هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بعد مرور ثلاثة أسابيع متواصلة من تنفيذ حملات عسكرية فاشلة للاحتلال في منطقة جنين بحثا عن "الشهيد المقاوم" أحمد جرار، تضمنها حالات اعتقال واغتيال شابين فلسطينيين ( أحمد محمد جرار "الخميس 18 كانون الثاني/ يناير الماضي"، وأحمد سمير أبو عبيد "السبت 3 شباط الجاري")، إلا أن الاحتلال استطاع فجر اليوم اغتيال جرار بعد كل المحاولات الفاشلة ما يعيد للأذهان فشل الاحتلال سابقا في اغتيال والده، نصر جرار، الذي استشهد عام 2002 بعد عدة محاولات فشل خلالها الاحتلال باغتياله.
وخلق جرار صدى في فلسطين وخارجها، حتى أصبح البطل المطارد والأكثر تأثيرا على الشبان، وكان حديث مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، ومنذ انتشار الخبر تضاربت الأنباء حول استشهاده، ما دفع البعض الى رفض تصديق خبر الاستشهاد، ورغم إعلان المصادر الرسمية خبر الاستشهاد، إلا أن الشارع الفلسطيني ما زال ينتظر خبرا ينفي ذلك.
وقبل استشهاده أكدت والدة أحمد، ختام جرار، أنها "فوجئت بأن يكون لأحمد أي نشاط سياسي، قائلة "لم أعرف عن أحمد سوى كونه ساعيا بين عمله الحالي والبحث عن عمل يتلاءم ومجال تخصصه. حيث كان يتصرف بشكل اعتيادي جدا ولم أشعر يوما أن له أي نشاط".
وحتى بنظراتها ونبرة صوتها أثناء حديثها عن أحمد في مقابلة النجاح معها وبمقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ما بعد استشهاده تشعر أنها لم تصدق خبر الإستشهاد، ولكن كان المصحف المهدى له من والده الدليل على ذلك، إضافة إلى ملابسه.
وأكدت لـ"النجاح" أنها كانت تدعو له باستمرار، لافتة إلى أن أحمد ابن فلسطين وليس ابنها فقط، مضيفة أن آخر مرة رأت بها أحمد احتضنته وقبلته بطريقة غريبة حتى أنه استغرب من طريقتها معه.
وكانت قد أكدت والدة جرار لوسائل الاعلام أن آخر مرة رأت بها ابنها كانت قبل وصول الجيش بقليل، بنحو ساعة، قائلة "كان أحمد في البيت، وعاش حياته بشكل طبيعي للغاية، جاء وسألني بصورة طبيعية أيهما أجمل هذا الحذاء أم ذاك. لم تمر فترة طويلة حتى شرع الاحتلال بإطلاق الرصاص، في البداية اعتقدت أنه احتفال بتحرير أسير أو شيء من هذا القبيل، وإذا ببيتنا محاصر وسرعان ما وُجهت البنادق نحو البيت؛ كنت بالداخل في الطابق الثاني مع ابنتي وابني محمد الصغير، وبعد فترة سمح لنا بالخروج وسألونا عن أحمد، عندها شاهدت جثة شاب أمام البيت، قلت لهم هذا ابني، فأجاب الجندي هذا ليس هو".
"في حقيقة الأمر لم أعرف ما الذي يدور، الهجوم على البيت كان وحشيًا بصورة غير عادية، واحتجزنا بساحة قرب البيت. لم أعرف ما الذي حدث، إلا أنهم هدموا 5 بيوت منهم بيتنا وبيوت أقارب أحمد، أعمامه وعماته".
يشار إلى ان أحمد نصر جرار، حاصل على شهادة جامعية في إدارة المستشفيات، وهو ابن الشهيد نصر جرار، الذي استشهد بعد محاولات فاشلة لاغتياله عام 2002، ورغم إعاقته الجسدية وقطع رجليه استمر في مواجهة اسرائيل حتى يوم اغتياله".
"وبالعودة لأحمد، الذي هدم بيته عام 2002 عقب اغتيال والده الشهيد نصر جرار، فلقد عمل كأي شاب عادي لكسب قوت يومه في بقالة، لعدم عثوره على وظيفة تناسب مؤهلاته الجامعية".