منال الزعبي - النجاح الإخباري - بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان..
كلمات تغنينا بها محاولين لئم الجراح العربية وكسر الحدود وجمع العرب تحت راية لسان الضاد، نشحذ الهمم لتهب إلى العلياء بالعلم فما مبلغ علمنا عن تطوان؟
مدينة تطوان الملقبة بـ"الحمامة البيضاء" الواقعة شمال المغرب أو "تِطاوين" وتعني بالأمازيغية (العيون، وهو الاسم الحقيقي لهذه الحاضرة المغربية)مدينة مبدعة في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية.
الزلّيج التقليدي التطواني والفخّار ميّزا هذه المدينة وأكسباها نمطًا خاصًا في الفنون الشعبية، بالإضافة لما يسمى بالأجواق النسائية كل هذا خلق للمدينة البيضاء الساحرة هذه الثروة اللامادية، والجزء الأبرز من هذا الإبداع والحضارة في تطوان "تجسّد في مآثر المدينة وأبوابها السبعة بشكل خاص، التي شيّدت كلها تقريباً في القرن الـ16".
يذكر الباحث محمد الشريف، في كتابه "تطوان.. حاضنة الحضارة المغربية الأندلسية"، أنَّ المدينة تعدّ بحقٍّ "نموذجاً متميزاً للمدينة الإسلامية ذات الطابع الأندلسي الخاص؛ بسبب الإرث الأندلسي الذي يطبع هذه المدينة بشكل كبير في حضاراتها".
هذا الإرث الأندلسي انعكس خصوصاً على الميدان العمراني، فالمدينة التي خُربت على يد البرتغاليين سنة 1437م، "قام بإعادة بنائها الأندلسيون الغرناطيون عام 1484، على أنقاض تطوان القديمة والتي ستصبح مغرس الحضارة الأندلسية بالمغرب".
كذلك، "كان لاستقرار الأندلسيين في تطوان انعكاسات حضارية عميقة أخرى على مستوى اللغة والمطبخ واللباس؛ إذ "نقل النازحون معهم موروثاتهم الثقافية والحضارية إلى المدينة"، يضيف محمد الشريف في مؤلَّفه.
ويشير الباحث نفسه إلى أنَّ تأسيس مدينة تطوان يرجع إلى "ما قبل ظهور الإسلام، بدليل الآثار التي عُثر عليها فيها وبنواحيها وتسمى تمودة".
كما تميّزت بلون من التراث الغنائي خلَّفه الراحل عبد الصادق شقارة، الذي أسهم في خلق إشعاع كبير لهذه الحاضرة المغربية".
وقد حازت مدينة تطوان على تصنيف المدينة العتيقة ضمن التراث العالمي الإنساني العالمي عام (1997)،
وها هي مؤخَّرًا تحظى بميزة أممية جديدة؛ إذ صُنّفت ضمن "شبكة المدن المبدعة"، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)،
ولأنّ الإبداع والتجديد عاملان استراتيجيَّان في التنمية الحضرية المستدامة
فقد تم إنشاء شبكة المدن المبدعة من طرف اليونيسكو سنة (2004)، بغرض تعزيز التعاون بين المدن التي تُعنى ، بوصفهما.
هذه الشبكة تضم الآن (180) مدينة عالمية موزعة في (72) بلداً، تعمل من أجل تحقيق أهداف مشتركة، عبر وضع الإبداع والصناعات الثقافية في صميم خطتها الإنمائية المحلية والتعاون بنشاط على الصعيد الدولي.
فإذا كانت الحمامة البيضاء قد دخلت شبكة المدن المبدعة فإنَّ القدس دخلت قلب كل من دبَّ على الأرض وانغرست في قلب فلسطين عاصمة السلام الأبدية.