هبة الحسين - النجاح الإخباري - كيف يؤثر "المنيو" الذي تعرضه المطاعم في نابلس على سبيل المثال على أذواقكم وخياراتكم؟ وما هي الحِيل التي تستخدمها المطاعم لحثكم على إنفاق المزيد من الأموال؟
أسئلة كثيرة تحتاج الى إجابة كبيرة على ضوء زيادة عدد المطاعم في مدينة نابلس بشكل كبير ،بينما يبدو حجم التنافس كبيرا فيما بينها حيث زاد الجميع الوجبات المقدمة اليهم.
ورافق هذه الزيادة زيادة في أسعار الوجبات التي قد تصل الى 70 شيكلا لسعر الوجبة الصغيرة التي تكفي بالكاد شخص واحد.
يؤكد رئيس جمعية حماية المستهلك بمحافظة نابلس المهندس إياد عنبتاوي أن المستهلك لديه الحق في التحفظ على ما يقدم اليه في المطاعم إذا ما كان ذلك لا ينسجم مع طلبه كما ظهر في "المنيو" أو في أي وسيلة ترويجية.
وقال عنبتاوي لـ"النجاح الإخباري" إن أمام المستهلك في مثل هذه الحالة خيارين،الأول:إرجاع الطلب ورفضه،أما الثاني فيتعلق بتقديم شكوى رسمية بحق إدارة المطعم.
وفضل عنبتاوي الخيار الثاني في مثل هذه الحالات وذلك لضبط هذا القطاع.
أكثر من مجرد ورقة
في المقابل ثمة من يرى بأن "قائمة الطعام هي أكثر من مجرد ورقة عشوائية تتضمن لائحة بالأطباق التي يوفرها المطعم، تصميمها فن قائم بحد ذاته، خصوصاً أن الهدف منها هو "صيد الزبائن"، والتأثير عليهم، ليطلبوا المزيد من الأطباق الغالية عوضاً عن الاكتفاء بأطباق بسيطة ذات مردود منخفض".
التلاعب في الأسعار
وهناك طريقة لتشجيع الزبون لإنفاق المزيد من الأموال وذلك بجعل الأسعار غير واضحة، فقد تصمم بعض المطاعم قوائمها بطريقة الأسعار.
وفي هذا الصدد تؤكد علا الشريف أن نوعية قائمة الطعام وجودة الورق المستخدم ثؤثر بشكل كبير على الزبون.
وقالت الشريف لـ"النجاح الإخباري" إنها تقوم بشراء الوجبة حسب ميزانيتها الشخصية وليس حسب قائمة الطعام.
"صور الوجبات الموجودة في قائمة الطعام هي صور خاضعة لتعديلات كبيرة لجذب الزبون وأن هذه التعديلات تجعل منها وجبة غير مطابقة للوجبة الفعلية بشيء." أضافت الشريف.
وعن تجربتها في هذا الإطار تؤكد هبه خولي أن عدم مطابقة الوجبة المطلوبة للصورة في قائمة الطعام يدفعها في الغالب لاتخاذ قرار بعدم عودتها لشراء الوجبة مرة اخرى وزيارة المطعم في ما بعد".
"وبشكل عام فإن أغلب المطاعم تقدم قائمة طعام بصور جميلة وغير مطابقة للوجبة التي نحصل عليها". قالت خولي لـ"النجاح الإخباري".
وفي ذات السياق تقول أيه عبد الهادي "إن شكل الصورة في قائمة الطعام قد يدفعها لاتخاذ قرار بشراء وجبتها المفضلة حتى لو كان ثمنها باهظ جدا".
وتستدرك عبد الهادي لـ"النجاح الإخباري" بالقول:" حدث أن تفاجأت عند وصول الوجبة التي طلبتها بأنها أصغر حجما وبشكل أقل شهية مما هو عليه في قائمة الطعام التي يعرضها."
الصور الجميلة
وتساهم الصور الجميلة إلى جانب محتويات الأطعمة التي تقدمها المطاعم في زيادة المبيعات بنسبة 30%. ففي بحث لجامعة أيوا حيث قام الباحثون بعرض رقمي لسلطة أمام مخيم للأطفال، وكانت النتيجة أن الأطفال الذين شاهدوا صور السلطة كانت هناك احتمالية لطلبها بنسبة 70%.
وبحسب الخبراء فأنت تستجيب للصورة كما تستجيب لطبق بجانبك، فإن كنت جائعًا فستكون الاستجابة بقولك “أريد طلب ما يوجد في الصورة”، ويكون التأثير أكبر للمطاعم التي تعتمد على اللوحات الرقمية المتحركة أو الدوارة التي تعرض أصناف الطعام التي تقدمها، لما للحركة واللون والدقة وطريقة التقديم من تأثير على الزبون.
ويرى الباحثون بأنه إن كان هناك عرض كبير للصور إلى جانب أصناف الطعام، فهذا أحيانًا يقلل من تصور الزبون للنوعية، فوجود عدد كبير من الصور في قائمة الطعام يعني جودة منخفضة حسب تصور الزبون. فتتجنب معظم المطاعم الراقية الصور للحفاظ على مستوى الفخامة المطبوع في ذهن الزبون.
التلاعب في نظر الزبون
تتبع المطاعم في ذلك أسلوب السوبرماركت بوضع الأصناف المربحة على مستوى نظر العين، فتستغل الجهة العلوية لقائمة الطعام بوضع المقبلات ومن ثم تليها السلطات. أما الخدعة الأخرى فهي تخصيص مساحة للأصناف المربحة بوضعها في صناديق منفردة، وفصلها عن خيارات أصناف الطعام الأخرى، وذلك لجلب أكبر قدر من الانتباه.
استغلال الألوان
فالألوان المختلفة تحفز السلوك، وأحيانًا يتم استخدام اللون الأزرق، كونه لون مهدئ. ويقال أنه من الجيد استخدام الأحمر لتحفيز الشهية، أما الأصفر فلجذب الانتباه.
استخدام لغة انيقة
فكلما كانت هناك تفاصيل أكثر كلما كانت هناك مبيعات، فيرى البعض بأن أصناف الطعام ذات الوصف الأكثر قد تكون ذات جودة عالية. وتعتمد بعض المطاعم على استخدام بعض الصيغ اللغوية مثل “من مزارعنا” و “مصنع يدويا”، كي يزيد من تصور الجودة في ذهن الزبون.