعرفة بكيفية العمل على الإنترنت واستخدامه والإتصال مع مختلف الأسواق العالمية" هذا ما أوضحته السيدة المواطنة منال.
وأما عن السيدة فيروز قالت: " لدي ثلاثة شباب في الجامعة وزوجي عامل في الداخل المحتل، وتكاليف الحياة مرتفعة فقررت العمل بالتسويق الإلكتروني وبيع كل شيء تهتم به النساء من ملابس مناسبة لمختلف المناسبات، والأحذية، والعطور، والحقائب، والاكسسوارات وميك أب، فتستطيع السيدة الإنتهاء من التحضير للمناسبة التي لديها بدون الحاجة إلى اتمام احتياجاتها من الأسواق العادية".
أجود الماركات بأسعار حقيقية...
ومن جهةٍ أخرى، أبدت احدى متسوقات المواقع الإلكترونية الشابه سارة تفضيلها للتسوق والشراء من المواقع الإلكترونية " فأنا أحب شراء أفضل الماركات وأجودها بأسعارها الحقيقية بعيداً عن أسعارها في المحلات التجارية التي تكون بالأضعاف".
وأما الشابة نفين علقت على تفضيلها الشراء الإلكتروني قائلةً:" أحب أن أكون متميزة في ملابسي وإطلالتي ولا أرغب برؤية أحد يرتدي مثلي".
التسوق الإلكتروني سبب التخفيضات في الأسواق...
وأكد أحد أصحاب المحلات التجارية: " خلال السنتين الأخيرتين استطاع الناس الإستغناء بشكل كبير عن حاجتهم للأسواق بسبب وجود المواقع الإلكترونية التي تقوم على سياسة شراء المستلزمات من المواقع العالمية وبيعها للناس بأسعار أقل مما هي بالأسوق دون الحاجة للنزول، فالطلب يصل لباب المنزل، فما كان منا إلا اللجوء للتنزيلات التي تصل إلى نصف السعر من أجل إرجاع الحركة للسوق وتحصيل رأس المال على الأقل".
الحيطة والحذر....
وأشارت احدى المتسوقات الإلكترونيات دعاء شرقاوي: " لا أرغب بإعادة تجربة الشراء مرة أخرى، حيث قمت سابقاً بالشراء من خلالها وعندما وصل المنتج لاحظت أنه غير مطابق للصورة والمواصفات المعروضة على الموقع".
ومن جهته، أكد رئيس جمعية حماية المستهلك في نابلس إياد العنبتاوي على ضرورة أخذ الحيطة والتأني قبل الشراء، قائلاً: "عند الشراء عن طريق المواقع الإلكترونية يجب التحري الدقيق من مدى مصداقية الموقع أم لا، والتأكد من ايصال المنتج المطابق للمواصفات المطلوبة كونه لا تستطيع ارجاع المنتج بأي شكل كان، وأخذ الدقة قبل ادخال الموافقة على سحب المبلغ من الفيزا البنكية ".
التسوقٌ الكتروني غزا الأسواق، تعامل معه الفئات كافة على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وأهدافهم، فأصبح يشكل باباً للرزق لمن يمتلك مفتاحه.